بارزاني: سنجلب كل قواتنا للحفاظ على كركوك إذا اضطرنا الأمر

الأحزاب الكردية أكدت مشاركتها في حكومة شراكة وطنية حقيقية ببغداد

بارزاني: سنجلب كل قواتنا للحفاظ على كركوك إذا اضطرنا الأمر
TT

بارزاني: سنجلب كل قواتنا للحفاظ على كركوك إذا اضطرنا الأمر

بارزاني: سنجلب كل قواتنا للحفاظ على كركوك إذا اضطرنا الأمر

أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في مدينة كركوك المتنازع عليها، أمس، أن السلطات الكردية مستعدة «إذا اضطر الأمر» لجلب «كل قواتها» إلى المدينة، بهدف الحفاظ عليها.
وقال بارزاني في أول زيارة له إلى كركوك (240 كلم شمال بغداد) منذ سيطرة القوات الكردية عليها، إثر انسحاب القوات الحكومية: «إذا اضطر الأمر، فسنجلب جميع قواتنا للحفاظ على كركوك وجميع مكوناتها».
وأضاف خلال لقاء مع مسؤولين محليين وحزبيين: «إذا اقتضى الأمر فسأحمل السلاح بنفسي للدفاع عن كركوك وأهلها»، وعدّ أن «ما أردناه لحماية كركوك وأهلها قد وصلنا إليه، ورغم ذلك فإن المحافظة بحاجة إلى حماية وخطط حكيمة».
وفرضت قوات البيشمركة الكردية سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك في 12 يونيو (حزيران) الحالي، وذلك بهدف حمايتها من الهجوم الكاسح الذي يشنه مسلحون متطرفون في مناطق مختلفة.
من جهة أخرى، أعلنت أطراف سياسية كردية، أمس، أن مشاركة الجانب الكردي في الحكومة العراقية المقبلة مرهون باتفاقات سياسية مسبقة تتمثل في تنفيذ بنود الدستور وعدم إعادة سياسات الحكومة الحالية، وأن تكون حكومة شراكة حقيقية، في حين أكدت أن عدم مشاركتها في الجلسة الأولى للبرلمان لم يُطرح لحد الآن وأن الآراء في الساحة الكردية تتجه نحو مشاركة فاعلة للكرد في المرحلة المقبلة.
وقال خسرو كوران القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني في حديث لـ«لشرق الأوسط» إن «مشاركة الكرد في أي حكومة مستقبلية في العراق مرهون بتوافقات واتفاقات سياسية مسبقة».
وعبر كوران عن اعتقاده أن مشاركة الكرد لا يرتبط بشخص ما في إشارة إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وأضاف: «بعد الذي حصل في العراق خلال الأسبوعين الماضيين نرى أن هناك إجماعا على رفض الولاية الثالثة للمالكي من قبل غالبية السنة، وموقف الكرد معروف من ذلك، وحتى من داخل البيت الشيعي هناك انقسامات ورفض الولاية الثالثة». وبين كوران أن الأكراد لهم قضية سياسية في العراق، وشروطنا هي تنفيذ بنود الدستور العراقي والشراكة الحقيقية في الدولة العراقية.
بدوره، أكد القيادي عدنان المفتي عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني لـ«الشرق الأوسط»، أن «الكرد ماضون في المشاركة في الجلسة الأولى للبرلمان وتشكيل حكومة شراكة وطنية قادرة على إخراج العراق من التدهور الحالي».
وأضاف: «مبدئيا، المشاركة استحقاق انتخابي، الكرد سوف يشاركون في اجتماع مجلس النواب وفي الحكومة أيضا إذا كانت حكومة تلتزم بالدستور وتحقق شراكة حقيقية وتتجاوز المرحلة الحالية، وتضع أسسا للمرحلة المقبلة».
وتابع المفتي: «هناك وفد كردستاني موحد سيدخل في مشاورات وحوارات مع الأطراف العراقية الأخرى من أجل هذا الموضوع»، مؤكدا عدم وجود أي شروط مسبقة للمشاركة. وأشار إلى أن هناك رؤية من الجانب الكردي حول كيفية المشاركة في هذه الحكومة ومهماتها، في مقدمة هذه الرؤى كيفية معالجة الأوضاع الجديدة في العراق»، وأفاد بأنه «يجب أن تكون حكومة موحدة يستند فيها كافة مكونات الشعب العراقي، وتحقق الشراكة الحقيقية في السلطة التنفيذية وتحقق توازنا في العراقات، وتخطو خطوات قوية وراسخة لتحقيق المصالحة الوطنية وعدم تكرار الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة الحالية».
وكشف ارام شيخ محمد القيادي في حركة التغيير التي يتزعمها نوشيروان مصطفى أن «مسألة المشاركة في الحكومة المقبلة ليست مسألة شخصية، بل سياسية، فعند الحديث عن تشكيل حكومة شراكة حقيقية أو وحدة وطنية بالنسبة لنا يجب أن تكون هذه الحكومة حامية لحقوق الكرد الدستورية في العراق، ويجب أن تنفذها بالكامل». وأضاف أن «الحكومة العراقية كانت تتعامل مع حقوق الكرد كرهن لصفقات سياسية، وكانت تستخدم هذه الحقوق عامل ضغط على إقليم كردستان كمسائل البيشمركة والميزانية والمناطق المتنازع عليها، إذن على الحكومة المقبلة أن تعترف بشكل فعلي بحقوق الكرد الدستورية».
من جانبه، يرى المحلل السياسي عبد الغني علي يحيى أن «مشاركة الكرد في تشكيل الحكومة المقبلة خطوة صحيحة، طالما لم يعلن الكرد لحد الآن انفصالهم عن العراق»، مبينا أن مشاكل العراق تختزل في حكومة المالكي ونهجها المتمثل بالإقصاء والابتعاد عن الدستور، وعد تنفيذ البنود الخاصة بحقوق الكرد في العراق.
وتوقع يحيى مشاركة جميع الأطراف العراقية، من ضمنها الأطراف السنية في الحكومة المقبلة، مستندا إلى القول: «رأينا ذلك عندما أرادت الأطراف العراقية قبل عام تقريبا من الآن سحب الثقة من المالكي، فقط الكرد ظلوا متمسكين بموقفهم أمام تلك القضية، وغيرت الأطراف الأخرى مواقفها من المالكي، والآن فإن تغيير هذه القوى لمواقفها وارد أيضا».



غروندبرغ يعول على «هدنة غزة» لعودة مسار السلام في اليمن

غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)
غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ يعول على «هدنة غزة» لعودة مسار السلام في اليمن

غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)
غروندبرغ يحيط مجلس الأمن بمستجدات الحالة اليمنية (الأمم المتحدة)

حذّر المبعوث الأممي هانس غروندبرغ من مخاطر التصعيد في اليمن، وقال إن ذلك سيؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة، وأبدى أمله في أن يؤدي إبرام «هدنة في غزة» إلى عودة مسار السلام بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية.

وكان المبعوث يتحدث قبل الأنباء التي تداولت إعلان الهدنة، إذ جاءت تصريحات المبعوث خلال إحاطته أمام مجلس الأمن، صباح الأربعاء (بتوقيت نيويورك)، وسبقتها نقاشات أجراها ضمن رحلاته المكوكية إلى مسقط وصنعاء وطهران والرياض.

وتأتي التحركات الأممية في إطار مساعي غروندبرغ للحفاظ على التهدئة اليمنية الهشة القائمة، وفي سياق المساعي للضغط على الحوثيين لإطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية وموظفي البعثات الدبلوماسية.

وإذ أشار المبعوث إلى حملة اعتقالات الحوثيين الجديدة، فإنه قال إن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة.

وحضّ المبعوث على وقف هجمات الجماعة في محافظة البيضاء، في إشارة إلى أعمال التنكيل التي ارتكبوها ضد سكان قرية «حنكة آل مسعود»، كما دعا الجماعة إلى الإطلاق الفوري لجميع الموظفين المحتجزين تعسفياً، وشدّد على الحاجة لخفض التصعيد؛ لأن 40 مليون يمني ينتظرون السلام، وفق تعبيره.

وفي حين أشار غروندبرغ إلى أن الهجمات الحوثية على الملاحة تقوض فرض السلام في اليمن، فإنه جدّد عزمه على مواصلة العمل لتحقيق السلام في اليمن. وقال إن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة سيكون بصيص أمل للوضع في اليمن الذي يشهد تصعيداً بين الطرفين المتحاربين على جبهات كثيرة.

غروندبرغ التقى في الرياض رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن مبارك (الأمم المتحدة)

وأضاف أن تصاعد الهجمات والهجمات المضادة في اليمن يقوض آفاق السلم والاستقرار الاقتصادي، مشيراً إلى أن التصعيد يؤكد أن الاستقرار النسبي، وكذلك تحسن الأوضاع الأمنية القائم منذ الهدنة قد يتبددان.

وعلى النقيض من آمال غروندبرغ في إحياء عملية السلام في اليمن بعد «هدنة غزة»، تسود مخاوف يمنية من أن الحوثيين يعدون لتفجير الحرب ضد الحكومة اليمنية، مستغلين التعاطف الشعبي مع فلسطين الذي مكّنهم من تجنيد عشرات الآلاف خلال العام الماضي.

ولعل هذه المخاوف هي التي دفعت غروندبرغ للقول إنه يشعر بالقلق من أن الأطراف «قد تعيد تقييم خياراتها للسلام، وترتكب حسابات خاطئة بناءً على افتراضات خاطئة». في إشارة إلى إمكانية عودة الحرب على نطاق واسع.

الحديث عن التصعيد والمعتقلين

وتطرق إلى أضرار التصعيد الحوثي والضربات الإسرائيلية والغربية، وقال: «لقد ألحقت الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة أضراراً بالبنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي»، وأشار إلى الضرر الذي لحق بالميناء، والقوارب القاطرة العاملة في تفريغ المساعدات الإنسانية.

وأوضح أنه كرر دعواته خلال زيارته صنعاء للإفراج فوراً ودون قيد أو شرط عن جميع الموظفين المعتقلين تعسفياً من الأمم المتحدة والمنظمات الوطنية والدولية والبعثات الدبلوماسية والقطاع الخاص.

كما حضّ الجماعة على إطلاق سراح سفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها المكون من 25 فرداً، الذين تم احتجازهم بشكل غير قانوني لأكثر من عام الآن.

المبعوث الأممي إلى اليمن طلب من إيران الدعم لإطلاق سراح المعتقلين لدى الحوثيين (الأمم المتحدة)

وأبدى المبعوث قلقه إزاء التقارير التي تفيد بموجة جديدة من الاعتقالات الحوثية، وتحدّث عن التصعيد على طول كثير من الخطوط الأمامية، وقال: «يجب على الأطراف اتخاذ خطوات ملموسة بشكل عاجل نحو تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار على مستوى البلاد».

وتحدث غروندبرغ عن جهود مكتبه بشأن القضايا الاقتصادية والعسكرية، وقال: «استكشفنا كيف يمكن للتعاون بين الطرفين أن يفتح الباب أمام تحقيق مكاسب السلام الحاسمة. ويشمل ذلك توحيد البنك المركزي، واستئناف صادرات الوقود الأحفوري، والدفع الكامل لرواتب القطاع العام».

وكان المبعوث قبل إحاطته التقى مسؤولين عمانيين في مسقط، وقادة الجماعة الحوثية في صنعاء، قبل أن يلتقي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك، ووزير الخارجية شائع الزنداني.

يُشار إلى أن اليمنيين كانوا مستبشرين في نهاية 2023 بالبدء في تنفيذ خريطة طريق للسلام توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن انخراط الجماعة الحوثية في الصراع الإقليمي ضمن ما يسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران، وشنّ الهجمات على السفن أدى إلى جمود هذه المساعي حتى الآن.

وخلال جلسة إحاطة غروندبرغ، تحدثت ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، وقالت إنه حان الوقت للرد على تهديدات الحوثيين، مؤكدة وجوب مساءلة إيران عن هجماتهم على الملاحة.
وأشارت المندوبة الأميركية إلى حملات الحوثيين لاعتقال الموظفين الأمميين، وموظفي البعثات الدبلوماسية، داعيةً لحرمان الجماعة من مواردها المالية المستخدمة في شن الهجمات، وتسليط الضوء على علاقتها مع حركة «الشباب» الصومالية، والتخادم معها في تهريب الأسلحة.
وفي الجلسة نفسها، أكد المندوب اليمني عبد الله السعدي، أن الوضع الإنساني والاقتصادي في بلاده لا يحتمل، وقال إن الحكومة حريصة على التعاطي مع كل الجهود للتوصل إلى تسوية سياسة، داعياً مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته لتطبيق قراراته بما يكفل إنهاء الانقلاب الحوثي وفق المرجعيات الدولية المتفق عليها.
وحمّل السعدي المجتمع الدولي مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في اليمن، وأوضح أن غياب الإرادة الدولية إزاء الحوثيين هي التي ساعدت في تحويل الحديدة إلى قاعدة لتهديد الملاحة والأمن الإقليمي.