دراسة تؤكد فشل محاولات إسرائيل خفض عدد الفلسطينيين في القدس

TT

دراسة تؤكد فشل محاولات إسرائيل خفض عدد الفلسطينيين في القدس

أظهرت نتائج بحث إحصائي أجراه معهد القدس الإسرائيلي أن الهجرة السلبية لليهود من المدينة المقدسة ما زالت مستمرة، وأن المشاريع الإسرائيلية الرامية إلى خفض عدد الفلسطينيين في المدينة لصالح اليهود فشلت، بسبب الارتفاع الملحوظ في أعداد الفلسطينيين مقارنة بنسب عدد اليهود.
وبينت هذه الدراسة، التي أصدرها «معهد القدس» الإسرائيلي، بمناسبة «يوم القدس» الذي يحتفل به الإسرائيليون في ذكرى احتلال القدس وبقية المناطق الفلسطينية والعربية منذ سنة 1967، أنه حتى نهاية سنة 2016، كان يعيش في مدينة القدس 882.700 نسمة، نحو 62 في المائة منهم يهود، مقابل 38 في المائة عرب. وفي حين ارتفع عدد اليهود بنسبة 2 في المائة سنوياً، فإن عدد العرب يرتفع بنسبة 2.7 في المائة سنوياً.
كما بينت أن «الهجرة السلبية» (عدد الذين يغادرونها الأكثر من الوافدين إليها) لا تزال تتواصل في المدينة. وقد كان «ميزان الهجرة» في عام 2016 سلبياً أيضاً، حيث وصل عدد المغادرين للمدينة إلى 8 آلاف شخص، وهو الأعلى مقارنة بالسنتين السابقتين، حيث وصل في سنة 2014 إلى 6700 مغادر. وفي سنة 2015، وصل إلى 7900 شخص. كما تبين أن اليهود الذين يغادرون القدس يتوجهون إلى مدينة «بيت شيمش» المجاورة لها، التي وصل إليها 1970 شخصاً، تليها تل أبيب بـ1540 شخصاً، ثم بلدة بيتار عيليت، المعروفة كبلدة للمتدينين المتشددين، بـ1050 شخصاً، ثم مستوطنة جبعات زئيف بـ920 شخصاً، وموديعين بـ560 شخصاً. كما اختار 41 في المائة من الذين غادروا القدس الانتقال إلى بلدات قريبة منها، غالبيتهم لا يزالون يعملون فيها.
وأشارت الدراسة إلى أن نسبة رضا اليهود عن مستوى العيش في القدس أقل من رضا سكان بقية المدن الإسرائيلية، حيث وصلت في القدس إلى 74 في المائة، مقارنة بالمعدل القطري الذي يصل إلى 83 في المائة، و83 في المائة في حيفا، و91 في المائة في تل أبيب.
وأظهرت الدراسة أيضاً أن نسبة الولادة في أوساط اليهود بالقدس لا تزال أعلى من نسبة الولادة لدى العرب، وكانت أعلى نسبة في حي «مئه شعاريم». ومع ذلك، فإن عدد اليهود ينخفض بسبب الهجرة السلبية.
جدير بالذكر أنه جرى توسيع مدينة القدس، لتشمل القرى الفلسطينية المجاورة، والمستوطنات المحيطة بها، بهدف رفع نسبة اليهود في المدينة، وتوسيع منطقة نفوذ بلدية الاحتلال في المنطقة. وأشارت المعطيات إلى أنه جرى في السنة الأخيرة استكمال بناء 3.928 وحدة سكنية، تشكل 8 في المائة من عدد الوحدات السكنية التي استكملت في إسرائيل. كما أظهرت المعطيات أن نسبة المشاركة في القوة العاملة في القدس وصلت إلى 54 في المائة، مقارنة بالمعدل القطري 66 في المائة، وذلك بسبب نسبة المشاركة المنخفضة في العمل وسط أكبر شريحتين: العرب واليهود «الحريديين»، حيث تبين أن 20 في المائة من النساء العربيات فقط عاملات، مقابل 59 في المائة من الذكور اليهود الحريديين، و70 في المائة من النساء اليهوديات الحريديات.
ويعتبر معدل النفقات الشهرية للفرد الواحد في القدس منخفضاً مقارنة بباقي المدن، حيث يصل إلى 3600 شيقل شهرياً (الدولار يعادل 3.6 شيقل)، مقارنة بالمعدل القطري الذي يصل إلى 4800 شيقل، و7700 في تل أبيب، و5900 شيقل في حيفا.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».