الصحافة الروسية تعيش حالة عدم تصديق... وتحلل منتخبها نفسيا

أصحاب الأرض يقولون مازحين "روسيا لم تكن بهذه القوة في اليسار منذ لينين وستالين"

المنتخب الروسي في مباراته الأولى أمام السعودية (أ.ف.ب)
المنتخب الروسي في مباراته الأولى أمام السعودية (أ.ف.ب)
TT

الصحافة الروسية تعيش حالة عدم تصديق... وتحلل منتخبها نفسيا

المنتخب الروسي في مباراته الأولى أمام السعودية (أ.ف.ب)
المنتخب الروسي في مباراته الأولى أمام السعودية (أ.ف.ب)

تلاشى التشاؤم حول آمال روسيا قبل البطولة بعد الفوز الكبير 5-صفر على السعودية لكن المراقبين يطالبون بالحذر.
"زفير" كان العنوان الذي تصدر صحيفة سبورت إكسبريس اليومية الروسية بعد الفوز 5-صفر على السعودية يوم الخميس في افتتاح كأس العالم.
وشعرت الصحافة المحلية براحة كبيرة والتقطت أنفاسها بعد المبالغ الطائلة التي صرفت على المنتخب الذي وصف بأنه الأسوأ في تاريخ روسيا.
ومع انخفاض التوقعات كان الفوز المقنع بمثابة الإلهام.
وكتب موقع سبورتس أحد أشهر المواقع الرياضية الروسية مشيدا بالدفاع القوي والهجوم السريع "لعبوا مثل أتليتيكو مدريد".
وتعتبر كرة القدم هي الأشهر في البلاد لكن حالة التوبيخ للمنتخب الوطني في الحانات والمنازل تأتي في المركز الثاني.
لذا فعندما قدم المنتخب أداء مذهلا يوم الخميس لجأت الصحف في اليوم التالي للتحليلات النفسية لفهم ماذا حدث.
وكتبت صحيفة سوفتسكي سبورت اليومية الشهيرة "لم يبق أي متفائل في البلاد، عندما لا نتوقع أي شيء يستيقظ شيء ما في شخصيتنا الكروية المتقلبة".
لكن بعض الأصوات طالبت بالتذكير أن الفوز لم يكن على البرتغال أو أوروجواي أو حتى مصر.
وأخذت صحيفة سوفتسكي خطوة أخرى بنشر نتائج روسيا عندما فازت على تونس في 2002 والتشيك في يورو 2012 قبل أن تسقط أمام منافسين أضعف في المباريات التالية.
وكتبت صحيفة سبورت إكسبريس "نثق في أن الفريق سيعتبر هذه المباراة بمثابة إعداد، لا يجب أن يحتفل اللاعبون بل الجماهير هي من تحتفل".
لكنها بالكاد بدت كأنها احتفالات فكل هدف كان بمثابة تبرئة وكل لاعب تم الافتراء عليه حصل على فرصته.
وأشادت صحيفة كومسومولسكايا برافدا بلاعب الوسط المدافع يوري غاجينسكي الذي وُصف بأنه "الاختيار النحس للمدرب (ستانيسلاف) تشيرتشيسوف قبل البطولة" بعد هدفه بضربة رأس الذي منح التقدم لروسيا 1-صفر.
ووُصف هدف دينيس تشيريشيف بتسديدة بقدمه اليسرى من خارج منطقة الجزاء بأنه "معجزة".
وتساءل موقع سبورتس "هل غولوفين عبقري؟" وكانت الإجابة "بالتأكيد في هذه المباراة".
ولفت غولوفين الانتباه بشكل استثنائي قبل المباراة وذهلت الجماهير الروسية من بحث الصحافة الاجنبية عن نجم روسيا قبل المباراة.
وكتبت كومسومولسكايا برافدا أن المصورين الأجانب صرخوا في ذعر قبل المباراة "من هو غولوفين؟"، فهو وجه غير معروف على المستوى العالمي.
وكتب أحد الأشخاص بخفة دم روسية على تويتر "روسيا لم تكن بهذه القوة في اليسار منذ لينين وستالين".
وفي روسيا يمكن لحظوظك أن تتغير في لحظة فقبل أيام توسل اللاعب جيوبا لوسائل الإعلام والمواطنين بمساندة المنتخب الوطني حتى أن أحد المشرعين طالب باعتبار انتقاد المنتخب جريمة.


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.