لجنة يهود أميركا تحذِّر من تدهور علاقة يهود العالم بإسرائيل

12 % فقط من يهود الولايات المتحدة يعتبرون إسرائيل «شقيقة»

TT

لجنة يهود أميركا تحذِّر من تدهور علاقة يهود العالم بإسرائيل

حذّر قادة «اللجنة اليهودية - الأميركية (AJC)»، في مؤتمرهم المنعقد في القدس الغربية، أمس (الأحد)، من اتساع ظاهرة الاغتراب التي تجتاح يهود الولايات المتحدة. وتحدثوا عن «هوة سحيقة في المواقف والمفاهيم».
وعرضت اللجنة «نتائج مقلقة» لاستطلاع رأي في كل من إسرائيل وأميركا حول هذه المواقف أجراه معهد «جيوكارتوغرافيا» الإسرائيلي ومعهد (SSRS) الأميركي، في مايو (أيار) الماضي، وشمل 1000 مستطلع في كل بلد. ومن أبرز نتائج الاستطلاع، أن هناك تبايناً جذرياً في شؤون الدين اليهودي، وكذلك في المحاور السياسة، بين المجتمعين اليهوديين في البلدين.
وفي ما يتعلق بالشؤون الدينية، فإن 80% من يهود الولايات المتحدة يؤيدون الزواج المدني، بينما 55% من يهود إسرائيل يؤيدون مثل هذا الزواج. و80% من اليهود الإسرائيليين يدعمون سياسة الرئيس دونالد ترمب في إدارة العلاقات الأميركية مع إسرائيل، علاوة على أن 85% من اليهود الإسرائيليين يؤيدون نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. بينما يتبين أن 57% من اليهود الأميركيين فقط يؤيدون طريقة ترمب في إدارة العلاقات الأميركية مع إسرائيل، فيما يعارض 47% منهم نقل السفارة.
وبينما يعارض 48% من اليهود الإسرائيليين حل الدولتين لشعبين، فإن 59% من اليهود الأميركيين يؤيدونه.
ويرى 68% من اليهود الإسرائيليين أن على يهود الولايات المتحدة الكف عن التدخل ومحاولة التأثير على سياسة إسرائيل، لأن ذلك لم يعد مجدياً. ويعتقد 15% من اليهود الإسرائيليين و19% من اليهود الأميركيين، أن العلاقات بين يهود كلتا الدولتين ستتراجع في السنوات الخمس المقبلة. ووفقاً لنتائج الاستطلاعين كذلك، يرى 80% من اليهود الإسرائيليين، أن العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين ستبقى على وضعها الحالي، أو قد تشهد تراجعاً أكثر خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وعندما سئل يهود الولايات المتحدة إن كانوا يرون في إسرائيل دولة شقيقة، تهمهم كما تهمهم شؤون إخوتهم، أجاب 12% منهم فقط بالإيجاب.
يُذكر أن اللجنة اليهودية الأميركية تعد من أهم المؤسسات الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة. وهي تضع نصب عينيها تجنيد الدعم اليهودي لإسرائيل سياسياً ومادياً. وتعد قريبة من التيار اليميني في السياسة الأميركية والإسرائيلية. وتعقد مؤتمرها في إسرائيل لمدة 4 أيام متتالية، بدأت أمس.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.