أحدث المستجدات العلمية حول التشخيص الدقيق لمختلف أمراض التخثر والنزاف الدموي، بالإضافة إلى استخدام الأدوية الحديثة طرحت في جدول أعمال لقاء علمي نظمه مركز التميز لأمراض التخثر والنزاف في جامعة الملك سعود بالرياض نهاية الشهر الماضي بمقر كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي، جامعة الملك سعود.
شارك في تقديم نتائج البحوث العلمية عدد من كبار الخبراء والاستشاريين من المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية مصر العربية وكندا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا والسويد.
* الهيموفيليا يعتبر مرض النزاف الدموي (هيموفيليا) مرضا وراثيا يؤدي إلى منع تخثر الدم، حيث يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من انعدام وجود العامل الثامن أو التاسع من عوامل التخثر والتي تساعد على وقف النزيف. ويعتمد معظم مرضى الهيموفيليا نوع (إيه) على العلاجات التعويضية للعامل الثامن «8»، فيما يعتمد مرضى الهيموفيليا نوع (بي) على العلاجات التعويضية للعامل التاسع «9».
ووفقا للمنظمة الفيدرالية العالمية لمرض الهيموفيليا، فإن نسبة المصابين بالهيموفيليا نوع (إيه) تصل إلى 80 في المائة، فيما تقدر نسبة المصابين بالهيموفيليا نوع (يب) بنحو 20 في المائة من إجمالي المصابين بمرض الهيموفيليا عموما، كما أكدت الدراسات أن أعداد المصابين بالهيموفيليا نوع (إي) يتراوح ما بين 320 ألفا إلى 340 ألف مريض على مستوى العالم. أما في السعودية وعلى الرغم من غياب الإحصائيات الدقيقة لأعداد مرضى الهيموفيليا فإن بعض الدراسات أظهرت أن ذلك العدد يصل إلى نحو 3000 - 4000 مريض بالهيموفيليا، 99 في المائة منهم من الذكور.
وأوضح الدكتور طارق عويضة، استشاري طب أمراض الدم بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، أن مضاعفات الإصابة بمرض النزاف الدموي (هيموفيليا) كانت متعددة وأكثر خطورة في العقود الزمنية القليلة الماضية. وكان من ضمنها: تقليل معدلات الأعمار بين الأطفال والتسبب في حدوث التهابات وتشوه المفاصل، إلا أن ظهور الأدوية الحديثة المتطورة تكنولوجيا خفف من حدة هذه المضاعفات بشكل ملحوظ وساهم في قدرة المرضى على ممارسة حياتهم اليومية والاندماج في المجتمع بشكل طبيعي مع زيادة معدلات الأعمار. وأكد الدكتور عويضة على أن عنصر السلامة والأمان يأتي في مقدمة الأولويات عندما يتوقف الأمر على العلاج، لذا، فإن اعتماد أحدث تقنيات تصنيع وتنقية العلاجات التخليقية يجعلها خيارا علاجيا فعالا وآمنا للكثير من مرضى نزعة النزف الدموي (الهيموفيليا).
* مستجدات العلاج أوضح البروفيسور عبد الكريم المؤمن، مدير مركز التميز لأمراض التخثر والنزاف بجامعة الملك سعود أن علاجات مرض الهيموفيليا شهدت تطورا ملحوظا في أعقاب ظهور عوامل التخثر الحديثة المصنعة بتقنية الهندسة الوراثية والخالية من الفيروسات التي قد تنتقل عن طريق عوامل التخثر المحضرة من مشتقات الدم التي كانت سائدة في طرق العلاج السابقة، والتي أدت في بعض الأحيان إلى الإصابة بالأمراض الفيروسية الخطيرة مثل مرض الالتهاب الكبدي الوبائي «بي» ومرض الالتهاب الكبدي الوبائي «سي» أو حتى مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز). وأضاف الدكتور طارق عويضة، أن علاجات مرض النزاف الدموي (هيموفيليا) التخليقية قد أجيزت أخيرا وهي تمثل الجيل الأحدث من العلاجات بخلوها التام من عنصر الألبومين، وذلك باستخدام أحدث تقنيات التصنيع والتنقية، حيث يجري استخدام مشتقات صناعية خالية تماما من أي مشتقات حيوانية، كما تمر بعملية تنقية متعددة المراحل بما فيها التنقية بواسطة الكروموتوغرافي وتقنية النانوفلتريشن المتطورة التي تضمن الكشف والتخلص من الفيروسات المتناهية الدقة وبالتالي خفض احتمالات الإصابة بأي عدوى فيروسية.
وقد أجازت حديثا إدارة الغذاء والدواء السعودية عقارين جديدين للوقاية وعلاج مرض نزعة النزف الدموي (الهيموفيليا) بنوعيه (إيه) و(بي). ويعتبر العقاران أحدث أنواع العلاجات التخليقية لعاملي تخثر الدم (8) و(9)، حيث تم تطويرهما باستخدام أحدث تقنيات التصنيع والتنقية بهدف تقليص احتمالات الإصابة بأي عدوى فيروسية تنقل عن طريق الدم الملوث.
* عمليات لمرضى الهيموفيليا وقام البروفيسور فوزي الجاسر، المشرف على كرسي أبحاث جراحة العظام بمستشفى الملك خالد الجامعي بالاشتراك مع الدكتور نيكولاس جودارد من المملكة المتحدة بإجراء عمليات جراحات العظام الكبيرة والمعقدة لمرضى النزاف (الهيموفيليا) بنوعية (إيه - بي) وهي: استبدال مفصل الركبة، جراحة مفصل الكاحل، إجراءات جراحية ترميمية، والحقن داخل المفصل.
وجرى تحضير المرضى قبل إجراء العمليات لهم بإعطائهم العوامل التي يفقدونها، وجرت العمليات بسهولة ويسر دون مضاعفات، علما بأن تعقيدات هذه العمليات الجراحية بالنسبة لمرضى النزاف متعددة وخطيرة بسبب النزف الشديد الذي يصاحبها مما قد يؤدي إلى الوفاة. إلا أن التطورات العلمية والطبية الحديثة تتيح حاليا إجراء مثل هذه العمليات بسهولة وأمان، من خلال التحضير والتجهيز الصحيح للمريض أثناء مرحلة ما قبل أجراء العملية الجراحية وإعطائه كميات كافية من عوامل التخثر الحديثة التي تمنع النزف وتساعد المرضى للخضوع للعمليات الكبيرة، يتبعها العلاج التأهيلي، ثم مزاولة النشاط المعتاد من دون نزف أو ألم.
وشاهد الأطباء المشاركون في اللقاء العلمي هذه العمليات في بث حي من غرفة عمليات مباشرة. كما عقد على هامش اللقاء العلمي عدد من ورش العمل منها ورشة عمل لتوعية المرضى أنفسهم وكذلك أسرهم وتدريبهم على علاج أنفسهم في المنزل وذلك بحفظ العلاج في المنزل وتحضيره وحقنه عند الحاجة كما هو الحال في مرضى السكري الذين يتناولون حقن الإنسولين في المنزل.
أمراض النزاف.. وعلاجها
أمراض النزاف.. وعلاجها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة