دليل المبتدئين لتصوير مقاطع فيديو رائعة على الهاتف

تركيب عناصر المشاهد وتوظيف الحركة البطيئة وتنظيم الإضاءة لرصد المزاج والمشاعر

دليل المبتدئين لتصوير مقاطع فيديو رائعة على الهاتف
TT

دليل المبتدئين لتصوير مقاطع فيديو رائعة على الهاتف

دليل المبتدئين لتصوير مقاطع فيديو رائعة على الهاتف

هناك كثير من الأسباب التي تدفع اليوم جميع المصورين من المحترفين أو الهواة، إلى استخدام هواتفهم الذكية لتصوير مشاريع الفيديو الخاصة بهم، فالهواتف ليست في تحسّن مستمرّ فيما يتعلّق بالنوعية فحسب، بل إنها تقوم بمهمة التصوير على أكمل وجه أيضاً.
كما يقول كريستيان ناشتريب، الخبير في التصوير الاحترافي في مدينة بوسطن الأميركية.
- عوامل جودة الفيديو
ما العوامل التي تضمن جودة مقطع الفيديو؟ ما هي الأشياء التي يتيح لكم التحسّن في نوعية الفيديو تصويرها؟ الجواب نظرياً - مقطع فيديو جيّد. ولكن هذا الأمر قد يعني الكثير من الأمور: جيّد على الصعيد التقني؟ أو ربّما أنّه مقطع مرح ومسلٍّ؟ لنتعرّف أولا إلى بعض العوامل الأساسية التي تساعد في تصوير مقطع فيديو جيّد.
> تركيب العناصر: لإنتاج مقطع فيديو جيّد، يجب عليكم أن تركّبوا بتأنٍّ العناصر على شكل مشهد أو سلسلة مشاهد. استخدم شاشة «إل سي دي» في هاتفكم اعملوا كما لو أنكم كنتم من الرسامين الذين يرتّبون الأشكال، والألوان، والخطوط، والتلاحم على النسيج. وللمزيد حول كيفية تركيب الفيديو، تقدم كايلي كاسيدي مقالات على موقع «Videomaker.com» تعرض مقدّمة رائعة عن تقنية التركيب والأجهزة الخاصة بها، وقاعدة التثليث، بالإضافة إلى نصائح قيّمة كالتركيز على عيون الأشخاص الظاهرين في الفيديو.
> الإضاءة: لا تنحصر وظيفة الإضاءة في إظهار الأشياء والأشخاص فحسب، بل تساهم أيضاً في ضبط المزاج وتحريك المشاعر. نوّعوا تجارب الإضاءة أثناء التصوير وانتبهوا إلى مصدر الضوء الرئيسي. فضوء الشمس في ظهيرة يومٍ خالٍ من الغيوم مثلاً، يمنحكم ضوءاً حفيفاً ويؤدي إلى ظهور ظلال غير محبّبة على وجوه الأشخاص، على عكس ضوء الشمس في ظهيرة يوم غائم، الذي يمنحكم إضاءة أخفّ وأكثر فعالية. وتذكروا الملاحظة التي قدّمها المخرج الشهير مارتن سكورسيسي: «يكمن الضوء في صلب هويتنا وكيفية فهمنا لأنفسنا».
- إعدادات أولية
> الإعدادات الصحيحة. قبل تصوير مقطع الفيديو على هاتفكم، اضبطوا إعداداته بالشكل الصحيح.
- تعتبر دقّة عرض الفيديو واحدة من أهمّ الإعدادات، ويعتمد تحديدها على حجم الفيديو الذي ستصورونه. يمكن القول إن درجتين للدقّة هما الأكثر شيوعاً في تصوير أفلام الفيديو: 1080 HD، و4k (4 كيبي)، وهي الأكبر.
- بعدها، تحقّقوا من معدّل الأطر، الذي يحدّد عدد الإطارات الفردية التي سيسجلها مقطع الفيديو في الثانية. ويمكن القول إن أكثر المعدلات استخداماً هي: 30 إطار/ الثانية، و60 إطار/ الثانية، وأقلّها شيوعاً 24 إطاراً/ الثانية: فكلّما علا معدّل الأطر، زادت دقّة عرض الفيديو الذي تصورونه. يتمّ تصوير غالبية أفلام الفيديو بمعدّل 30 إطاراً/ الثانية أو 29.97 إطار/ الثانية (في الولايات المتحدة)، علماً أن معدّل 60 إطاراً/ الثانية يعطي نتيجة عرض أفضل وأكثر هدوءاً عند حصول أي حركة. إلا أن بعض مصوّري الفيديو، يفضلون التصوير بمعدّل 24 إطاراً/ الثانية، الذي يحاكي المعدّل المستخدم في أفلام السينما.
إلى جانب تأثيرهما على مكونات مشروعكم البصرية والصوتية، يحدّد هذان الإعدادان أيضاً الحجم النهائي للفيديو المصوّر. وعلى سبيل المثال، يبلغ حجم فيديو مدّته خمس ثوانٍ، مصوّر بدقة عرض 4 كيبي، أربعة أضعاف حجم المقطع نفسه فيما لو صوّر بدقة عرض 1080 HD. يقول المصور ناشتريب: «حين يتعلّق الأمر بدقّة العرض، ستختارون دائماً الحلّ الذي يتناسب مع مساحة التخزين على هاتفكم ويضمن لكم نوعية العرض التي تريدونها في وقت واحد. أنا شخصياً أحاول التصوير بدقة عرض 4 كيبي عندما تكون متاحة».
- نصيحة بسيطة، ولكن مهمة: نظّفوا العدسة.
-- نصائح تحسين النوعية
كيف تحسنون نوعية الفيديو الذي تصورونه؟ إنّ تصوير مقطع فيديو على الهاتف ليس بالتجربة السلسة، لأن الهواتف صمّمت لتكون أجهزة متعدّدة المهام، أي أنّها تفتقر إلى كثير من الميزات الهامّة، كمقبض اليد أو ميزة التقريب البصري، الذي يمنحكم فرصة الاقتراب من الهدف المصوّر دون التأثير على نوعية الصّورة. (تعتمد غالبية الهواتف على التقريب الرقمي الذي يضعف نوعية الصورة. لهذا السبب، يجب أن تتفادوا التقريب الرقمي، وأن تعتمدوا على «التقريب بواسطة القدمين»، أو بمعنى آخر الاقتراب شخصياً من الهدف الذي تريدون تصويره، إن أمكنكم).
إليكم بعض النصائح للحصول على نتائج أفضل:
1- الاتجاه: احرصوا على توجيه هاتفكم أفقياً. يقول ناتشريب: «عندما أشاهد نشرة الأخبار، وألاحظ وجود لقطات مصوّرة في وضع (بورتريه)، أدرك فوراً أنّ هذا الفيديو صوّره واحد من الهواة». ويلفت المصوّر إلى ضرورة تفادي تصوير الفيديو بوضع بورتريه أو باتجاه عمودي، على الرّغم من أنّ تطبيقات كإنستغرام وسنابتشات «تساعد وتشجع» المستخدمين على اعتمادها.
2- تفادي الإضاءة الخلفية: يضيف المصوّر المحترف المتخصص في تصوير الأعراس: «أثناء التصوير، يجب أن تتفادوا وقوف الشخص الذي تصوّرونه أمام نافذة أو مصدر للضوء، لأنه لا شكّ سيبدو مظلّلاً». ولفت أنّه يفضّل أن تكون النافذة أو مصدر الضوء خلف المصوّر أو إلى أحد جانبيه.
3- استخدموا اليدين معاً: يجب أن تمسكوا الهاتف بيديكما دائماً، إذ «قد يبدو لكم هذا الأمر بدائياً بعض الشيء، ولكنّه يحدث فرقاً كبيراً. تتميّز عدسات كاميرات الهاتف عامة بتوازن بصري في التصوير، أي أنّها تلتقط صوراً ثابتة. ولكن استخدام اليدين معاً يمنحكم فرصة تصوير لقطات أكثر ثباتاً». كما أنّه يقيكم ما أسماه المصوّر تأثير «التموجات»، وأضاف ناتشريب: «في حال كنتم تحرّكون الكاميرا بشكل سريع، قد تظهر بعض التموّجات أثناء التصوير، ولكنّ استخدام اليدين للإمساك بالهاتف يقلّل فرص هذا التموّج».
4- أحكموا التركيز والانكشاف: يقترح «ناشتريب» عليكم النقر على شاشة الهاتف (على الهدف الذي تريدون التركيز عليه)، لإحكام التركيز على هواتف أندرويد. أمّا على أجهزة الآيفون، فيكفي أن تثبتوا إصبعكم في مكان الهدف للإحكام. في الضوء الخافت، تعمل كاميرا الهاتف على ملاحقة التركيز، ممّا يؤدي إلى تراجع حرفية التصوير. وتجدر الإشارة إلى أن غالبية الهواتف الذكية تتيح لكم أن تحكموا الانكشاف أو أن تعدّلوه يدوياً أيضاً.
5- تحسين الصوت ضروري أيضا: يقول معظم مصوري الفيديو المحترفين إنّ نوعية الصوت الجيّدة ضرورية جداً للحصول على فيديو قويّ. لحسن الحظّ، شهدت ميكروفونات الهواتف الذكية تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، والأفضل من ذلك، هو أنّ الإكسسوارات الخاصة بالصوتيات، كميكروفون البلوتوث مثلاً، يوفّر لكم نوعية صوت مذهلة في التصوير.
- نصيحتان فيما يعلّق بالصوتيات: اقترضوا هاتفاً آخر، شغلوا تسجيل الصوت، وضعوا الهاتف في جيب الشخص الذي تصوّرونه. بعدها، صوّروا الفيديو على هاتفكم من مسافة بعيدة، لتدمجوا المقطع الصوتي لاحقاً بالفيديو الذي صورتموه عبر تقنية التعديل. وينصحكم ناتشريب أيضاً بعدم مقاطعة الشخص الذي تصورونه أثناء إجابته على الأسئلة التي طرحتموها عليه.
6- جرّبوا تأثيرات «الحركة البطيئة» و«الفاصل الزمني»: تقدّم غالبية الهواتف الذكية ميزات خاصة لتصوير الفيديو. تتضمن هذه الميزات أوضاعاً وظيفتها إبطاء المشهد أو تسريعه، والتي تعرف بأوضاع «الحركة البطيئة» و«الفاصل الزمني». تعمل الأولى على تصوير مقاطع الفيديو بمعدّل أطر سريع: أي عندما تعيدون تشغيل الفيديو بالسرعة الطبيعية، ستلاحظون أنّ الحركة أبطأ بكثير من الحقيقة. أمّا بالنسبة لميزة «الفاصل الزمني»، فتعتمد على معدّل أطر أقلّ: أي أنّكم عندما تعيدون تشغيل الفيديو بالسرعة الطبيعية، ستلاحظون أنّ الحركة في الفيلم المصوّر أسرع بكثير من الحقيقة. تتيح لكم هاتان الميزتان تصوير أفلام فيديو رائعة.
- إكسسوارات إضافية
> استعينوا بإكسسوارات إضافية أو بكاميرا مستقلة. في حال شعرتم بعدم الرضا عن ميزات الأدوات المتوافرة في هاتفكم، هناك كثير من الإكسسوارات التي تساعدكم في زيادة قدراته، وتساهم أحيانا، في تحسين نوعية الفيديو، خصوصا إن كنتم من محبّي التدوين المرئي. إليكم فيما يلي بعض المنتجات التي يمكنكم الاستعانة بها، والمجرّبة من قبل خبراء أميركيين:
- ينصحكم الخبراء بتجربة عدسات «مومنت وايد - آنجل» التي يبلغ سعرها 100 دولار. توضع هذه العدسة فوق عدسة هاتفكم الذكي لمنحكم لقطة أوسع دون أن تسبب تدهوراً في نوعية الصورة.
> ميكروفونات يو إس بي.: ميكروفون «Shure MV5» بـ99 دولارا، الذي يعرف بفعاليته الكبيرة مع الهواتف الذكية.
> ترايبود (منصة ثلاثية الأرجل): «Joby GorillaPod 1K Kit»، من أفضل المنصات التي تضمن ثبات هاتفكم، وحتى خلال التصوير في الضوء الخافت أو وضعية «الفاصل الزمني».
> كاميرات بعدسات قابلة للاستبدال: يمكنكم الاختيار بين «سوني a5100» أفضل كاميرا بعدسة قابلة للاستبدال من المستوى الأول بسعر 500 دولار، وكاميرا «كانون EOS Rebel T5i» أفضل كاميرا رقمية ذات عدسة أحادية عاكسة.
تقدّم لكم الكاميرات ذات العدسات القابلة للاستبدال مزيجاً من سهولة الحمل وحساسات خاصة لالتقاط الصورة، بينما تضمن لكم الكاميرا الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة نوعية صورة لا يمكن أن تحصلوا عليها عبر أي كاميرا أخرى، إلا أن هذه الأخيرة أكبر حجماً، وأصعب نقلاً، وأغلى ثمناً. يتيح لكم هذان النوعان من الكاميرات فرصة استبدال العدسات بما يتناسب مع الهدف الذي تريدون تصويره / أو المكان الذي توجدون فيه للالتقاط الصورة.
> كاميرا متطورة للتصويب والتصوير: في حال كنتم ترغبون بشراء كاميرا بعدسة قابلة للاستبدال، وسهلة الحمل للتصوير، ننصحكم بكاميرا «سوني RX100 Mark IV» بـ900 دولار.
> كاميرا متينة ومقاومة للماء: في حال كنتم تبحثون عن كاميرا تصحبونها معكم خلال السفر، وتقاوم الصدمات والارتطامات، إذا يجب أن تجرّبوا الـ«Olympus TG - 5» بـ420 دولارا.


مقالات ذات صلة

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)
تكنولوجيا بطاريات «مورفي» الخارجية للهواتف

دليلك لاستغلال البطارية القديمة... لأطول وقت ممكن

خطوات للاستفادة منها أو استبدالها أو إصلاحها

الاقتصاد شعار أكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم فوق شريحة إلكترونية (رويترز)

أزمة لأكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم بسبب هاتف «هواوي» الجديد

علّقت شركة تصنيع أشباه الموصّلات التايوانية «تي إس إم سي»، شحناتها إلى شركة تصميم الرقائق الصينية «سوفغو» بعد العثور على شريحة خاصة بها في معالج «هواوي» الحديث.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق تحوّلت الهواتف الذكية بما فيها من تطبيقات إلى إدمان العصر (رويترز)

كيف تقطع يدك الافتراضية... 7 خطوات للحدّ من الإدمان على الهاتف

باتت الهواتف الذكية امتداداً لليَد البشريّة، وكأنها يدٌ جديدة التصقت بها. العيون لا تفارقها ليل نهار، فهل من سبيل للتخفيف من هذا الإدمان المستجدّ؟

كريستين حبيب (بيروت)

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
TT

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تنتهي اليوم فعاليات مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» (Microsoft Ignite) السنوي في مدينة شيكاغو الأميركية، بحضور تجاوز 14 ألف زائر، الذي استعرضت «مايكروسوفت» خلال أيامه الثلاثة أكثر من 80 خدمة ومنتجاً وميزة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي بخدمة الموظفين

طوّرت الشركة خدمة «مايكروسوفت 365 كوبايلوت» (Microsoft 365 Copilot) الخاصة بالشركات، مقدمة «أفعال كوبايلوت» (Copilot Actions) التي تسمح بأتمتة المهام اليومية في مجال العمل بأوامر بسيطة، مثل الحصول على ملخص اجتماعات «تيمز» (Teams) في ذلك اليوم أو إعداد التقارير الأسبوعية أو تلخيص ما الذي يجب القيام به حسب الرسائل الواردة إلى بريد المستخدم والاجتماعات التي حدثت قبل عودته من إجازته السنوية، وغيرها.

 

 

«عملاء مايكروسوفت»

كشفت الشركة كذلك ميزة «عملاء مايكروسوفت» (Microsoft Agents) التي تسمح بالبحث في ملفات الشركة وتحليلها والإجابة على أسئلة الموظفين أو العملاء بكل خصوصية، وتلخيص النتائج بهدف تسريع اتخاذ قرارات العمل. وتعمل هذه الميزة في خدمة «شيربوينت» (SharePoint) لكل شركة.

 

 

 

المترجم الفوري

ويمكن لعميل ذكاء اصطناعي اسمه «المترجم الفوري» (Interpreter) ترجمة محادثات الاجتماعات المرئية في «تيمز» بهدف كسر الحواجز اللغوية والتركيز على جوهر الاجتماع، مع القدرة على محاكاة صوت المستخدم بلغة الطرف الثاني. ويمكن لعميل ذكي آخر اسمه «المُيَسِّر» (Facilitator) تلخيص اجتماعات «تيمز» وأتمتة إدارة المشاريع عبر جميع مراحلها. كما يستطيع بعض عملاء الذكاء الاصطناعي مساعدة الموظفين على حلّ مشاكلهم التقنية دون الحاجة للعودة إلى قسم الدعم الفني، والإجابة على أسئلتهم المتعلقة بسياسات الشركة والموارد البشرية والمشتريات، وغيرها.

الذكاء الاصطناعي رفيق المبرمجين

ولتسهيل تضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامج الشركات والأفراد، تقدم «مايكروسوفت» ما تسميه بـ«مسبك آجور للذكاء الاصطناعي» (Azure AI Foundry) الذي يوفر مجموعة برمجية للذكاء الاصطناعي وبوابة لتطوير عملاء الذكاء الاصطناعي.

وتوفر هذه المجموعة البرمجية أكثر من 25 قالباً مسبق الإعداد (Template) للذكاء الاصطناعي تسمح بتطوير تطبيقات مدعومة بهذه التقنية وتبسيط عملية البرمجة ونشرها عبر منصات «غيتهاب» (Github) و«فيجوال ستوديو» (Visual Studio) و«كوبايلوت ستوديو» (Copilot Studio). وتسمح البوابة للمبرمجين اكتشاف خدمات وأدوات ونماذج ذكاء اصطناعي تناسب احتياجاتهم واحتياجات الشركات التي يعملون لديها.

حماية المستخدمين

حذّرت «مايكروسوفت» أن عدد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف سرقة كلمات السرّ قد ارتفع خلال آخر 3 أعوام من 579 إلى أكثر من 7000 هجمة في كل ثانية، مع مضاعفة العدد في آخر سنة، ما يضع سبل الحماية التقليدية في موضع لا يسمح لها اللحاق بتقدم القراصنة.

مبادرة المستقبل الآمن

هذا الأمر يتطلب إعادة تطوير عملية حماية المستخدمين، ما دفع الشركة إلى إطلاق «مبادرة المستقبل الآمن» (Secure Future Initiative) التي طلبت من 34000 مهندس العمل على أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية وتطوير مقاومة البرامج ونظم التشغيل وأجهزة المستخدمين لطوفان الهجمات الرقمية الذي تتسارع وتيرته في كل يوم.

وكشفت كذلك عن عملها على تطوير «مايكروسوفت سيكيوريتي إكسبوجر مانجمنت» (Microsoft Security Exposure Management) الذي يقوم بتحليل آلية تواصل الأجهزة المختلفة والبيانات والهوية الرقمية والشبكات، بعضها مع بعض، داخل بيئة العمل واكتشاف العلاقات بينها وعرض مسار الاختراقات الممكنة لأي قرصان إلكتروني، وذلك لاكتشاف نقطة الضعف في البيئة المعقدة التي يمكن للقراصنة الدخول منها، وتوقع هدفهم وتتبع المسار المفترض لهم عبر الأجهزة المختلفة للوصول إلى الهوية الرقمية أو البيانات الحساسة، ومن ثم حماية ذلك المسار بشكل استباقي على صعيد سدّ الثغرات في الأجهزة أو البرامج أو نظام التشغيل أو الشبكة، وغيرها من العوامل الأخرى. كما يستطيع هذا المشروع التأكد من سلامة الاحتياطات الأمنية للفريق التقني داخل الشركة.

وأطلقت الشركة نظام «مايكروسوفت سيكيوريتي كوبايلوت» (Microsoft Security Copilot) المدعوم بالذكاء الاصطناعي للقيام بالوظائف الأمنية باستخدام الذكاء الاصطناعي بكل سلاسة وسهولة، حيث أظهرت الدراسات انخفاض معدل مدة حلّ المشاكل الأمنية لدى استخدام هذا النظام بنحو 30 في المائة.

أجهزة الذكاء الاصطناعي

واستعرضت الشركة أول جهاز من فئته، مصنوع خصيصاً للاتصال بأمان مع خدمة «ويندوز 365» السحابية، اسمه «ويندوز 365 لينك» (Windows 365 Link).

الجهاز بسيط وآمن، وسيتم إطلاقه في أبريل (نيسان) 2025 المقبل، بسعر 349 دولاراً أميركياً، ويسمح للمستخدمين بالعمل بأمان مع نظام التشغيل «ويندوز» السحابي بكل سرعة وموثوقية.

ولا يقوم الجهاز بتخزين أي بيانات داخله، ولا يقوم بتثبيت أي برامج فيه، مع تقديم وحدة معالجة للذكاء الاصطناعي مدمجة فيه لتسريع التفاعل مع البيانات والحصول على النتائج بكل سلاسة.

 

تحليل علوم الأرض

وعلى الصعيد نفسه، تعاونت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» مع «مايكروسوفت» لتطوير أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي اسمها «كوبايلوت الأرض» (Earth Copilot) تهدف إلى تبسيط عملية تحليل البيانات المرتبطة بعلوم الأرض التي تجمعها الأقمار الاصطناعية الخاصة بـ«ناسا». وسيتم نشر هذه البيانات المعقدة للجميع بهدف مشاركة المعلومات المهمة مع العلماء والباحثين والطلاب والمدرسين وصناع السياسات وعموم الناس.

وستستخدم الوكالة خدمة «آجور أوبين إيه آي» (Azure OpenAI Service) لتذليل العقبات التقنية وتمكين المجموعات المختلفة للمستخدمين من التفاعل مع البيانات العلمية لكوكب الأرض، ما يدل على الأبواب التي يفتحها الذكاء الاصطناعي لتسهيل وتبسيط عملية التعليم والبحث وتحليل مجموعات البيانات الضخمة في المجالات العلمية وسنّ السياسات، وفي مجالات الزراعة والتخطيط الحضري والاستجابة في حالات الكوارث، وغيرها.

ويمكن زيارة الموقع من هذا الرابط: www.earthdata.nasa.gov/dashboard