الأم في المسلسلات الرمضانية... أدوار استثنائية وخروج من الكلاسيكية

ممثلات تألقن بالجملة في واحد من أكثر الأدوار حساسية

منى واصف (الأم)، في ملامحها صفات قوة ثلاث: شموخ الجبال، صلابة الصخر، وأناقة الهيبة
منى واصف (الأم)، في ملامحها صفات قوة ثلاث: شموخ الجبال، صلابة الصخر، وأناقة الهيبة
TT

الأم في المسلسلات الرمضانية... أدوار استثنائية وخروج من الكلاسيكية

منى واصف (الأم)، في ملامحها صفات قوة ثلاث: شموخ الجبال، صلابة الصخر، وأناقة الهيبة
منى واصف (الأم)، في ملامحها صفات قوة ثلاث: شموخ الجبال، صلابة الصخر، وأناقة الهيبة

دور الأم يحمّل أي ممثلة تؤديه مسؤولية كبيرة، واضعاً إيّاها أمام تحدٍ حقيقي، وفارضاً عليها احترافاً عالياً من أجل محاكاة الصورة المرسومة في أذهاننا. ومن خلال متابعتنا مسلسلات رمضان 2018، نجد أن للأم حضورها القوي، ولا نبالغ إذا اعتبرنا أن الصفة المشتركة بين جميع الممثلات اللواتي أدّين الدور هذا الموسم، هي التفوّق.
«أنا ابني استشهد، بس بعدو عايش معي، أنا أم دفنت تابوت في أشلاء إنسان، كان لازم أكون مبسوطة لأنو ابني مات فدا الوطن، كان لازم أشكر ربي لأنو ابني صار شهيداً ، كلمات وصلت إلى صميم كل من شاهد رندا كعدي في مسلسل «ومشيت» الذي يلقي الضوء على قضية تضحيات الجيش اللبناني.
تقدّم كعدي في مسلسل «ومشيت» واحداً من أفضل أدوارها. فالممثلة اللبنانية التي اعتدنا عليها في دور الوالدة، هذه المرّة هي أم ثكلى، ترفض حقيقة رحيل وحيدها، تعيش بين الماضي والحاضر، لحظات تجمع الواقع والجنون. تحيّرك كعدي في تقمصّها الدور، وتبكيك أمام الشاشات، حيث تؤدي دورها بعاطفة استثنائيّة يصعب عليك التصديق أنّها أمام عدسة مصوّر أو مخرج، ولا نبالغ إذا قلنا إنها الأكثر تميزاً في المسلسل، واستطاعت أن تصبح بدور «مرتا» حديث مشاهدي العمل.
سيناريو كارين رزق الله التي تتولى أيضاً بطولة العمل منحت لأم الشهيد مساحة واسعة في التعبير، وعكست ذلك الصراع الذي تعيشه بين ألم الفراق وفخر الشهادة، صراعاً تجسّد بحوارات كان لها وقعها القوي على المشاهد العربي، وحزناً عميقاً يحاكي الحقيقة المرّة، حتى أن فريق عمل التصوير كان يجهش بالبكاء مع كل مشهد، ويضطر أحياناً لوقف التصوير ثم الاستئناف من جديد، حسب ما ذكرت كعدي في أحدث لقاءاتها التلفزيونية.
في الجزء الثاني من «الهيبة» كما في الجزء الأول، منى واصف لها ثقلها الكبير. أمرٌ ليس غريباً على ممثلة مخضرمة، وأحد أعمدة الدراما السورية والعربية. «أم جبل» التي تجمع القوّة والحكمة تشعرك لوهلة أنّ العائلة عائلتها، والمنزل منزلها، والأولاد أولادها، والعصا ملكها لدرجة أنه يصعب عليك تصوّر منى واصف خارج عباءة «أم جبل». سنوات الخبرة الطويلة والنجاحات المتلاحقة والموهبة العملاقة ترجمتها الممثلة القديرة في دور الوالدة الذي يليق بها إلى حد تعشقه الشاشة ومشاهديها. وهنا لا بدّ من العودة إلى أولى مشاهدها في المسلسل مع الممثل الكبير عبد المجيد المجذوب، عندما كان زوجها على فراش الموت أدّت أم جبل مشهداً هو واحد من أفضل مشاهد العمل الرمضاني. وعلى الرغم من تفاوت الآراء على نجاح الجزء الثاني والانقسام الحاد حول «الهيبة»، فإن هناك إجماعاً على واصف ودورها الذي يعد ركناً من أركان «المسلسل».
وفي مسلسل «تانغو» مع احتراف باسل خيّاط وظهور باسل مغنية في أحد أفضل أدواره منذ بداياته، وتألق دانا مارديني، وتفوّق دانييلا رحمة في امتحانها الأوّل، لم يغب ذلك الدور الذي تؤديه سميرة بارودي بدور والدة «عامر» في المسلسل. هذه المرة خرجت الأم من هالة المثالية. وبعدما ظلّت في كلاسيكية الدور لحلقات معدودة، تغيّر الأمر مع تطور أحداث المسلسل، وطرحت حالة ترك الأم لزوجها وابنها من أجل رجل آخر، مبرّرة ذلك بالحب الذي لم تعشه مع الأول، وشعرت به مع الثاني. سميرة الممثلة القديرة التي يبلغ عمرها الفني أكثر من 50 سنة جعلتنا نحتار في الحكم عليها، فدقّة العمل على الدور يجعلك كمشاهد عاجزاً عن الغوص في خفايا الشخصية. وتؤدي ختام اللحام دور الأم الوحيد في مسلسل «طريق» باحتراف بالغ. فهي أم أميرة وعبير الحنونة التي تضحّي لأجل أسرتها، ولا تهتم إلا لشؤون أفرادها وسعادتها، ولا تأبه إلّا في الدفاع عن ابنتيها، لكن مع توالي أحداث المسلسل، نعرف أن «سعاد» أو وفاء موصللي هي والدة «جابر» بطل العمل الذي يؤدي دوره عابد فهد وليست شقيقته، لنكتشف نموذجاً للأمومة غير مألوف لدينا.
ختاماً، لا يمكن المرور على أدوار الأم على شاشة رمضان من دون الوقوف عند تقلا شمعون التي أبدعت وهي تؤدي هذا الموسم دور أم ماغي بو غصن في مسلسل «جوليا». فالدور كأنما فُصّل على قياسها.
وهي شخصية مختلفة قليلاً بحكم كوميدية العمل عمّا عودتنا عليه، لتبرهن أنها بارعة في القيام بأدوار الأم .


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.