«الثقافة السعودية» تتأهب لتنظيم معرض ثنائيات الدرعية لدعم الفنون البصرية

وقعت مذكرة تفاهم مع «آيماكس» لإنتاج الأفلام المحلية

أحمد المزيد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للثقافة وريتش غيلفوند الرئيس التنفيذي لـ«آيماكس» بعد توقيع المذكرة (واس)
أحمد المزيد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للثقافة وريتش غيلفوند الرئيس التنفيذي لـ«آيماكس» بعد توقيع المذكرة (واس)
TT

«الثقافة السعودية» تتأهب لتنظيم معرض ثنائيات الدرعية لدعم الفنون البصرية

أحمد المزيد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للثقافة وريتش غيلفوند الرئيس التنفيذي لـ«آيماكس» بعد توقيع المذكرة (واس)
أحمد المزيد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للثقافة وريتش غيلفوند الرئيس التنفيذي لـ«آيماكس» بعد توقيع المذكرة (واس)

كشفت الهيئة العامة للثقافة السعودية عن استعداداتها لتنظيم النسخة الأولى من معرض ثنائيات الدرعية لأول مرة في المملكة، وبالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وذلك ضمن جهودها لإثراء المشهد الثقافي السعودي، ودعم الفنون البصرية في المملكة، بمشاركة كثير من الفنانين والمبدعين والمؤرخين والمهتمين بالفنون والتصميم، من داخل المملكة وخارجها.
وستعلن الهيئة العامة للثقافة، عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، عن آلية التسجيل لجميع الفنانين فيها ودول الخليج للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية والفنية الكبرى، وتقديم أعمالهم الفنية اعتباراً من 17 مايو (أيار) الحالي حتى 27 يونيو (حزيران)، من خلال منصة إلكترونية مخصصة للفعالية.
وتهدف الهيئة من خلال إطلاق ثنائيات الدرعية إلى تقديم أنواع جديدة من الفنون والتّصاميم للمجتمع السعودي، وتوفير منصة مهمة لتبادل التجارب والخبرات المحلية والعالمية لتطوير الإبداع فيها وتسويقه. وفي نسختها الأولى، ستركز على السلوك الإنساني، وعلاقته بالتراث العمراني في المنطقة، بالإضافة إلى تحفيز الجيل الصاعد من الفنانين الشباب وتنمية مواهبهم الخلاقة، ودعم الفنانين السعوديين وتأهيلهم لحياة مهنية حافلة بالنجاح.
من جهة أخرى، توصلت الهيئة العامة للثقافة السعودية مع شركة «آيماكس» إلى اتفاقية مبدئية للشراكة والتّعاون في مجال إنتاج وتطوير الأفلام من «آيماكس» على المستوى المحلي، تمثلت في مذكرة تفاهم بين الطرفين. وعلى الرّغم من أنّ الاتفاقية غير ملزمة قانونياً في شكلها الأولي، فإنها جزء من الجهود الاستراتيجية التي تبذلها الهيئة لتطوير قطاع الأفلام في المملكة بصورة حيوية ومستدامة
وستعمل «آيماكس» وفق هذه الاتفاقية على دراسة إمكانية تأسيس معمل لتقنيات الأفلام في المملكة، لتدريب صانعي الأفلام السعوديين، والعمل معهم في أفلام وثائقية وترفيهية عربية بصيغة «آيماكس»، تسلط الضوء على مختلف جوانب الطبيعة والجغرافيا والثقافة والتراث في المملكة، وكذلك على صانعي الأفلام أنفسهم.
وبموجب مذكرة التفاهم غير الحصرية، تعمل الهيئة العامة للثقافة مع «آيماكس» بصورة تعاونية على استكشاف وتطوير الفرص لدعم الاستوديوهات في المملكة والمخرجين السعوديين، لصناعة أفلام بمحتوى عالمي التوجه، وبمعايير نوعية رفيعة المستوى، ولتتصدّر بذلك قائمة الأفلام التي توزعها «آيماكس» على مستوى العالم، وتتيح تصدير الأفلام السعودية إلى أسواق غير عربية.
وكانت «آيماكس» قد نجحت في تجارب مشابهة في المساهمة في تطوير وتصدير أفلام من دول مثل الصين والهند، حيث تعمل على إعادة إنتاج الأفلام الأولى محلياً، وتوزيعها داخل الدولة وعلى مستوى شبكتها حول العالم.
وقال المهندس أحمد، المزيد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للثقافة: «يتمثل دور الهيئة العامة للثقافة في الحفاظ على القطاع الثقافي فيها، وتنميته وإثرائه والترويج له، من خلال تطوير المواهب والقدرات المحلية، ودعم التنوع الثقافي، والاحتفاء بالهوية السعودية من خلال الفنون».
وأضاف: «سعيدون باستكشاف فرص التعاون والشراكة الممكنة مع (آيماكس)، التي بدأت بالفعل حضورها في المملكة، بهدف توفير منصّة تدعم المواهب والإبداعات فيها، وتسلط الضوء عليها، وتفتح آفاق التفاعل معها، وتعزز من فرص مشاركة المحتوى السعودي الغني بالحكايا والقصص، بصيغ وأشكال جديدة داخلها وخارجها».
وأشار المزيد إلى أن «الهيئة العامة للثقافة، بصفتها الجهة التي تتولى تنظيم وتطوير وتمويل وتأسيس قطاع الأفلام في المملكة، ملتزمة تجاه بناء قطاع بأعلى المعايير، يساهم إيجابياً في جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السعودية، وتطوير المحتوى الإبداعي ومجتمع المبدعين فيها، بما ينعكس أيضاً على جودة الحياة فيها، في سياق (رؤية 2030)».
من جهته، قال ريتش غيلفوند، الرئيس التنفيذي لـ«آيماكس»: «إنّنا نتطلع قدماً إلى العمل مع الهيئة العامة للثقافة، ولتوظيف خبرتنا التي تتجاوز العقود في قطاع الترفيه حول العالم، لدعم تطوير هذا القطاع بصورة سريعة في المملكة، في سياق الأهداف الأوسع لـ(رؤية المملكة 2030)».
وتابع: «نؤمن أنّ هذا التعاون ومذكرة التفاهم هذه هي تأكيد على تميز العلامة التجارية لشركتنا، التي حرصت على تأسيس حضور لها في المملكة منذ نحو 15 عاماً، وكذلك تأكيد على قدرتنا في تزويد الجماهير بتجارب ترفيهية استثنائية وممتعة بحق».
وقد حققت «آيماكس» حضوراً نوعياً بارزاً لها في الشرق الأوسط، حيث تمتلك وتدير 20 صالة عرض، بالتعاون مع عدد من أبرز الجهات التسويقية في مجال الأفلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى 12 صالة قيد العمل والتطوير حالياً.


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».