وفد إيطالي يفتتح برنامجاً لتنشيط السياحة في مصر

«شجرة مريم» في القاهرة أحد المقاصد المهمة في مسار الرحلة
«شجرة مريم» في القاهرة أحد المقاصد المهمة في مسار الرحلة
TT

وفد إيطالي يفتتح برنامجاً لتنشيط السياحة في مصر

«شجرة مريم» في القاهرة أحد المقاصد المهمة في مسار الرحلة
«شجرة مريم» في القاهرة أحد المقاصد المهمة في مسار الرحلة

استقبلت مصر، أمس، وفداً سياحياً إيطالياً، لزيارة مسار العائلة المقدسة في مصر، على مدار 5 أيام للمرة الأولى منذ إعلان السلطات المصرية قبيل نهاية العام الماضي، ضم المسار إلى خريطة السياحة في مصر. وقال المهندس أحمد يوسف، رئيس هيئة تنشيط السياحة، إن وزارة السياحة وهيئة التنشيط، استقبلت الوفد الإيطالي بحضور مدير مكتب مصر في روما، والأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك. وأضاف في تصريحات صحافية: «تم إعداد برنامج سري لتحرك وفد العائلة المقدسة لدواعٍ أمنية، حفاظاً على سلامة الوفد، وهناك عمليات تأمينية على أعلى مستوى لتأمين الزيارة بشكل كامل». يشار إلى أن إنجي لحظي، منظمة البرنامج السياحي الخاص بالوفد الإيطالي، ذكرت في تصريحات سابقة، أنه تم تنسيق الرحلة بين وزارة السياحة المصرية وهيئة «الليونيتالسي» الإيطالية التابعة للكنيسة الكاثوليكية.
يشمل البرنامج زيارة بعض أماكن العائلة المقدسة في القاهرة وبعض الأديرة الأخرى، بجانب كلية العلوم الإنسانية واللاهوتية بالمعادي، التابعة للكنيسة القبطية الكاثوليكية، بالإضافة إلى لقاء عدد من الشخصيات العامة والكنسية، وزيارة بعض الآثار الفرعونية، موضحة أن الوفد الإيطالي مكون من شخصيات كنسية مهمة وبعض الصحافيين ومقدمي البرامج التلفزيونية الإيطالية. ويجري العمل حالياً على رفع كفاءة النقاط الخمس الأولى من مسار رحلة العائلة المقدسة وهم: «كنيسة أبو سرجة في مصر القديمة، وكنيسة العذراء في المعادي، وأديرة وادي النطرون، والأنبا بيشوي والسريان والباراموس»، من بين 28 موقعاً ذهاباً وعودة يشملها المسار الذي يبلغ طوله 3500 كم.
من جانبه، قال نادر جرجس، عضو اللجنة الوزارية لمسار «العائلة المقدسة» التابعة لوزارة السياحة، إن «رحلات الحج لمسار العائلة المقدسة ستكون لها جدوى اقتصادية كبيرة، خصوصاً أن مصر مؤهلة لأن تكون مركزاً للسياحة الدينية في الشرق الأوسط، وأنه يمكن جذب مليوني سائح سنوياً لزيارة المسار».
وتعول مصر على أهمية هذا الحدث، كونه الأول في مجال السياحة الدينية بعد لقاء الوفد المصري العام الماضي ببابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسيس، الذي بارك أيقونة العائلة المقدسة، معطياً إشارة الانطلاق لهذا النوع من السياحة الذي سيكون له أثر إيجابي لصورة مصر في الخارج كبلد آمن، لتعافي السياحة التي تعد أحد أهم مصادر النقد الأجنبي في البلاد والتي تعرضت لخسارة كبيرة جداً في أعقاب انتفاضة 25 يناير (كانون الثاني) 2011.
بدوره، قال القس ثاوفيلوس، كاهن كنيسة العذراء بجبل الطير، شمال محافظة المنيا، لـ«الشرق الأوسط»: «العائلة المقدسة أقامت 3 أيام في مغارة تم ضمها فيما بعد للكنيسة الأثرية بالدير، التي يرجع تاريخ إنشائها إلى القرن الرابع الميلادي»، مؤكداً: «كنا نستقبل سياحاً أجانب بشكل منتظم قبل ثورة 25 يناير عام 2011. لكن أعدادهم قلت الآن، ونحن ننتظرهم بعد مباركة بابا الفاتيكان لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، في المرحلة الثانية، لأن المرحلة الأولى تشمل نقاطاً في القاهرة والوجه البحري فقط». وأضاف ثاوفيلوس: «دير جبل الطير مهيأ لاستضافة 200 سائح أجنبي في الليلة الواحدة إن فضلوا المبيت به والاستمتاع بالأجواء الروحانية والدينية الفريدة التي يتميز بها الدير»، موضحاً أن «جبل الطير له خصوصية كبيرة جداً يشعر فيه السائح بروحانيات وتقوى كبيرة». ولفت إلى أن «الدير يستقبل نحو 3 ملايين زائر محلي من المسلمين والأقباط سنوياً خلال الاحتفال بعيد (خميس الصعود) ويتوافد عليه الزوار للتبرك من جميع محافظات مصر، وموعده ليس ثابتاً، لأنه يأتي عقب عيد القيامة بأربعين يوماً». جدير بالذكر أن مفهوم الحج لدى الأقباط لا يماثل الحج عند المسلمين، هو فقط زيارات روحية للكنائس والمناطق الدينية التاريخية التي عاش فيها السيد المسيح للتبرك. وتحاول وزارتا السياحة والآثار المصريتان استغلال مباركة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، العام الماضي لمسار رحلة العائلة المقدسة للترويج للسياحة الدينية والثقافية في مصر.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».