قهوة للمرضى على مائدة سهرات رمضان

أنتجها باحثون مصريون من بذور الصويا

هل حرمك مرض ارتفاع ضغط الدم، وهشاشة العظام، من تناول مشروب القهوة التقليدي، الذي يحتوي على الكافيين في السهرات الرمضانية؟ الآن يمكنك مشاركة أصدقائك استمتاعهم بهذا المشروب المميز، ولكن عبر نوع جديد من القهوة، أعده باحثو معهد تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية المصرية.
أنتج المشروب الجديد من مطحون بذور فول الصويا المحمصة، وتمت دراسة الخواص الكيميائية والحسية لمشروب القهوة البديل، مقارنة بمشروب القهوة العربي المعتاد، عبر دراسة نشرت تفاصيلها في المجلة المصرية للتغذية.
ويقول الباحث شعبان سليمان، الذي شارك في إنتاج هذا المشروب، إن الخواص الكيميائية للمنتج الجديد، تفوقت بشكل ملحوظ على نظيره التقليدي المحتوي على الكافيين، بينما تقاربا في الخواص الحسية التي تتعلق بتذوق المستهلك للقهوة.
ويسرد سليمان لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل المقارنة بين المشروبين من الناحية الكيميائية، قائلاً إن «مطحون بذور فول الصويا المحمص تميز بارتفاع قيمته الغذائية من البروتين والكربوهيدرات الكلية بمقدار 162 و162.8 في المائة على الترتيب، مقارنة بمحتوى مطحون بذور البن المحمص، كما تميز محتواه أيضاً باحتوائه على معادن (البوتاسيوم -الكالسيوم - الماغنيسيوم - الزنك – الحديد) بنسب (7.1، 14.5، 44.8، 476.9، 85.5 في المائة) على الترتيب، مقارنة بمحتوى بذور القهوة المحمصة».
وتميز مطحون بذور الصويا، بميزة ثالثة من الناحية الكيميائية، أشار إليها سليمان، وهي ارتفاع محتواه من مضادات الأكسدة، حيث زاد محتواه من الأيزوفلاون والأحماض الفينولية بمقدار 89.5، 46.6 في المائة، مقارنة بمحتوى بذور البن المحمصة.
ولم تحرم هذه الخواص الكيميائية المميزة المشروب الجديد من طعم مقبول، لا يختلف كثيراً عن المنتج التقليدي، وفق الاختبارات الحسية التي أجراها باحثو المعهد، واستخدمت فيها مجموعة من المتذوقين. ويقول سليمان: «حاز المشروب الجديد على درجات قبول مقدارها 83 في المائة، مقارنة بمشروب البن التجاري الذي حاز على درجات قبول 85 في المائة».
وشجعت المقارنة الحسية الفريق البحثي، على التوصية في نهاية بحثه بالتوسع في إنتاج هذا المشروب، الذي لا يختلف كثيراً في الطعم عن التقليدي، ويتميز بخصائص كيميائية تجعله مشروباً وظيفياً للمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والكولسترول وهشاشة العظام، ونقص الحديد، لخلوه من الكافيين وارتفاع محتواه من البروتين، والمعادن الضرورية، وأيضاً ارتفاع محتواه من مضادات الأكسدة.
ويثني الدكتور خالد عباس، الباحث بقسم علوم الأغذية، بكلية الزراعة، جامعة الزقازيق بمصر، على المنتج الجديد، لأهميته لكثير من فئات المرضى، الذين تسبب لهم القهوة أضراراً كبيرة، ويحرص كثيرون منهم على تناولها رغم ذلك.
ويوضح عباس لـ«الشرق الأوسط»، بعض الأضرار التي تسببها القهوة لفئات من المرضى، ومنهم مرضى الضغط المرتفع، حيث يؤدي تناولها إلى خروج الماء من الجسم، ويزيد من تركيز الأملاح في الجسم ورفع الضغط، كما يؤدي تناولها إلى إفراز حمض المعدة، الذي يزيد من حدة القرح، ويسبب مشكلات صحية للمصابين بقرح المعدة.
ومن السلبيات الأخرى التي يشير إليها عباس، وتجعل القهوة مشروباً غير ملائم لبعض الفئات، احتواؤها على بعض المواد التي تمتص الحديد من الجسم، لذلك فهي من الممنوعات بالنسبة لمرضى «الأنيميا»، ويزيد تناولها من نوبات الألم لمرضى النقرس، وتحتوي على مواد تساعد على تكوين الحصوات بالجسم، لذلك يمتنع عن تناولها من لدى جسمه قابلية لتكوين الحصوات.