عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي، استقبل في مكتبه بمقر المجلس بالرياض، سفير كازاخستان لدى المملكة، باخيت باتيرشايف، الذي سلمه رسالة من رئيس مجلس الشيوخ في برلمان جمهورية كازاخستان، رئيس أمانة مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية، قاسم جومارت توقايف، تتضمن دعوته للمشاركة في المؤتمر السادس لزعماء الأديان العالمية والتقليدية الذي يعقد في آستانة. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في شتى المجالات.
> راشد بن عبد الله النابت، الملحق الثقافي بسفارة السعودية في عمان، أقام حفل تكريم للطلبة المتفوقين وأطباء الامتياز، وللفائزين بجائزة الأمير خالد بن فيصل بن تركي للتفوق الدراسي، التي تُمنح سنوياً للطلبة المتميزين دراسياً وعددهم أكثر من 200 طالب وطالبة، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأردني، عادل الطويسي. ووجه الملحق الثقافي، في كلمة بهذه المناسبة، الشكر للقيادة - حفظها الله - على جهودها في بناء أجيال الوطن وتزويدهم بالعلم والمعرفة.
> هشام بدر، سفير مصر لدى إيطاليا، أقام مأدبة غداء لعدد من الفنانين التشكيليين المصريين، الذين شاركوا في معرض «حوار مصري» الذي احتضنته قاعة «آرت جاب» بالعاصمة روما، بحضور المستشار شريف الجمال قنصل مصر في روما. ودعا بدر الفنانين إلى العمل جنباً إلى جنب مع نظرائهم الإيطاليين من أجل إثراء العلاقات المشتركة، متعهداً بدعم أي جهود تصب في هذا الاتجاه. فيما قدمت مُنظمة المعرض، شيرين بدر، لوحة تمثل وجه إخناتون هدية تذكارية له باسم الفنانين.
> عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الجزائري، افتتح بقصر الثقافة بالجزائر العاصمة، تظاهرة «ربيع الفنون» التي تجمع أعمال أكثر من 100 رسام ونحات من مختلف مناطق البلاد. كما يضم هذا المعرض الكبير الذي نظمته وزارة الثقافة فضاءات مخصصة لعشرة أروقة، اختارت كل منها فنانين لعرض أعمالهم. وأكد وزير الثقافة أن هذه التظاهرة تهدف إلى «توفير فضاء للقاء والتبادل بين محترفي الفنون التشكيلية».
> الدكتور مجدي يعقوب، جراح القلب العالمي، وعضو مجلس أمناء مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، وضع حجر الأساس لمركز القلب العالمي الجديد على نيل أسوان، لعلاج مزيد من الحالات غير القادرة على تحمل نفقات العلاج الباهظة بالمجان، ووضع مصر على الخريطة العالمية للأبحاث المتعلقة بأمراض القلب، وخلق جيل جديد من الكوادر الشابة من العلماء والأطباء والتمريض، داعياً جميع المصريين والعرب لدعم المركز الجديد، معتبراً أن هذا المشروع هدية للبلدان العربية والأفريقية.
> خيراردو رويس إسبارسا، وزير الاتصالات والنقل المكسيكي، استقبل في مقر الوزارة، أحمد حاتم المنهالي، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة المكسيكية. وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، ومتابعة الالتزامات التي تمخضت عن الاجتماع الذي عقده وفد الدولة برئاسة سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد الإماراتي، مع إسبارسا في عام 2016، والعمل على فتح آفاق جديدة من التعاون تنسجم مع تطوّر العلاقات الثنائية.
> الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، استقبلت أوسكار شو، القنصل الفخري لهونغ كونغ، حيث تبادل الطرفان سبل التعاون لتحقيق مشروعات ثقافية وحضارية مشتركة. وأكدت الشيخة مي على سعي البحرين الدائم لبناء علاقات ثقافية متينة مع الشعوب الأخرى، سعياً منها لإثراء الحراك الثقافي المحلي، بما يعزز مكانة المملكة كمركز حضاري إقليمي وعالمي. بدوره، أشاد أوسكار بالحراك الثقافي البحريني وجهود هيئة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي ما بين المملكة والدول الأخرى.
> علي بن محمد الرميحي، وزير شؤون الإعلام البحريني، استقبل عدداً من منسوبي الوزارة، بمناسبة فوز إذاعة البحرين بالمركز الأول في مسابقة «البرامج التفاعلية» عن برنامج «‏خذني معك»، وحصول تلفزيون البحرين على جائزة المركز الثاني عن ومضة «قل خيراً»، ضمن جوائز المهرجان العربي الـ19 للإذاعة والتلفزيون، الذي نظمه اتحاد إذاعات الدول العربية في مدينة الثقافة بالعاصمة التونسية. وأكد اعتزاز الوزارة بالكوادر الإعلامية والفنية الوطنية، وإسهاماتها في الحفاظ على هوية الوطن وثقافته.
> سانجاي باتاتشاريا، سفير الهند في القاهرة، أقام بمناسبة انتهاء فترة خدمته سفيراً لبلاده لدى مصر، حفل وداع بحضور عدد كبير من المسؤولين والفنانين المصريين والدبلوماسيين الأجانب المعتمدين بالقاهرة. وفي كلمته أعرب باتاتشاريا عن مكنون حبه وعشقه وارتباطه بمصر، التي أمضى بها أروع 3 سنوات في حياته، موضحا أنه سيتذكر دائما بعقله وقلبه تفاعله مع مختلف أطياف المجتمع المصري، مؤكدا أنه يغادر القاهرة وهو راض تماما عما وصل إليه مستوى العلاقات الثنائية، والشراكة الاقتصادية بين البلدين.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)