المخرج غارث إدواردز يتحدث عن خلفيات تصوير «غودزيللا»

قال إنه أراد تقديم فيلم مقنع كما لو كانت أحداثه تقع فعلا

المخرج مع الممثل الياباني كن واتانابي  -  غودزيللا  -  إليزابيث أولسن: الوحش الذي في البال
المخرج مع الممثل الياباني كن واتانابي - غودزيللا - إليزابيث أولسن: الوحش الذي في البال
TT

المخرج غارث إدواردز يتحدث عن خلفيات تصوير «غودزيللا»

المخرج مع الممثل الياباني كن واتانابي  -  غودزيللا  -  إليزابيث أولسن: الوحش الذي في البال
المخرج مع الممثل الياباني كن واتانابي - غودزيللا - إليزابيث أولسن: الوحش الذي في البال

يقف شاب نحيف البنية رشيق القوام يميل شعره إلى الاحمرار عند باب حافلة مدرسية صفراء. لا. إنه ليس الموكل بإيصال الأولاد إلى باب المدرسة، ولا هو السائق يرتاح من عناء القيادة. بل هو المخرج غارث إدواردز والحافلة خالية في تلك اللحظة من الأولاد. في الواقع الأولاد كانوا في مشهد آخر والآن رحلوا. الحافلة ما زالت واقفة عند الرصيف.
غارث يفكّـر في إتقان اللقطة التالية من «غودزيللا»، مغامرته الكبرى إلى اليوم، عندما اقتربت منه إليزابيث أولسن بثياب المشهد الذي تؤديه. إنها الممرضة التي سنراها في الفيلم حائرة بين أن «تنفذ بجلدها» وأن تسعف المصابين. تسأله عن اللقطة التالية. يبدأ الشرح. لا أسمعه فهو بعيد، لكني أفهم أنه يخبرها من أين سيأتي ذلك الوحش وأين من المفترض أن يكون عندما ترفع رأسها إلى الأعلى وتتجمد مذهولة.
على الشاشة، هذا ما يحدث. ها هي وسط الناس المرتاعين. ترفع رأسها إلى حيث من المفترض أن غودزيللا الرهيب مقبل بكل ثقله. تلتفت خلفها وتركض، لكنْ هناك وحش آخر آت من الخلف والجموع مثلها حيارى، أي اتجاه يتخذونه للهرب!
حين الجلوس لمتابعة فيلم، خصوصا إذا ما كان من النوع التشويقي والخيالي، فإن أول ما ننساه هو أن ما نراه ليس حقيقيا. إذا ما فكّـرنا خلال المشاهدة أنه غير حقيقي فإن الفيلم سقط في منتصف الطريق وانهارت كل المراهنات على نجاحه. على الشاشة تنظر الممثلة إلى الوحش. هناك لقطات له يقطع الفيلم إليها. لكن في الواقع، وخلال التصوير، هي فقط تنظر إلى نقطة ما في السماء الصافية. لا وحش ولا كواسر ولا حتى ذبابة.
كل شيء في «غودزيللا»، الذي انطلقت عروضه قبل نحو شهر، كبير. يضحك المخرج حين سؤاله عن كلفة المشهد الذي يكتشف فيه العلماء بقايا التنين ويقول: «سمعت أنه كلّـف 900 ألف دولار ...». ويضيف: «هذا أكثر مما تكلّـفه فيلمي السابق». وفيلمه الأول كان بعنوان «وحوش» وكلفته لم تتجاوز 800 ألف دولار، والرابط بينهما هو أنهما ينتميان إلى النوع الواحد، فكلاهما فيلم خيالي الحياكة من بطولة بشر ووحوش. الاختلاف أن الوحش القادم من أعماق المحيط على الجانب الياباني منه هو أكبر من أي وحش سابق.
ذلك المشهد من تلك التي تبدو كما لو أن بمقدور معظم المخرجين تحقيقها بعيون مغمـضة: الممثل الياباني كن واتانابي والممثلة البريطانية سالي هوكينز عليهما أن يمشيا بين الحفريات الكبيرة ويتحدّثا حول الاكتشافات ويرسما على وجهيهما التعابير المطلوبة. لكن هذا لم يحدث سريعا: «هذا المشهد استغرق تصويره يومين عوض يوم واحد كما كان مبرمجا له. السبب هو أن واتانابي وهوكينز كانا يرتديان قناعي أوكسجين (كما هو واضح في الفيلم) وكان زجاج القناعين يُـصاب بالغبش سريعا فلا نستطيع أن نرى وجه الممثل، ولا هو قادر على أن يتحدث بصوت عال كاف لأن تلتقطه آلات الصوت. تطلّـب الأمر ابتكار مراوح صغيرة يجري وضعها بجانب الرأس لكي تبقي الزجاج واضحا، والعمل على تغيير نظام الصوت. وفي النهاية استطعنا الحصول على النتيجة المطلوبة».
غارث إدواردز ولد قبل 39 سنة في بلدة نانيتون في بريطانيا وأحب السينما منذ الصغر. أراد أن يخرج للسينما وأن يخرج الأفلام التي أحبّـها أكثر من سواها: الخيال العلمي وأفلام الوحوش المدمّـرة. درس الإنتاج في الجامعة وانخرط في عداد العاملين في المؤثرات السينمائية، وهذا أفاده لأنه عندما قام سنة 2010 بتحقيق فيلمه الأول «وحوش» وفّـر على الإنتاج أطنانا من المال عندما أخذ ينفّـذ المؤثرات بنفسه. إلى جانب أنه كتب وأخرج وكان واحدا من خمسة أفراد عملوا وراء الكاميرا وليس 500 كما الحال في مثل هذه الأفلام التي ينتمي إليها فيلمه الثاني «غودزيللا».
أسأله: لماذا غودزيللا؟ يجيب: «لأنه كان أحد أول الشخصيات الخيالية التي شاهدتها وأحببتها. حين كنت صغيرا تعرّفت على غودزيللا من خلال الرسوم المتحركة على التلفزيون. غودزيللا كان لديه (بابي غودزيللا) اسمه غودزيكي، لا أمزح، وكان وحشا كاريكاتيريا سخيفا... وعندما قررت أن أخرج غودزيللا وهذا قبل أن يعرض علي هذا المشروع، أصبحت مثار سخرية الكثير من الأصدقاء والمعارف مرددين أنني سأحقق فيلما عن (غودزيكي) وليس غودزيللا» (يضحك).
أسأله إن كان شاهد أفلام غودزيللا الحيّـة على الشاشة الكبيرة، يقول: «بالتأكيد. كنت لا أزال صغيرا عندما قام (معهد الفيلم البريطاني) بعرض مجموعة من أفلام غودزيللا اليابانية، وفوجئت في الواقع بمدى جدّيتها. لم أكن أعرف تماما أن هذه الأفلام عالجت الوحش وفكرة خروجه من الماء وهجومه على المنشآت والمدن على نحو جدّي. أعتقد أنني كنت ما زلت تحت تأثير تلك الرسوم الكوميدية. وهذا ما بقي معي عندما بدأت العمل على هذا الفيلم. أريد أن أقدم فيلما جادّا كما لو كان غودزيللا وحشا حقيقيا وما يحدث على الشاشة يحدث بالفعل».
حين وقع اختيار وورنر على هذا المخرج الجديد وغير المعروف على أي صعيد فعلي، ومنحه الثقة وفوقها 160 مليون دولار لصنع الفيلم، لم يكن غارث واثقا من المبرر، يستطرد: «سألني قبلك أكثر من صحافي هذا السؤال حول السبب الذي دفع هوليوود لكي تتعامل مع مخرج لم يسبق له تحقيق فيلم بهذه الميزانية وبهذا الحجم من قبل، وجوابي الفعلي أنني لا أعرف تماما».
أبادره: «هل سألت؟»، يجيبني قائلا: «يبدو لي أنني أحسنت بأني لم أسأل، لأنه لو سألت المنتجين عن السبب الذي من أجله جرى اختياري فإن الوساوس سوف تحيط بهم وتدفعهم للتساؤل إن كانوا أحسنوا الاختيار. لا أدري قد يظن البعض أنني لست واثقا من قدراتي وهذا آخر ما تريده عندما تكون بلا خلفية تتولى تبرير اختيار الإنتاج لك».
لكن في وقت ما، عند نقطة ما ربما خلال أحد الاجتماعات المكثّـفة بين المخرج وأرباب استوديو وورنر وشريكه استوديو توهو (مالك الحقوق) أو ربما في اجتماع لم يحضره إدواردز، لا بد أن السؤال طرح حوله، لكن ما يمكن أن يكون ساعد على اتخاذ القرار بشأنه فيلمه الأول «وحوش». فيلمه ذاك تميّز بأنه تجاوز، بصريا، حدود الميزانية التي صنع بها، وبما أنه فيلم يشبه في قوامه فيلمه الكبير هذا، فإن هذه الوحوش وطريقة صنعها وتشكيلها وتقديمها هي التي تحدّثت عنه بصوت عال. ما يميّـز أسلوب إدواردز عن معظم خلانه هو أنه لا يتّـخذ الوحش أداة مبسّـطة للترفيه، بل يعامله كما لو كان حقيقيا، وهذا اتضح في فيلمه الأول كما يتضح في فيلمه الثاني.
بمقارنة نسخة إدواردز مع نسخة رونالد إيميريش قبل خمس عشرة سنة أو نحوها عندما حقق فيلمه عن «غودزيللا»، يكتشف المرء قيمة أن يسبر المخرج ومساعدوه دربا واقعيا في التعامل مع أقصى حدود الخيال. في «غودزيللا إيميريش» الوحش هو للعين لكي تعجب وللنفس لكي تجزع أو تعجب. إنه الشيء الذي لا يحتل مدينة نيويورك فقط ويدمّـرها بل يحتل الفيلم ويدمّـره أيضا.
«لن أتحدث عن أفلام غيري لكني أستطيع القول إن ما تذهب إليه صحيح. الواقعية في الخيال هنا تستطيع توفير وضع صحيح في نظري يصير معه المشاهد قادرا على أن يتعامل مع الوحش كما لو كان خطرا حقيقيا. آخر ما كنت أفكّـر به عندما كنت أعمل على هذا الفيلم هو ابتكار مشهد مصنوع للعين خارج سياق الفيلم. كان على كل شيء أن ينتمي إلى الفيلم وليس إلى المشاهد. لا تستطيع أن تصنع فيلما والمشاهد في بالك إلا من حيث التخطيط الأول عندما تدرك أنك تصنع فيلما لهذه الفئة أو تلك الفئة من المشاهدين. بعد ذلك تنصرف إلى تحقيق ما تستطيع تحقيقه على أفضل وجه».
أتساءل: «كيف يمكن أن تضمن الواقعية في فيلم خيالي يعرف كل الناس أنه ليس واقعيا؟»، يجيب قائلا: «في الكثير من الأفلام يجري حشد كل الطاقات لتأمين اللقطة التي يمكن أن يقال عنها إنها واقعية. بمعنى مقنعة. لكن في صلب تكوين اللقطة ذاتها يكمن عدم معرفة كيف يمكن إنجازها كلقطة واقعية. أحيانا ينكشف ذلك عندما يجري الطلب من الكاميرا أن تفعل ما لا تستطيع أن تفعله، لذلك يبدو أن هناك تناقضا بين الوجهة المرغوبة والتنفيذ».
سؤال قد يخطر ببال الكثيرين: «هل على الكاميرا أن تبقى كاميرا؟ في الفيلم هناك دور محدود لها خصوصا في مشاهد وصول الوحوش الثلاث إلى المدن». يجيب: «نعم شيء من هذا القبيل. عليها أن تتصرّف حيال الوحوش كتصرّفها حيال الناس».
أعلق: «يبدو أنك كنت واثقا من كل خطواتك»، فيجيبني قائلا: «هذا ليس صحيحا. قبل المباشرة بالعمل كانت مراسلاتي مع المنتجين لا تظهر سوى الرغبة في تحقيق فيلم عن (غودزيللا) وهؤلاء لا بد تعاملوا مع الكثير من الرغبات. لكني لم أكن واثقا من أن خططي ستنجح إلى أن تسلمت الرد النهائي وكان إيجابيا».
رغم أن «غودزيللا» ليس الفيلم الوحيد من نوعه أو في مجال السينما الخيالية فإن عشرات الأفلام السابقة لا تجعل عمل المخرج سهلا بالضرورة. أليس كذلك؟ يقول: «تماما. هناك الكثير جدّا من التفاصيل التي تبدأ بالاستحواذ على تفكيرك وتتحوّل إلى مهام عليك أن تقوم بها قبل التصوير وخلاله وبعده. كل مرحلة تخطو لها تصبح أهم من المرحلة السابقة التي كانت الأهم والأخطر. كل شيء متوقّـف على تلك الرؤيا الشاملة التي تحلم بها وسأعطيك مثلا: هناك التخطيط البصري الذي علينا القيام به قبل التصوير (يسمّـونه بالإنجليزية Previs وهو اختصار لكلمة Prevision) حيث نواجه امتحان معرفة ما إذا كان الطموح الذي في البال والرغبة التي نشعر بها قابلين للتنفيذ أم لا. في البداية شعرت أن هذا العمل سيسرق من جهدي ومن رؤيتي الخاصّـة. التحضير على هذا النحو قد يسرق من الفيلم ذاته. يجعله بلا روح. لكني اكتشفت بعد حين أنها مرحلة مهمّـة جدا من مراحل ما قبل التصوير».
أسأله إن كان للفيلم رسالة ضد المنشآت النووية. على نطاق أوسع ضد السياسة النووية بأسرها.
يجيب: «نعم إلى حد بعيد. بالتأكيد هو عن أننا لا نستطيع تطويع الطبيعة، وأن علينا أن نتركها وشأنها. يقودني ذلك إلى التفكير في السلام وليس في الحرب. لقد كانت هناك عناصر من البنتاغون خلال تصوير المشاهد الحربية، وذلك للاستشارة وللتدقيق في المعلومات والكيفيات، وخلال تصوير ذلك تشعر بأن الأحداث قد تكون مجازا لحالة من الحرب الفعلية. آخر ما توده البشرية هو أن تنتهي بدمار شامل».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».