«البلسم» السعودية تُجري 93 عملية قلب مفتوح وقسطرة في اليمن خلال 5 أيام

جراحون سعوديون من منظمة «البلسم» يستريحون بعد قيامهم بعمليات القلب المفتوح بالمكلا
جراحون سعوديون من منظمة «البلسم» يستريحون بعد قيامهم بعمليات القلب المفتوح بالمكلا
TT

«البلسم» السعودية تُجري 93 عملية قلب مفتوح وقسطرة في اليمن خلال 5 أيام

جراحون سعوديون من منظمة «البلسم» يستريحون بعد قيامهم بعمليات القلب المفتوح بالمكلا
جراحون سعوديون من منظمة «البلسم» يستريحون بعد قيامهم بعمليات القلب المفتوح بالمكلا

اختتم فريق منظمة «البلسم» الدولية الطبي بقيادة استشاري القلب الدكتور عماد بخاري، زيارته لمدينة المكلا بمحافظة حضرموت بإجراء 13 قلب مفتوح، ونحو 80 عملية قسطرة تداخلية وتشخيصية للمرضى اليمنيين.
وأوضح الدكتور بخاري المدير التنفيذي للمنظمة، لـ«الشرق الأوسط»، أن الفريق قام بالكشف على أكثر من 300 مريض ممن يعانون أمراض القلب جاءوا من مختلف المحافظات اليمنية، وأضاف: «نشعر بسعادة بالغة ونحن ننهي هذه الرحلة العلاجية التطوعية لمنظمة (البلسم) الدولية وقد أجرينا 13 عملية قلب مفتوح جميعها حالات صعبة ومعقدة وتكللت بالنجاح وأؤكد أن أكثر من 90% من المرضى عادوا إلى منازلهم والبقية سيغادرون المركز خلال اليومين القادمين».
ولفت المدير التنفيذي للمنظمة أن الفريق الطبي أجرى كذلك قرابة 80 عملية قسطرة تداخلية خلال الأيام الخمسة التي أمضاها بمدينة المكلا، وقال: «50% من عمليات القسطرة كانت أشبه بالمستحيلة نظراً إلى خطورتها، لكن الفريق الطبي استطاع إنجازها والحفاظ على سلامة المرضى وحياتهم».
وأشار إلى أن زيارة منظمة «البلسم» للمكلا في هذه الظروف الصعبة جاءت لتبعث برسالة محبة وسلام إلى الشعب اليمني وتتوافق مع رؤية المنظمة الدولية التي تسعى لتقديم العون للمحتاجين في مختلف الدول حول العالم. وقدم بخاري تقدير المنظمة للقوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن للدعم الكبير وتذليل كل الصعوبات اللوجيستية التي واجهت الفريق، مبيناً أن المنظمة تلقت دعماً مفتوحاً وبلا قيود لمساعدة السكان وإجراء العمليات الجراحية لأكبر عدد ممكن من المستحقين. ووفقاً للأبحاث العلمية -حسب الدكتور عماد– فإن حالات مرضى القلب وتصلب الشرايين في اليمن في ازدياد مطرد، وهو ما يفسر الزيادة في الحالات المسجلة لدى المركز، وقال: «نسعى لزيادة الرحلات لليمن، لكن الأمر مرتبط بالدعم المالي اللازم من المنظمات والمانحين الدوليين وفاعلي الخير في السعودية الذين نتواصل معهم، وكذلك بناءً على ما يقرره مجلس إدارة منظمة (البلسم) الدولية نفسها». إلى ذلك، أكد اللواء فرج سالمين البحسني محافظ حضرموت، أن ما حققه فريق «البلسم» الطبي من إنجاز خلال هذه الفترة القصيرة أمر يستحق الإشادة والتقدير، مبيناً أن الكادر الطبي أجرى عمليات معقدة وصعبة ما كان للسكان التمكن من إجرائها في اليمن أو السفر نظراً إلى ظروفهم والمعاناة التي تمر بها البلاد. وتابع: «هذا المركز يتدفق عليه المواطنون من مختلف المحافظات وهو المنفذ الوحيد الذي يعوّضهم عن السفر وخطورة أوضاعهم الصحية، ارتبط عمل منظمة (البلسم) الدولية بهذا المركز وها هم للمرة الثانية يوجدون وفي شهر رمضان عملهم عظيم جداً وله فائدة كبيرة، والمواطنون في حضرموت يشكرونهم، ونحن في السلطة المحلية نقدّر أعمالهم، وكذلك المساعدة التي تقدمها السعودية لنا».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.