البازارات تفتح الأبواب لصاحبات المشاريع الصغيرة والأفكار الكبيرة ... وتبقى العباءة هي المطلب في رمضان والأعياد

جانب من معرض «خليجيات»
جانب من معرض «خليجيات»
TT

البازارات تفتح الأبواب لصاحبات المشاريع الصغيرة والأفكار الكبيرة ... وتبقى العباءة هي المطلب في رمضان والأعياد

جانب من معرض «خليجيات»
جانب من معرض «خليجيات»

لا يختلف هذا الموسم عن غيره من المواسم التي تشهد زخماً من الأزياء التي تتبارى المصممات على تقديمها، لكن الجديد أن البازارات المتخصصة في العباءات وغيرها، تطورت بشكل أكبر لتصبح وسيلة تستعرض فيها المصممات وغيرهن مهاراتهن. فهذه البازارات أصبحت منتشرة في السعودية في الآونة الأخيرة، وتشهد انتعاشاً خلال شهر رمضان الفضيل؛ بفضل حضور كثيف من كل دول الخليج.
والملاحظ أن العباءة خلال شهر رمضان الفضيل تصبح هي المطلب الأول، كذلك في العيد؛ كونها الزي الرسمي في هذه المناسبة، بحيث لا يمكن تغييرها بأي قطعة أخرى. من هذا المنظور تحرص مصممات العباءات على تجهيز مجموعة خاصة بالعيد، تعتمد في تسويقها على المشاركة في هذه البازارات النسائية.
ونظراً للإقبال الكبير، فإن هذه العروض لم تعد تقتصر على المصممات السعودية فحسب، وأصبحت تستقطب مصممات من دول الخليج، مثل البحرين، والكويت، والإمارات، بتن يعرفن أن السوق السعودية هي الأولى في بيع العباءات.
لهذا؛ لم يكن غريباً أن تتصدر هذه القطعة معرض «خليجيات» الذي أقيم على مدار ثلاثة أيام في مدينة جدة، وشمل كل ما يهم المرأة الأنيقة من عطور وأزياء وإكسسوارات وأدوات تجميل وأحذية.
مها غيث، مصممة سعودية، قدمت تشكيلة من الأزياء الكلاسيكية والمعاصرة إلى جانب العباءات، قالت: إن المرأة السعودية مطلعة على كل خطوط الموضة، لكنها ترتدي ما يناسبها، مشيرة إلى أن تصاميم العباءات التي تحمل البصمة التراثية الممزوجة بالمعاصرة هي أكثر ما تقبل عليه النساء في السعودية حالياً.
المصممة الكويتية نوير العرادة، شاركت أيضاً بمجموعة من الأزياء والعباءات غلب عليها طابع السهرة، وحملت تنوعاً من حيث الألوان والتصاميم والنقشات، في حين قدمت مصممات مغربيات مجموعة من القفطان العصري بألوان زاهية تتناسب مع الحفلات الكبيرة.
وعرضت مصممة الإكسسوارات البحرينية التي اختارت اسم «زمردة» لمشروعها، مجموعة من الإكسسوارات المطلية بالذهب والفضة، وأكدت لـ«الشرق الأوسط» حرصها على المشاركة في السعودية، قائلة «الذوق السعودي يتقارب مع البحريني؛ لذا أجد مشاركتي في بازارات النساء الرمضاني مهمة».
في المعرض الذي انطلق بحضور ورعاية الأميرة عهود بنت ناصر بن عبد العزيز، وضم أكثر من مائة مصممة من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، شاركت صاحبات المشروعات الصغيرة الأخيرة، منها تقديم المشروبات الساخنة كالقهوة وأنواع الحلويات الشرقية والغربية التي أبدعن في صنعها.
وأوضحت عبير عارف، رئيسة اللجنة المنظمة للمعرض، أن قطاع الأزياء والملبوسات والإكسسوارات قطاع واعد ومهم، حيث تحتل السعودية المركز الأول على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في حجم الواردات من الملبوسات والإكسسوارات؛ لهذا من المهم تشجيعه من خلال مبادرات تأخذ أحياناً شكل بازارات نسائية تفتح الأبواب أمام الكل لكي يستعرض ما لديه من مهارات.


مقالات ذات صلة

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.