فرنسا تنشر 6 مدافع شرق سوريا

إضراب في منبج السورية ضد قرار التجنيد

«سوريا الديمقراطية» تسيطر على بلدة الباغوز شرق دير الزور منتصف الشهر الجاري (دير الزور 24)
«سوريا الديمقراطية» تسيطر على بلدة الباغوز شرق دير الزور منتصف الشهر الجاري (دير الزور 24)
TT

فرنسا تنشر 6 مدافع شرق سوريا

«سوريا الديمقراطية» تسيطر على بلدة الباغوز شرق دير الزور منتصف الشهر الجاري (دير الزور 24)
«سوريا الديمقراطية» تسيطر على بلدة الباغوز شرق دير الزور منتصف الشهر الجاري (دير الزور 24)

أفادت مصادر محلية، أن جنودا فرنسيين نشروا بطاريات 6 مدافع قرب قرية «باغوز» الخاضعة لسيطرة قوات حماية الشعب بمحافظة دير الزور السورية، فيما أحرزت قوات سوريا الديمقراطية تقدما على حساب تنظيم داعش في آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور في شرق سوريا بدعم مدفعي أميركي وفرنسي.
كما نشرت القوات الفرنسية مزيدا من تعزيزاتها العسكرية في مناطق منبج والحسكة وعين عيسى والرقة.
وشهدت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية، في الآونة الأخيرة، زيادة كبيرة في عدد القوات الفرنسية التي دخلت من العراق، حيث شوهدت عشرات من المصفحات تحمل جنودا أثناء تجولها في مدينة منبج شرقي محافظة حلب (شمال)، ومحافظتي دير الزور، والحسكة (شمال شرق)، ومدن وبلدات خاضعة لسيطرتها.
وتتمركز القوات الفرنسية بشكل رئيسي في تلة مشتى النور جنوب مدينة عين العرب، وناحية صرين وجميعها بريف حلب، وبلدة عين عيسى، وقرية خراب العاشق شمالي محافظة الرقة (شمال).
إلى ذلك، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، بأن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن والمتمركزة في الضفة الشرقية لنهر الفرات، سيطرت السبت على تلة استراتيجية تطل على بلدة هجين وقرى أخرى واقعة تحت سيطرة التنظيم. وأضاف أنها «واصلت تقدمها، الأحد، بمؤازرة قصف مدفعي فرنسي وأميركي».
وأشار مدير المرصد إلى «أن اشتباكات عنيفة اندلعت حول بلدة هجين والباغور».
وتمركزت القوات الأميركية والفرنسية المنتشرة في شرق محافظة دير الزور «في عدد من القواعد العسكرية التي أقامتها واشنطن حول حقول النفط الرئيسية وبخاصة حقل العمر»، أكبر حقول النفط في سوريا.
وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية، في الأول من مايو (أيار) المرحلة النهائية من حربها ضد التنظيم لإنهاء وجوده في شرق سوريا وتأمين الحدود مع العراق المجاور.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية ليل الأحد-الاثنين على بلدة الباغوز بعد اشتباكات عنيفة، لتكون أول بلدة تطرد مقاتلي منها منذ انطلاق الحملة الأخيرة.
هذا ولا تزال ثلاث بلدات في المنطقة تحت سيطرة التنظيم وهي هجين والشعفة وسوسة.
وأشار مدير المرصد إلى أن «القوات الأميركية والفرنسية لجأت إلى القصف الصاروخي ثم استبدلته بالمدفعية مع تقدم القوات ميدانيا».
وتجري العمليات حالياً بالتنسيق مع القوات العراقية في الجهة الثانية من الحدود وقوات التحالف الدولي «من أجل إحباط أي محاولة تسلل أو وهروب لجهاديي التنظيم نحو العراق».
ولم يعد التنظيم يسيطر على أي مدينة في سوريا، لكنه يحتفظ بقرى وبلدات وجيوب ينتشر فيها بضعة آلاف المقاتلين، من دون أن يكون لهم أي مقار، سوى قي جنوب دمشق حيث بدأت اليوم أول عملية إجلاء لعناصر التنظيم بعد شهر من حملة عسكرية واسعة لطردهم منه.
في شأن آخر شهدت مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، أمس (الأحد)، إضراباً شعبياً واسعاً احتجاجاً على ممارسات وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال قيادي في قوات سوريا الديمقراطية من العشائر العربية في منطقة مبنج، لوكالة الأنباء الألمانية: «شهد أغلب أسواق مدينة مبنج إضراباً عاماً وإغلاق المحال التجارية، ما تسبب بشلل في حركة المدينة في اليوم الرابع من شهر رمضان، احتجاجاً على ممارسات الاستخبارات والأسايش الكردية ومجلس منبج العسكري في المنطقة وحملة تجنيد الشباب من عمر 16 عاماً وإلزامهم بالقتال، والسجن والخيانة لمن يرفض ذلك».
وأكد القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه: «قامت قوات الأسايش والاستخبارات بخلع أبواب المحلات وفتحها بالقوة وكسر أقفال المحلات التي تجاوبت مع الإضراب ضد التجنيد الإجباري، وقامت بحملة اعتقالات طالت العديد من الذين أضربوا اليوم وقامت بفتح المحلات وخلعها عند دويرة الخضرا وعند السرايا».
وشهدت مدينة منبج إضراباً عاماً، مطلع العام الجاري، ضد قرار التجنيد، حيث يرفض أبناء المدينة التجنيد في قوات سوريا الديمقراطية ودفعهم إلى جبهات في شرق سوريا ومنطقة عفرين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.