نوال الكويتية تتغزل بالرياض وتتألق في ختام حفلات العيد بالسعودية

نوال الكويتية وسالم الهندي في حفل أمس
نوال الكويتية وسالم الهندي في حفل أمس
TT

نوال الكويتية تتغزل بالرياض وتتألق في ختام حفلات العيد بالسعودية

نوال الكويتية وسالم الهندي في حفل أمس
نوال الكويتية وسالم الهندي في حفل أمس

تغزلت الفنانة نوال الكويتية بالعاصمة السعودية الرياض خلال الحفلة التي أحيتها حتى ساعات الصباح الأولى أمس على مسرح مركز الملك فهد، في ختام حفلات ليالي العيد، بقولها: «ما ألذ الرياض تالي الليل»، تفاعلاً مع الحشد الجماهيري الذي قارب الـ3 آلاف شخص تواجدوا منذ وقت مبكر للاستمتاع بأعمالها الفنية وروائعها المتألقة.
ونثرت نوال الإبداع نصاً ولحناً في ثاني محطاتها في حفلات العيد بعد حفلتها في جدة، وأدت أجمل أغانيها لقرابة الثلاث ساعات أطربت بها الحضور في الحفل الذي يأتي ضمن سلسلة الحفلات الغنائية التي نظمتها اللجنة الفنية بهيئة الثقافة بالتعاون مع «روتانا».
واستهلت الفنانة الكويتية مع صعودها على المسرح بتقديم باقة من أعمالها الفنية المميزة. وحرصت نوال على تهنئة السعوديات تزامناً مع دخول القرار حيز التنفيذ، متمنية للجميع دوام التوافيق ومطالبة إياهن بالتأني في القيادة، واتباع الإرشادات المرورية. وأهدتهن بمناسبة غنائها في السعودية، أغنية «سعودي» التي طرحتها أخيراً.
وقدمت نوال خلال الحفلة باقة من أجمل أغانيها في التسعينات الميلادية، إضافة إلى تقديم عدد من أغانيها الجديدة، وسط تفاعل كبير من السعوديات الحاضرات للحفلة ومشاركتهن الفنانة بأداء معظم أغانيها.
وأكدت الفنانة في نهاية الحفلة أن حفلة الرياض ستكون امتدادا لحفلات مستقبلية لها في السعودية، منوهة بأن غناءها في بلدها الثاني السعودية شرف كبير لها، كاشفة عن تحضيرها لألبوم غنائي جديد سيكون مفاجأة لجماهيرها.
وعند خروجها من مسرح مركز الملك فهد، قادت الفنانة نوال الكويتية سيارتها، لتكون بذلك أول فنانة تقود سيارتها في السعودية، وعبَرت عن سعادتها البالغة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للفنانة وهي تقود السيارات وبرفقتها سالم الهندي المدير التنفيذي لشركة روتانا للصوتيات والمرئيات، والذي هنأها على نجاح حفلها بالرياض، وظهرت وهي تقود السيارة قائلا: «إنها أول فنانة كويتية تسوق السيارة في الرياض».
من جهته، أكد الهندي أن عدد الحضور في حفلات العيد من الجنسين فاق التوقعات قياساً بنفاد التذاكر عبر منافذ البيع في وقت مبكر، مشيداً في الوقت ذاته بالالتزام الكبير الذي ظهر عليه الحضور في الاستمتاع بمتابعة الحفلات.
وقال إن الحفلات الغنائية شهدت نقلة نوعية في التنظيم والإعداد والترتيب لها منذ إشراف تركي آل الشيخ عليها وتوليه مهام متابعتها من خلال رئاسته للجنة الفنية مضيفاً: «وجدنا اهتماما ودعما وعناية غير مسبوقة كانت السبب الرئيس لتحقيق هذا النجاح المبهر الذي أبهج كل المتابعين والجمهور المتذوق للفن الأصيل».
يذكر أن حفلة نوال الكويتية أسدلت الستار على آخر الحفلات الغنائية في الرياض والتي كانت انطلقت تزامناً مع عيد الفطر بمشاركة نجوم الغناء السعودي والخليجي والعربي في 10 حفلات أقيمت بالتناوب والتزامن بين مدن الرياض وجدة والدمام، فيما عرضت قناتا «روتانا» و«روتانا خليجية» جميع الحفلات على الهواء مباشرة لتصل لأكبر عدد ممكن من المشاهدين في المملكة والخليج والوطن العربي.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».