محمد عبده ورابح صقر يقصان شريط الحفلات الغنائية للعائلات في السعودية

الحضور تجاوز 6 آلاف... والحفلات ستستمر بعد عيد الفطر

فنان العرب محمد عبده يقدم مجموعة من أشهر أغانيه
فنان العرب محمد عبده يقدم مجموعة من أشهر أغانيه
TT

محمد عبده ورابح صقر يقصان شريط الحفلات الغنائية للعائلات في السعودية

فنان العرب محمد عبده يقدم مجموعة من أشهر أغانيه
فنان العرب محمد عبده يقدم مجموعة من أشهر أغانيه

شهدت مدينة جدة أول من أمس ليلة وصفت بـ«التاريخية»، حيث شهد جمهور تجاوز 6 آلاف متفرج الوقوف الأول لفنان العرب محمد عبده والفنان السعودي رابح صقر أمام جمهور مقسم بين النساء والرجال في مدينة جدة «غرب السعودية» وسط سعادة كبيرة من النجمين. وقال فنان العرب لحظة صعوده للمسرح إنه في قمة سعادته وهو يشاهد الجمع الكبير من الجمهور الحاضر مختصراً كلماته للجمهور قائلاً: «مرحبا بكم في الوطن».
بينما وصف صقر منظر الحضور الجماهيري بـ«المبهر»، معرباً عن سعادته الكبيرة وهو يقف في بلده ليغني للجميع نساء ورجالا. الحفل الذي أقيم في الصالة الرياضية المغلقة بمدينة الملك عبد الله الرياضية «الجوهرة المشعة» هو باكورة أولى حفلات الهيئة العامة للثقافة ممثلة باللجنة الفنية والتي تعاقدت أخيرا مع شركة روتانا للصوتيات والمرئيات ممثلة في رئيسها سالم الهندي على تنظيم 100حفلة وأمسية ثقافية وفنية.
واستهل الحفل الغنائي بفنان العرب الذي صعد على المسرح عند الساعة التاسعة والنصف أول من أمس مقدماً عدة وصلات غنائية بين القديم والجديد بقيادة المايسترو هاني فرحات ومشاركة العازف محمود سرور في تقديم الوصلات مع «الكمنجة» وسط ترحيب حار من الحضور.
ويبدو أن السعادة الكبيرة التي كان يعيشها فنان العرب محمد عبده وهو يشاهد حلمه الذي كان يطالب به مرارا قد تحقق وهو يقف أمام عوائل مدينته جدة وأثرت تلك السعادة إيجابيا على أدائه في المسرح حيث كان في قمة انسجامه وسلطنته وقدم أجمل روائعه الفنية، فيما حرص على إعطاء فرصة بين الحين والآخر للجمهور لمشاركته الغناء حيث غنى جملة من أغانيه منها «أخطيت» و«على البال» و«مذهلة» و«اختلفنا» «وليلة خميس» و«مستجيب للداعي» و«بنت النور» واختتم وصلته برائعته الوطنية «فوق هام السحب».
أما رابح صقر فأراد أن يكون دخوله مختلفا ويرحب بجمهور بلده بطريقة مختلفة حيث بدأ بعمله الوطني «أنت ملك» وهي إحدى أغانيه الوطنية الجديدة التي حظيت بنجاح جماهيري كبير في الفترة الأخيرة وهي من كلمات الشاعر واحد، وسط هتاف كبير من الحضور.
وكذلك شهدت وصلة الفنان رابح صقر تفاعلا كبيرا من الجمهور الذي شاركه في أداء معظم أغانيه بعد أن حرص الفنان الملقب بموسيقار الخليج على اختيار جميع الأغاني التي يفضلها جمهوره وكان يردد لهم بين وصلاته الغنائية «راح أرضيكم كلكم».
وتنوعت فقرة موسيقار الخليج بين الأغاني الهادئة ليعود لمخاطبة الجمهور «نكمل هذا الهدوء ولا نقلع» ليشاطره الحضور «نقلع» ليبدأ في تقديم أغانيه الحماسية التي أشعلت مدرجات الحفل واستمر غناء رابح صقر حتى الساعة الثانية والنصف صباحا بمزيج من أغانيه الهادئة والحماسية ومنها «راح وما رجع» و«ابد يعني» و«سقى الله زمان راح» و«خلاص» و«قالوا الحب أعمى» واختتم وصلته بـ«منتهى الرقة».
وشهد الحفل تنظيما رائعا من شركة روتانا وقدم الحفل المذيع فهد الشليل. فيما أكد سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة روتانا لـ«الشرق الأوسط» أن الحفلات ستتوقف استعدادا لشهر رمضان وستستمر خلال العيد وفترة الصيف بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين لإحياء الحفلات الجماهيرية في مختلف مناطق المملكة، حيث سيشارك فيها أكبر وأهم نجوم الغناء الخليجي والعربي.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».