توقعات بتراجع التضخم في مصر إلى 12.4% خلال 2019

توقعات بتراجع التضخم في مصر إلى 12.4% خلال 2019
TT

توقعات بتراجع التضخم في مصر إلى 12.4% خلال 2019

توقعات بتراجع التضخم في مصر إلى 12.4% خلال 2019

توقع بنك «بي إن بي باريبا» أن يتراجع متوسط التضخم في مصر خلال العام المالي 2019 إلى 12.4% مقابل 21.2% للعام المالي الحالي، ورجح أن يستمر البنك المركزي في تيسير السياسات النقدية بحيث تنخفض الفائدة بنحو 4% خلال 2018.
وقال البنك الفرنسي في ورقة بحثية، إن متوسط التضخم في مصر ارتفع خلال العام المالي 2017 إلى 23.3%، مقابل 10.2% في العام السابق، مدفوعاً بعدة عوامل أبرزها تعويم العملة المحلية الذي أسهم في رفع تكاليف المنتجات المستوردة خصوصاً الأغذية مما زاد من الضغوط التضخمية.
وكان البنك المركزي المصري قد رفع يده تماماً عن حماية العملة المحلية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، مما أفقد الجنيه أكثر من نصف قيمته أمام الدولار، وسعى «المركزي» لكبح التضخم الناتج عن التعويم عبر زيادات متتالية في أسعار الفائدة بلغت 7%.
ومع هدوء وتيرة التضخم، اتجه «المركزي» خلال 2018 إلى تخفيض أسعار الفائدة بنسبة 2%، على مرحلتين، وهو التوجه الذي يرجح «بي إن بي باريبا» أن يستمر خلال الأشهر القادمة. فعلى الرغم من الارتفاع المتوقع في أسعار بنود الطاقة خلال 2018 نتيجة تقليص دعم الوقود والكهرباء، فإن البنك الفرنسي يرى أن أثر هذه الخطوة لن يكون كبيراً إلى الدرجة التي تجعل التضخم يرتفع عن مستهدفات البنك المركزي، ببلوغ متوسط 13% في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، إلا أن البنك يحذّر من أن ارتفاع أسعار النفط العالمية بأكثر من التوقعات قد يجعل التضخم يتجاوز المستوى الذي يستهدفه «المركزي».
وتستهدف الحكومة المصرية خفض ميزانية دعم المواد البترولية خلال العام المالي القادم من 120.9 مليار جنيه (6.83 مليار دولار) إلى 89 ملياراً (5 مليارات دولار)، وخفض ميزانية دعم الكهرباء من 30 مليار جنيه (1.7 مليار دولار) إلى 16 ملياراً (900 مليون دولار) ضمن خطة لإعادة هيكلة دعم الطاقة.
وأحد الأسباب الرئيسية التي تجعل البنك المركزي حريصاً على خفض الفائدة هو تأثير الزيادة الأخيرة على نشاط الإقراض، ويقول «باريبا» إن النمو الحقيقي في الإقراض للقطاع الخاص بالعملة المحلية كان سلبياً بدءاً من نوفمبر 2016، وأصبح إيجابياً فقط في ديسمبر 2017.
وحسب البنك، فإن معدلات نمو الإقراض للقطاع الصناعي والخدمات كانت إيجابية في 2017 (نحو 5%)، وتوجهت بشكل رئيسي إلى تمويل نفقات رأس المال العامل، وإن كان ارتفاع العائد على الودائع مثبطاً للنشاط الإنتاجي، كما انخفض إقراض الأسر بشكل حاد بنسبة 11%.
ويرجح «باريبا» أن الطريق ممهد أمام «المركزي» لتخفيض الفائدة مع هدوء العوامل المحفزة للتضخم، والتي كان من أبرزها تدفقات النقد الأجنبي لاستثمارات المحفظة التي زادت بقوة بعد التعويم وأسهمت في زيادة المعروض النقدي، لكن وتيرة نموها تراجعت تدريجياً خلال الفترة الأخيرة.
ويوضح البنك أن التدفق القوي لاستثمارات الأجانب في الديون المصرية بعد رفع الفائدة، بجانب زيادة النقد الأجنبي في الجهاز المصرفي بعد أن قرب التعويم سعر العملة في المنافذ الرسمية مع سعرها في السوق السوداء، أسهما في نمو المعروض النقدي بوتيرة متسارعة.
ويقول البنك في هذا السياق إن زيادة الضغوط على المعروض النقدي من المرجح أن تقل مع تباطؤ تدفق رؤوس الأموال الأجنبية، علاوة على تعهد وزارة المالية بالتراجع عن الاعتماد على التمويل من العجز المالي للبنك المركزي، وتحسن الموازين العامة الذي يرجح أن يقلل من الاحتياجات التمويلية للدولة.
وكان إجمالي الأرصدة القائمة للعملاء الأجانب في أذون الخزانة الحكومية قد ارتفع بقوة من 532 مليون جنيه في يونيو (حزيران) 2016 إلى 176.8 مليار جنيه في يونيو 2017. لكن وتيرة نموها هدأت تدريجياً لتزيد من 319.9 مليار جنيه في ديسمبر الماضي إلى 352.3 مليار جنيه في يناير (كانون الثاني) 2018.


مقالات ذات صلة

مصر: نظام ضريبي جديد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لجذب ممولين جدد

الاقتصاد وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)

مصر: نظام ضريبي جديد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لجذب ممولين جدد

أكد وزير المالية المصري، أحمد كجوك، أن أولويات بلاده المالية والضريبية تُشكِّل إطاراً محفّزاً للاستثمار، ونمو القطاع الخاص في الاقتصاد المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أعلام الدول الأعضاء المؤسسين لمنظمة «بريكس»: البرازيل وروسيا والصين وجنوب أفريقيا والهند (رويترز)

نيجيريا تنضم إلى مجموعة «بريكس» بوصفها دولة شريكة

أعلنت البرازيل، الرئيس الحالي لمجموعة «بريكس» للاقتصادات النامية، انضمام نيجيريا إلى المجموعة بوصفها «دولة شريكة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعمال حفر البئر الاستكشافية «نفرتاري - 1» بمنطقة امتياز شمال مراقيا بالبحر المتوسط (وزارة البترول المصرية)

«إكسون موبيل» تعلن اكتشاف مكامن للغاز الطبيعي قبالة سواحل مصر

أعلنت شركة «إكسون موبيل»، الأربعاء، أنها اكتشفت مكامن غاز طبيعي قبالة سواحل مصر، بعد نجاحها في حفر بئر استكشافية في البحر الأبيض المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال لقائه مهندسين وفنيين في حقل ريفين البحري (وزارة البترول المصرية)

مصر: «بي بي» تنتهي من حفر بئرين لإنتاج الغاز بحقل «ريفين» البحري

أعلنت وزارة البترول المصرية، الأحد، انتهاء شركة «بي بي» البريطانية، بنجاح، من أعمال الحفر واستكمال الآبار، للبئرين الإضافيتين بحقل غاز «ريفين» بالبحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

واصل القطاع الخاص غير النفطي بمصر انكماشه خلال ديسمبر في الوقت الذي تدهورت فيه ظروف التشغيل مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل بثمانية أشهر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

العالم على موعد مع أطول ناطحة سحاب في السعودية

42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
TT

العالم على موعد مع أطول ناطحة سحاب في السعودية

42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج

تتسارع الخطى نحو تشييد «برج جدة» بالمدينة الساحلية (غرب السعودية) والذي سيكسر حاجز الكيلومتر في الارتفاع ليصبح أطول برج في العالم عند اكتماله بعد مضي 42 شهراً، أي في عام 2028، ليجسّد الابتكار الهندسي والتقدم التكنولوجي ويصبح علامة فارقة على خريطة المباني الإيقونية العالمية.

«برج جدة» تحت الإنشاء والعمل على قدم وساق للانتهاء في الوقت المحدد

وأُعلن الاثنين، رسمياً استئناف أعمال بناء البرج وصبّ الخرسانة في الرمز العالمي للطموح والتقدم، بحضور الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة «المملكة القابضة»، والمهندس طلال الميمان، الرئيس التنفيذي لشركة «المملكة القابضة»، والشيخ يسلم بن لادن (مجموعة بن لادن)، والمهندس حسن شربتلي شركة (قلاع جدة للاستثمار العقاري المحدودة)، ومحمد القطري شركة (أبرار العالمية المحدودة).

وأشار الأمير الوليد بن طلال إلى الدعم الذي حظي به «مشروع برج جدة» من الحكومة في سياق رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، عن أهمية الشراكات في المشروع، حيث قال: «الحكومة، بقيادة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، قدّمت دعماً كبيراً لـ(شركة بن لادن) المسؤولة عن تنفيذ المشروع. تم تسديد معظم قروض الشركة؛ ما عزز قدرتها على إدارة وإنجاز المشروع بكفاءة»، لافتاً إلى أن هذا الدعم عكس حرص الدولة على دعم المشاريع الوطنية العملاقة.

وأضاف: «اليوم نعلن رسمياً عن بدء المشروع الخاص باستكمال بناء (برج جدة)، الذي سيصبح الأطول في العالم. وقد تم اليوم البدء في صبّ الخرسانة للدور الـ64، وخلال فترة قصيرة سيتم الانتهاء من بناء دور واحد كل 4 أيام، وذلك حسب الخطة المتفق عليها. إذا سارت الأمور كما هو مخطط»، مشيراً إلى أن المشروع سيكتمل خلال 42 شهراً.

وأوضح أن المشروع يتماشى مع «رؤية 2030» التي أعلن عنها ولي العهد السعودي، مبيناً أن البرج هو جزء من منظومة متكاملة تبلغ مساحتها الإجمالية 5.3 مليون متر مربع، لافتاً إلى أن الجزء الأول الذي يضم البرج يغطي مساحة 1.3 مليون متر مربع. وعند اكتمال المشروع، ستتجاوز استثمارات المشروع حاجز 100 مليار ريال، ومتوقعاً أن يستوعب البرج بين 75 ألفاً و100 ألف نسمة عند اكتماله.

وبيّن أنّ تمويل المشروع يأتي من مصادر متنوعة تشمل التمويل البنكي والمبيعات المقدمة، سواء على المخططات أو على الواقع، وكذلك عبر تمويل المشروع جزئياً من قِبل المالكين أنفسهم. وقال: «لا يوجد أي قلق حول موضوع التمويل، حيث نتعامل مع بنوك عالمية معروفة ولدينا سجل طويل معها».

وعن المزايا والتكنولوجيا المستخدمة، قال الأمير الوليد: «البرج يعتمد على تقنيات متقدمة جداً، بعضها قيد التطوير خصيصاً لهذا المشروع. على سبيل المثال، سيتم استخدام تقنيات جديدة لنقل الخرسانة إلى ارتفاعات تصل إلى 1000 متر. والتصميم النهائي للبرج سيجعل منه تحفة معمارية متميزة على مستوى العالم. والنقطة الأعلى في البرج ستكون أكثر من 1000 متر، لكن الرقم النهائي سيتم الكشف عنه لاحقاً».

جانب من المؤتمر الصحافي (تصوير: غازي مهدي)

وأكد الأمير الوليد بن طلال أن التأثير المتوقع للمشروع يحدث حالياً، حيث ينعكس إيجابياً بشكل هائل على المناطق المحيطة به، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الأراضي المحيطة به بشكل ملحوظ، مؤكداً أن المشروع سيكون مركزاً عالمياً يجذب المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين.

وقال: «نحن بصفتنا مالكين، ممثلين في شركة (المنطقة الثابتة)، و(مجموعة بخش)، و(مجموعة شربتلي)، نهدي هذا المشروع العظيم إلى القيادة السعودية وشعبها. وهذا البرج ليس مجرد بناء، بل هو رمز للنهضة والتطور الذي تعيشه المملكة، وفخر جديد يُضاف إلى إنجازاتها».

من جهته، قال المهندس طلال الميمان، الرئيس التنفيذي لـ«شركة المملكة القابضة» خلال حفل استئناف أعمال بناء البرج: «يمثل حفل اليوم تجسيداً لرؤية تطلبت سنوات من العمل. وسيكون (برج جدة) منارة للابتكار ومحفزاً للنمو».

ومن المتوقع أن يوفر المشروع فرص عمل كبيرة خلال مراحل البناء وما بعدها.