ديشان يسير على خطى نابليون لغزو روسيا بتشكيلة لا تفتقد سوى لزيدان

هل يكرر المدرب إنجازه مع زملائه منذ 20 عاما؟

ديشان يتوسط لاعبيه في صورة تذكارية قبل السفر ب"جيشه الصغير" إلى روسيا (أ.ف.ب)
ديشان يتوسط لاعبيه في صورة تذكارية قبل السفر ب"جيشه الصغير" إلى روسيا (أ.ف.ب)
TT

ديشان يسير على خطى نابليون لغزو روسيا بتشكيلة لا تفتقد سوى لزيدان

ديشان يتوسط لاعبيه في صورة تذكارية قبل السفر ب"جيشه الصغير" إلى روسيا (أ.ف.ب)
ديشان يتوسط لاعبيه في صورة تذكارية قبل السفر ب"جيشه الصغير" إلى روسيا (أ.ف.ب)

بعد عشرين عاما من التتويج الأول والوحيد لكأس العالم قد تجد فرنسا أن الوقت قد حان لتكرار ما حدث في باريس 1998 خاصة وأنها تملك تشكيلة رائعة بكل المقاييس.
وقبل أكثر من 200 عام تسبب نابليون بونابرت في كارثة عندما أرسل ما يقرب من نصف مليون جندي فرنسي لغزو روسيا في صيف عام 1812 وانتهى به الأمر إلى خسارة مذلة.
لكن ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي ومعه 23 رجلا فقط يأمل في أن يحقق نتيجة أفضل خلال الأسابيع القليلة المقبل.
وفي إطار تحليلاتها المستمرة للمنتخبات المشاركة في كأس العالم التي تستضيفها روسيا الشهر الحالي وتستمر حتى 15 يوليو/ تموز المقبل أفردت صحيفة "غارديان" البريطانية مساحة كبيرة لرئيس القسم الرياضي السابق في الصحيفة ريتشارد وليامز لتحليل فرص وأداء فرنسا في بطولة كأس العالم.
وقال وليامز إن فرنسا تحتل المركز الرابع في احتمالات الفوز باللقب خلف البرازيل وألمانيا وإسبانيا. وبعد مرور عشرين عامًا على تتويجهم بالبطولة للمرة الوحيدة قد يجدون في التشكيلة الرائعة التي يملكها ديشان حاليا فرصة سانحة لتكرار ما حدث في ملعب بارك دي براينس.
وأعادت صحيفة "ليكيب" الفرنسية طبع نسختها التي صدرت صباح الاثنين 13 يوليو/تموز 1998 غداة فوز الفريق بكأس العالم لتكتشف فرنسا أنها أمة لكرة القدم بعد الفوز على البرازيل بثلاثة أهداف بدون رد في سان دوني.
في الواقع ، فازت فرنسا بالبطولة دون وجود خط هجوم بالمعنى المعروف ، حيث سجل اثنان من لاعبي الوسط ثلاثية "الديوك الفرنسية" في مرمى البرازيل وهم زين الدين زيدان وإيمانويل بيتي. وفي وقت سابق خلال البطولة واصلت فرنسا مشوارها بفضل هدف وحيد سجله المدافع لوران بلان في مرمى باراغواي في دور الستة عشر بعد أداء سييء بينما سجل الظهير ليليان تورام هدفين في مرمى كرواتيا في قبل النهائي.
وبعد أربع سنوات في كوريا الجنوبية ، لم يتمكن المهاجمان الرئيسيان تييري هنري وديفيد تريزيغيه وكذلك جبريل سيسي من تسجيل هدف واحد رغم أنهم هدافين لي البطولات المحلية في كل من إنجلترا وإيطاليا وفرنسا على التوالي.
اختلاف كبير بعد 20 عاما
لكن حدث اختلاف كبير في أداء فرنسا وعناصر قوتها بعد 20 عاما من التتويج باللقب ، حيث يقول كريستوف دوغاري، أحد العناصر المهمة في تشكيلة فرنسا 1998 والناقد الإذاعي حاليا، إن التشكيلة الحالية تفتقر إلى "الشخصية والقوة العقلية والتصميم" رغم أن الفريق سجل 30 هدفا في اخر 13 مباراة مع ديشان وأظهر قوة هجومية على الأقل مساوية لأي منتخب اخر يشارك في بطولة روسيا.
ويملك ديشان تشكيلة هجومية قوية تتكون من كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان ، وأنطوان غريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد وعثمان ديمبيلي من برشلونة ويملكون جميعا السرعة الذهنية والبدنية.
إذ أن مبابي البالغ عمره 19 عاما وإلى جواره ديمبلي (21 عاما) ويحيط بهما غريزمان (27 عامًا) وخاض 53 مباراة دولية وثلاثة مواسم ناجحة مع مدربه دييغو سيميوني بينما يوجد أوليفييه جيرو على مقاعد البدلاء وفي حال عدم مشاركته يمكنه أن يكون ورقة رابحة.
وفي وسط الملعب يبدو الفريق جاهزا بشكل جيد في وجود بول بوغبا و بليز ماتويدي أمام نغولو كانتي وهناك الشاب كورنتين تليسو لاعب بايرن ميونيخ جاهز لأداء دور بوغبا في حال عدم تألقه رغم أن مدربه ديشان وصف لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي بأنه "لا غنى عنه" بعد أداء متواضع في الفوز 3-1 على إيطاليا في نيس يوم الجمعة الماضي.
كانتي الجندي المجهول
وفي الصورة الرسمية للتشكيلة النهائية التي ستخوض بها فرنسا كأس العالم ارتدى الجميع بزات زرقاء غير تقليدية بينما لم يظهر كانتي ، حيث اختفى خلف بوغبا وهذا ما يحبه لكن وجوده في الملعب يمنح فرنسا لاعبا لا يقتصر دوره على منع الخطورة على مرمى فريقه فقط بل بناء هجمات مرتدة من خلال تمريرات بينية متقنة.
وستكون "كانتي" الروح الديناميكية لفرنسا وعنصر الحيوية والحركة في تشكيلة ديشان لتعويض أي عيوب في الدفاع. وخلال مباراة إيطاليا دفع ديشان بظهيرين هجوميين يتسمان بالسرعة هما بنغامين بافارد لاعب شتوتغارت ولوكاس هيرنانديز من أتليتكو ، ليصبح له تأثير كبير. لكن صموئيل أمتيتي خاض ليلة غير سعيدة أمام ماريو بالوتيلي ، ومن المرجح أن يعود رفائيل فاران إلى جانب عادل رامي في قلب الدفاع أمام قائد الفريق هوغو لوريس الذي سيخوض مباراته الدولية المئة في دور المجموعات في البطولة.
ومن المرجح مشاركة الخماسي لوريس وفاران وبوغبا وغريزمان وماتويدي ،الذي بدأ المباراة التي خسرتها فرنسا أمام ألمانيا في دور الثمانية في ملعب ماراكانا قبل أربع سنوات في البرازيل، في المباراة الافتتاحية للفريق في كأس العالم ضد أستراليا في 16 يونيو/حزيران.
وهذا يثبت مدة كفاءة اللاعبين الذين تمنحهم الأندية الفرنسية الفرصة للظهور وكذلك مركز التدريب الوطني في كليرفونتان الذي أنشيء قبل عشرين عاما وصار مثالا يحتذى به للدول الأخرى.
تنوع عرقي
وأظهر التنوع العرقي الذي أظهرته تشكيلة 1998 مثال جديد على تنوع فرنسا حيث ضمت التشكيلة لاعبين من ذوي البشرة السمراء ومن شمال افريقيا حيث حولوا جميعا أنحاء فرنسا بطريقة سحرية إلى واحات من الهدوء متعدد الثقافات ، لكنهم بالتأكيد جعلوا بعض أجزاء من الأمة أكثر إدراكًا لوجود الآخرين ومساهمتهم.
ويمكن للجيل الحالي أن يعزز ذلك حيث أن غريزمان (والداه من أصل ألماني وبرتغالي) ، ومبابي (والده كاميروني ووالدته جزائرية) ، وديمبلي (والدته من أصول من موريشيوس والسنغال ووالده من مالي).
أما بالنسبة لديشان فإن استقالة زميله القديم زين الدين زيدان من ريال مدريد وضعه تحت ضغط رغم أن عقده ينتهي بعد يورو 2020.
وودعت فرنسا نسخة البرازيل 2014 من دور الثمانية وحلت وصيفة للبرتغال بطلة أوروبا 2016 على أرضها خلف البرتغال.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.