خط ساخن بالمغرب للتبليغ عن الرشوة والفساد

مجهز بوسائل تكنولوجية لإحالة مكالمات المواطنين على القاضي المكلف

TT

خط ساخن بالمغرب للتبليغ عن الرشوة والفساد

أعلنت رئاسة النيابة العامة بالمغرب، إطلاق خط مباشر للتبليغ عن الفساد والرشوة، سيمكن المواطنين طيلة أيام العمل التبليغ عما يتعرضون له من ابتزاز أو رشوة أو ما يقفون عليه من جرائم الفساد.
وبخصوص طريقة عمل الخط المفتوح، ستعالج مكالمات المواطنين من طرف مركز الاتصال برئاسة النيابة العامة، المجهز بكافة الوسائل التكنولوجية التي تساعد على معالجة مكالمات المواطنين وإحالتها على القاضي المكلف بعد التأكد من كونها تتعلق بإحدى جرائم الفساد، بحيث يعمل القضاة المكلفون هذا النوع من التبليغات بربط الاتصال بالنيابة العامة، وذلك من أجل التنسيق مع المبلغ لضبط المشبه فيه في حالة تلبس.
من جانبه، قال محمد عبد النباوي، الوكيل العام للملك رئيس النيابة العامة، إن الخطوة خدمة جديدة يمكن لجميع المواطنين التبليغ من خلالها على عمليات ابتزاز «من أي إدارة من الإدارات وأي جهة من مرافق الدولة». وأضاف في لقاء إعلان إطلاق خط التبليغ عن الفساد والرشوة، أمس، بمقر النيابة العامة في الرباط، أن الغاية من هذه الآلية هي «ضبط حالات التلبس بالرشوة عن طريق التبليغ ومتابعة الأمر من قبل النيابات العامة المختصة».
وأفاد رئيس النيابة العامة بأنها تعتزم «وضع الكمائن اللازمة لضبط حالات التلبس، وهذا الأمر يمثل رسالة واضحة لكل الممارسين للفساد في قطاع الخدمات للعمومية»، مؤكدا أن هذا الأمر «يعطي للأبحاث القضائية نوعا من المصداقية، لأن حالة التلبس لا تترك مجالا للشك».
وأبرز عبد النباوي أن النيابة العامة تود تقديم هذه الخدمة للمواطنين وتتحمل مسؤولياتها في «استراتيجية محاربة الفساد»، التي أكد أن الدولة بمختلف مؤسساتها منخرطة فيها، لافتا إلى أن استقلال السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية «لن يضع أي عائق أمام تنفيذ وإنجاح هذا الورش».
من جهته، اعتبر الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف إصلاح الإدارة والوظيفية العمومية، محمد بن عبد القادر، أن المبادرة المعلنة من شأنها الارتقاء بشكل من أشكال التواصل مع المواطنين ليكون المواطن فاعلا في مجال محاربة الفساد.
وأضاف بن عبد القادر أن خط التبليغ عن الفساد «خطوة جد إيجابية اتخذتها النيابة العامة، وستجعل المؤسسة رافعة أساسية لتعزيز دولة الحق والقانون».
وأبرز المسؤول الحكومي أن المغرب يمتلك «رؤية واضحة وإرادة سياسية قوية لمكافحة الفساد»، مشددا على ضرورة انخراط المجتمع في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، لأنه لا يخص الدولة دون المجتمع.
أما ممثل الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، عبد اللطيف معتضد، فسجل بأن المبادرة المعلنة تؤكد «انخراط الدولة المغربية في مكافحة الفساد»، واعتبرها خطوة نحو استكمال البناء المؤسساتي الذي ينص عليه دستور 2011.
وعبر معتضد عن ترحيب الهيئة بالخطوة. كما شدد على أن التبليغ عن أفعال الفساد أمر ضروري لمحاصرة الظاهرة، معتبرا أن «هذا الورش المجتمعي ينبغي أن ينخرط فيه الجميع»، حسب قوله.
يذكر أن آلية الخط المباشر تمثل آلية مكملة لباقي آليات التبليغ عن الفساد والرشوة، بحيث إنه بالإضافة إلى التبليغ للنيابة العامة بالمحاكم والشرطة القضائية، فإن آلية الخط المباشر موضوعة رهن إشارة المواطنين من أجل التبليغ عن الفساد بالسرعة والفعالية اللازمتين لضبط حالات الرشوة.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».