«أسبوع المصمم» ينطلق في بيروت بمشاركة 70 موهبة ناشئة

يتضمن ورش عمل ومحاضرات لاختصاصيين في مجال الأزياء

منتجع «زيتونة باي»  وسط بيروت حيث  يعقد المعرض
منتجع «زيتونة باي» وسط بيروت حيث يعقد المعرض
TT

«أسبوع المصمم» ينطلق في بيروت بمشاركة 70 موهبة ناشئة

منتجع «زيتونة باي»  وسط بيروت حيث  يعقد المعرض
منتجع «زيتونة باي» وسط بيروت حيث يعقد المعرض

لم تمنع أحوال الطقس الرديء الذي خيم على لبنان مؤخرا، منظّمي معرض «أسبوع المصمّم» من إطلاق النسخة السادسة منه في منتجع «زيتونة باي» وسط بيروت. فهذا الحدث الذي ينتظره المطلعون على مجال الأزياء بشكل عام وهواة التعرف على مواهب جديدة في هذا النطاق، بات موعداً ثابتاً تستضيفه العاصمة اللبنانية منذ 6 سنوات.
وبمشاركة 70 موهبة ناشئة تعرض أعمالها من تصاميم جواهر وأزياء وإكسسوارات منازل وحقائب وثياب بحر، افتتح «أسبوع الموضة» (Designer’s week) فعالياته الذي تنظمه شركة «غاتا إيفنت آند بروموشنز» بالتعاون مع «واجهة بيروت البحرية» لتستمر أبوابه مفتوحة أمام الزوار حتى 13 مايو (أيار) الحالي. استضيف الحفل برعاية كل من وزير السياحة أفيديس كيدانيان ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت محمد شقير.
أمّا الجديد الذي يتضمنه المعرض هذه السنة حسب منظمته ساندرا غطاس، فهو استضافته لوجوه معروفة في عالم الأزياء على الصعيدين المحلي والعربي، يشاركون ضمن نشاطات ومحاضرات تجري يومياً للتعريف عن القواعد الذهبية التي يجب أن تتبعها المواهب الجديدة في عالم تصميم الأزياء من أجل ابتكار خط الموضة الخاص بها، وبالتالي التي يمكن أن توصلها إلى العالمية.
«هذه الوجوه التي نستضيفها تحت عنوان (بلوغرز) مؤثرين في عالم مواقع التواصل الاجتماعي من شأنها حثّ المصممين الجدد وتحفيزهم على إيجاد هوية موضة خاصة بهم فيتلقون التوجيهات اللازمة لوضع استراتيجية واضحة لعملهم المستقبلي». توضح ساندرا غطاس في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط».
وفي جولتك في المعرض تلاحظ أعمالاً خارجة عن المألوف (قبعات وجواهر) وأخرى كلاسيكية (أزياء وحقائب) تستوقفك للتعرف إلى أصحابها الذين وقفوا تحت أكثر من 50 خيمة يعرضون تصاميمهم على الرّغم من الشتاء الذي كان ينهمر عليهم بين الفينة والأخرى.
يتخلّل هذا الحدث عروض أزياء لطلاب جامعات يدرسون هذا الاختصاص وبينها جامعة «AUST»، وأخرى لمصممين ناشئين سبق أن شاركوا في النسخات السابقة للمعرض أمثال نور أزهري ومرتا فاضل وفريق «فيتامين سي» المتخصص بأزياء البحر.
ويشير طوني أبو غزالة (خبير في تسويق الأزياء والإكسسوارات) الذي سيدير حلقة نقاش خلال أيام المعرض حول عملية التسويق بطريقة تجارية تواكب عصرنا اليوم، بأنّه عادة ما يهتم بهذا النوع من المعارض للوقوف على تطور المواهب الفنية في لبنان. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تكمن مهمتي في تعريف المواهب الجديدة على التنظيم الإداري والاستراتيجي للعلامة التجارية الخاصة بكل واحد منهم». ويضيف: «هناك قواعد ذهبية عليهم اتباعها لتحقيق النجاح وترتكز على ابتكار هوية جديدة وثابتة لهم وتحديد الشريحة التي يهتم بتوجيه تصاميمه لها وكذلك بأن يتمتعوا بالمصداقية والدّقة خلال تنفيذ أعمالهم بحيث تكون نسخة طبق الأصل عن الصورة التي يقدمونها للزبون». وختم: «الاهتمام بالمواهب الناشئة واجب علينا، لا سيما أنّ مصممين جدد استطاعوا خرق مجال الأزياء حديثا وباتوا منافسين أقوياء لمصممين مشهورين، بفضل تطلعاتهم وأفكارهم اللماعة في هذا الإطار». وترى زينة لادقي، وهي مؤثرة عالمية معروفة في عالم الأزياء أنّ ما ينقص الجيل الجديد من مصممي الأزياء هو وضع خطة واضحة أمام أعينهم تخولهم الوصول إلى العالمية. فهم بنظرها ينقصهم الكثير من التجربة والرؤيا المستقبلية الثاقبة لتحقيق هدفهم هذا، ولذلك هي مستعدة لمساعدتهم من منطلق طبيعة عملها التي خولتها التعرف إلى خبايا هذا المجال في لبنان والعالم. وتقول خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «سأخبرهم في المحاضرة التي أعقدها في المعرض عن تجربتي في هذا المجال. وانتقل بعدها إلى النقاط الأساسية التي من شأنها أن تساعدهم في ملامسة العالمية والتي تستند أولا على إطلاعهم على الموضة ودخولهم في سباق دائم مع الأفكار الجديدة ومواسم عروض الأزياء ليواكبوا العالمية في هذا الإطار».
ورأت زينة لادقي التي وصلت لبنان خصيصا للمشاركة كمحاضرة في هذا الحدث، بأن عدم وجود ترابط بين الأعمال المصممة والإخفاق في إخراجها إلى النور في الوقت المحدد، تعدّ من النقاط الرئيسة التي يفتقدها هؤلاء المصمّمون في استراتيجية عملهم.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».