رودريغيز... من رضيع مهدد بالموت إلى نجم قاد منتخب بلاده للمونديال

اللاعب مولود بمعدة وطحال وأمعاء خارج أماكنها

رودريغيز (على اليسار) في أثناء سفره مع منتخب بلاده إلى روسيا (إ.ب.أ)
رودريغيز (على اليسار) في أثناء سفره مع منتخب بلاده إلى روسيا (إ.ب.أ)
TT

رودريغيز... من رضيع مهدد بالموت إلى نجم قاد منتخب بلاده للمونديال

رودريغيز (على اليسار) في أثناء سفره مع منتخب بلاده إلى روسيا (إ.ب.أ)
رودريغيز (على اليسار) في أثناء سفره مع منتخب بلاده إلى روسيا (إ.ب.أ)

يُعتبر ريكاردو رودريغيز أحد أهم الأسباب الرئيسية في وصول منتخب بلاده سويسرا إلى كأس العالم 2018 بروسيا، حيث أن المنتخب السويسري تأهل إلى الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم بالرغم من فوزه بـ9 مباريات من أصل 10 مباريات خاضها في مرحلة المجموعات في التصفيات.
المنتخب السويسري واجه نظيره منتخب أيرلندا الشمالية في الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم، في لقاء الذهاب سجل رودريغيز هدف المباراة الوحيد مانحًا بلاده التفوق قبل لقاء العودة الذي استطاع فيه رودريغيز إنقاذ هدفا محققا في شباك منتخب بلاده بالتصدي لرأسية جوني إيفانز لاعب منتخب أيرلندا الشمالية في الدقيقة 91، ليتأهل المنتخب السويسري إلى مونديال روسيا بمجموع نتيجة المباراتين 1-0.
الجميع اتفق على أن ريكاردو رودريغيز مدافع ميلان هو صاحب الفضل الأكبر في تأهل كتيبة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش إلى كأس العالم، ولكن ما لا يعرفه الجميع هو أن رودريغيز عانى في طفولته وكاد أن يموت قبل أن يولد ويلعب كرة القدم ويصبح أحد نجوم فريق ميلان ومنتخب بلاده.
في عام 2011 قالت مارسيلا والدة رودريغيز صاحبة الأصول التشيلية إن لا أحد كان يتوقع لابنها أن يصبح بطلًا رياضيًا، وأن مجرد التفكير في ذلك كان يعتبر شيئا من الجنون.
بداية الحكاية تعود إلى حمل مارسيلا في ابنها رودريغيز، عندما كان الطفل في الشهر الثامن في رحم والدته اكتشف الأطباء إصابته بفتق في الحجاب الحاجز، مما يعني أن تحرك أعضاء الجهاز الهضمي إلى الأعلى في التجويف الصدري.
وكانت حالة رودريغيز متأخرة للغاية، مما يعني أن معدته والطحال والكبد والأمعاء يتحركون إلى الصدر، وبمجرد ولادة الطفل قام الأطباء بإجراء جراحة طارئة وكانت نسبة نجاح الطفل فيها والعيش بأمان تقدر بـ50%.
عدم تأكد الأطباء من نسبة نجاح العملية جعلتهم يرسلون رجل دين "كاهن" لرؤية الطفل لاحتمالية وفاته نظرًا لخطورة العملية الجراحية، ولكن جد الطفل والد أمه الذي كان يدعى نيلسون أخبر الكاهن بالذهاب وقال له: "حفيدي قوي بما فيه الكفاية، ينجو، لا تقلق".
وقبل العملية الجراحية كانت الأم تصلي من أجل ابنها وبعد نجاح التدخل الطبي قالت إن صلواتها هي ما أنقذ الطفل.
بعد ذلك كان الطفل ريكاردو يذهب إلى المستشفى لعمل فحص شامل لنتيجة العملية الجراحية كل 6 أشهر في أول ثلاثة أعوام من عمره، فلقد كانت حالة الطفل خطيرة إلى درجة أن إصابته بالبرد كانت قد تشكل خطرًا على حياته.
كانت العلاقة بين ريكاردو ووالدته قوية للغاية ولم تتغير أبدًا، إلا أن توفيت والدته بمرض السرطان عام 2015، منذ ذلك الحين حمل رودريغيز وشمًا برقم 68 وهي سنة ولادة أمه، كما حفر ريكاردو وشمين أخرين بحروف “M” تخليدًا لاسم والدته مارسيلا، و “J” تخليدًا لاسم الوالد "جوزيه" الذي هاجر إلى سويسرا قادمًا من إسبانيا.
ويرتدي رودريغيز مع ميلان حاليًا القميص رقم 68، ويسير أشقائه على نفس النهج ،روبيرتو صاحب الـ27 عامًا الذي يلعب لصالح فريق إف سي زيورخ، و "فرانسيسكو صاحب الـ22 ربيعًا والذي يلعب لصالح فريق لوزيرن.
رودريغيز ترعرع في مدينة شوامديندين السويسرية التي تقع وسط بين محطات الكهرباء وتوليد الطاقة ومثلث الطريق السريع في شرق مدينة زيورخ السويسرية، وفي هذه المدينة بدأ رودريجيز مسيرته في نادي شوامديندين في سن السادسة قبل أن ينتقل إلى إف سي زيوريخ على الرغم من خوض شقيقه الأكبر روبرتو للتدريبات مع الفريق الغريم جراسهوبرز صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالدوري السويسري.
ولم يندم ريكاردو أبدًا على قرار الانضمام لفريق إف سي زيورخ، فتألقه مع الفريق قاده للتتويج مع منتخب بلاده سويسرا بكأس العالم للناشئين تحت 17 عامًا على حساب نيجيريا في عام 2009، وفي عمر الـ17 وثمانية أشهر شارك ريكاردو مع الفريق الأول لإف سي زيورخ للمرة الأولى في مسيرته، وبعد عامين منحه المدرب أوتمار هيتزفيلد فرصة الظهور مع المنتخب السويسري الأول، في هذه الليلة حل ريكاردو بديلًا لريتو زيغلير لاعب توتنهام وهامبورغ وسامبدوريا وفناربخشة، واستطاع ريكاردو أن يثبت أقدامه في التشكيلة الأساسية للمنتخب منذ هذا اليوم.
مسيرته مع الأندية سارت بشكل تصاعدي أيضًا في نفس الوقت، في عام 2012 انضم ريكاردو لفريق فولفسبورغ الألماني عام 2009، وفي موسم 2013-2014 لعب رودريغيز 34 مباراة أي أنه شارك في جميع مباريات الدوري وأحرز 5 أهداف بالإضافة إلى صناعته لـ9 أهداف بالرغم من لعبه في مركز الظهير الأيسر.
مسيرة ريكاردو مع فولفسبورغ شارك فيها في 184 مباراة أحرز فيها 22 هدفًا وهو معدل تهديفي جيد بالنسبة إلى مدافع.
وفي الصيف الماضي، انضم ريكاردو إلى صفوف فريق ميلان، ويعيش اللاعب حاليًا في المدينة الإيطالية مع صديقته في مجمع سكني فاخر في وسط المدينة وجاره هو نجم الغناء الإيطالي تيزيانو فيرو.
ربما اختلف مستوى المعيشة لرودريغيز الأن عن المستوى المتواضع الذي ترعرع فيه في شوامنديندين، ولكنه لم ينسى أبدًا أصوله، وكذلك يهدي كل هدف يحرزه إلى روح والدته بالاحتفال ناظرًا للسماء، ربما يكون رودريغيز مصدرًا للإلهام لزملائه للذهاب بعيدًا في مونديال روسيا، فهو شخص قاتل للبقاء على الحياة منذ أن كان في رحم أمه إلى أن أصبح قائدًا لدفاع منتخب بلاده في كأس العالم.


مقالات ذات صلة

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)
رياضة عربية يونس محمود يخطط للترشح لرئاسة الاتحاد العراقي سبتمبر المقبل

يونس محمود يخطط للترشح لرئاسة الاتحاد العراقي سبتمبر المقبل

ينوي يونس محمود الترشح لرئاسة الاتحاد العراقي للمرة الأولى في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
رياضة سعودية جانب من اجتماع سابق للمكتب التنفيذي لكأس الخليج (الشرق الأوسط)

الخميس إعلان استضافة السعودية «خليجي 27» في سبتمبر 2026

قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي ستعقد اجتماعاً في الكويت، الخميس، وستُمنح استضافة النسخة المقبلة للسعودية.

سعد السبيعي (الكويت)

تركيا: «طاولة الستة» تؤكد أن الدستور يمنع إردوغان من خوض الانتخابات

قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)
قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)
TT

تركيا: «طاولة الستة» تؤكد أن الدستور يمنع إردوغان من خوض الانتخابات

قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)
قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)

بينما لم تعلن «طاولة الستة» للمعارضة التركية مرشحاً لانتخابات الرئاسة بعد، أكد قادة الأحزاب الستة المنضوية تحتها أن الرئيس رجب طيب إردوغان لا يحق له دستورياً خوض الانتخابات التي من المنتظر إجراؤها في يوم واحد مع الانتخابات البرلمانية في 14 مايو (أيار) المقبل قبل موعدها الأصلي في 18 يونيو (حزيران).
وقال قادة الأحزاب الستة، في بيان صدر عن اجتماعهم الـ11 الذي عُقد بمقر حزب «الجيد» في أنقرة واستمر 9 ساعات ليل الخميس - الجمعة، إن تركيا تدار حالياً من قبل حكومة تتصرف من دون أي اعتبار للدستور والقوانين التي لا تدع مجالاً للشك أو التأويل بشأن عدم إمكانية ترشح إردوغان للرئاسة للمرة الثالثة، ما لم يتم الإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة.
وأكد البيان أنه لا يمكن أن يكون إردوغان مرشحاً للرئاسة في انتخابات 14 مايو المقبل، وسيكون ترشحه للمرة الثالثة مخالفاً للدستور و«صفحة سوداء جديدة» في تاريخ البلاد الديمقراطي، مضيفاً أن «المعارضة تعلن للرأي العام عدم قبولها أي أمر يتجاوز الدستور والقانون».
وينص الدستور التركي على أنه لا يمكن الترشح لأكثر من فترتين رئاسيتين، مدة كل منهما 5 سنوات، ويحق الترشح للمرة الثالثة فقط في حال قرر البرلمان التوجه إلى الانتخابات المبكرة. ومن أجل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة يتعين أن يصدر البرلمان قراراً بأغلبية 360 نائباً من أصل 600، وهو ما لا يملكه الحزب الحاكم ولا المعارضة، في حين يحق لرئيس الجمهورية أيضاً أن يتخذ قراراً بتقديم أو تأخير موعد الانتخابات، لكن قراره تقديم موعدها لا يعد انتخابات مبكرة.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة تقرر تقديم موعدها من 16 يونيو إلى 14 مايو لاعتبارات تتعلق بامتحانات الجامعات والعطلات، لكن هذا لا يعني أنها «انتخابات مبكرة».
وذكرت المعارضة أن الانتخابات بذلك ستجرى وفق قرار رئاسي، بما يعني أنها ليست انتخابات مبكرة قرر البرلمان إجراءها، وبالتالي فإن ترشح إردوغان هذه المرة سيكون هو الثالث، وهو أمر غير ممكن بموجب الدستور، لكن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وحليفه في «تحالف الشعب»، حزب «الحركة القومية»، يتمسكان بأن الدستور جرى تعديله لإقرار النظام الرئاسي بديلاً للنظام البرلماني في 2017، وأجريت انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في يونيو 2018. وبما أن التعديلات لا تطبق بأثر رجعي، فلا يمكن اعتبار أن إردوغان يترشح للمرة الثالثة؛ إذ يعد ترشحه للرئاسة في 2018، هو الأول وفق التعديلات الدستورية الجديدة.
وذكر البيان أن قادة «طاولة الستة» تشاوروا، خلال الاجتماع، حول مسألة المرشح المشترك للرئاسة بناء على مبدأ التوافق ومطالب الشعب، مؤكدين أن المرشح الذي سيختارونه سيكون هو الرئيس الثالث عشر لتركيا بعد إردوغان، وسيكون رئيساً مؤمناً بالنظام البرلماني المعزز والحقوق والحريات والديمقراطية، وستكتمل في عهده خريطة طريق المرحلة الانتقالية للتحول من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني المعزز.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع المقبل سيُعقد بمقر حزب «السعادة»، في 13 فبراير (شباط) المقبل.
و«طاولة الستة» هي تحالف مبادئ، وليست تحالفاً انتخابياً، وتضم 6 أحزاب معارضة هي: «الشعب الجمهوري» برئاسة كمال كليتشدار أوغلو، و«الجيد» برئاسة ميرال أكشينار، و«الديمقراطية والتقدم» برئاسة علي باباجان، و«السعادة» برئاسة تمل كارامولا أوغلو، و«المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو، و«الديمقراطي» برئاسة جولتكين أويصال، وتسعى إلى إعادة النظام البرلماني المعزز، الذي انتهت من إعداد صيغته، بدلاً من النظام الرئاسي الحالي الذي تقول إنه كرس لنظام حكم الفرد، عبر إقصاء إردوغان وحزبه في الانتخابات المقبلة.
ويثير عدم تحديد الطاولة مرشحها للانتخابات الرئاسية حتى الآن جدلاً واسعاً، في ظل ما يتردد بين الحين والآخر عن خلافات على اسم المرشح، في حين قالت مصادر من حزب «المستقبل»، إن اسم المرشح الرئاسي سيعلن في 13 فبراير.
وطالب الزعيم الكردي الرئيس المشارك السابق لـ«حزب الشعوب الديمقراطية» التركي المعارض السجين، صلاح الدين دميرطاش، حزبه بدعم مرشح تلتف حوله جميع أحزاب المعارضة، وعدم تسمية مرشح منفصل لمواجهة إردوغان، مؤكداً أنه مع الدفع بمرشح مشترك.