رئيس {السياحة والآثار}: قريبا.. نظام حكومي للعناية بحماية الآثار ومنع طمسها واستغلالها

بحضور الأمير سلطان بن سلمان.. أمير منطقة المدينة المنورة يفتتح الملتقى العمراني الثالث

الأمير سلطان بن سلمان خلال تدشين أولى جلسات ملتقى التراث العمراني في المدينة المنورة أمس (واس)
الأمير سلطان بن سلمان خلال تدشين أولى جلسات ملتقى التراث العمراني في المدينة المنورة أمس (واس)
TT

رئيس {السياحة والآثار}: قريبا.. نظام حكومي للعناية بحماية الآثار ومنع طمسها واستغلالها

الأمير سلطان بن سلمان خلال تدشين أولى جلسات ملتقى التراث العمراني في المدينة المنورة أمس (واس)
الأمير سلطان بن سلمان خلال تدشين أولى جلسات ملتقى التراث العمراني في المدينة المنورة أمس (واس)

انطلقت أمس فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني المقام في منطقة المدينة المنورة, بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، حيث رعاه وافتتحه الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة بجامعة طيبة بالمدينة المنورة.
ويناقش الملتقى جملة من قضايا التراث العمراني في المملكة والمدينة المنورة على وجه الخصوص، فيما سيعرض 36 بحثا علميا لأكثر من 100 مشارك من العلماء والباحثين في المجال العمراني.
وقال الأمير سلطان بن سلمان أن هناك نية لتأسيس مركز للتراث الإسلامي في منطقة المدينة المنورة، موضحا ان هذه الفكرة أطلقها الأمير فيصل بن سلمان قبل شهرين في احد الملتقيات، كما افتتح أمير منطقة المدينة المنورة المعرض المصاحب للفعالية، حيث شاهد رئيس الهيئة للسياحة والأمير فيصل بن سلمان والحضور، صورا قديمة تمثل أحياء المنطقة وشوارعها ومنازلها التراثية.
وحول الملتقى، أكد الأمير سلطان بن سلمان خلال كلمة مرتجله، أن التراث والآثار تحولت في الآونة الأخيرة من هم خاص عند المسؤولين والمهتمين في هذا الجانب إلى مهمة وطنية يتقدم لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بنفسه، لافتا إلى النية لاستصدار نظام قريبا يعنى بحماية الآثار ومنع طمسها وإستغلالها.
واستطرد الأمير سلطان بن سلمان بالقول إن الاستثمار في الآثار، يحول المناطق التي يعتقد البعض انها «خربة» الى ما يشبه آبار النفط في قدرتها على العطاء الاستثماري، مشددا على انه لم يعد يتقبل ان تسمى المناطق التاريخية بالمناطق القديمة أو باسم ينتقص من أهميتها.
وأضاف الأمير سلطان بن سلمان، بأن الشعار الدائم الذي سيبقى للنسخ القادمة من ملتقى التراث العمراني هو «من الاندثار إلى الازدهار}، كاشفا أن النسخة القادمة للملتقى ستقام في منطقة عسير.
من جهة أخرى قال الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، لـ«الشرق الأوسط»، أن الهيئة تعمل خلال الفترة الراهنة على دراسة يتم من خلالها إتاحة مشاريع كبرى للاستثمار أمام القطاع الخاص، على غرار مشروع «العقيرة» الذي جرى إطلاقه في فترة سابقة، لافتا إلى أن هيئة السياحة لا تفرق في مجال الاستثمار بين المستثمرين المحليين والخارجيين، بحسب الضوابط المقررة من قبل الدولة، خاصة فيما يتعلق بالمستثمر الأجنبي.
وقال الأمير سلطان بن سلمان إن هيئة السياحة ستبدأ في الفترة المقبلة مرحلة التنفيذ، مشيرا إلى أن مرحلة البناء والإنشاء تأخرت كثيرا لأسباب خارجة عن إرادة الهيئة، والتي من أهمها: ضعف التمويل.
وتوقع رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن يكون التمويل جيدا في العام المقبل للمشاريع التي تقوم بها الهيئة، داعيا شركاء الهيئة من المؤسسات الحكومية والخاصة، إلى مضاعفة التمويل خلال العام المقبل، مدللا على ذلك بما قامت به وزارة الشؤون البلدية والقروية التي ضخت نحو 800 مليون ريال العام الماضي في مواقع التراث العمراني، وهو رقم غير مسبوق، خاصة أن هذه المباني كانت في وقت سابق تزال، والآن تحسن وترمّم وتعاد لها الحياة.
وأردف أنه اجتمع في الأيام الماضية مع مسؤولي البنك السعودي للتسليف والادخار، وتباحث معهم حول تجديد الاتفاقية مع البنك التي سيعلن عنها قريبا، والتي تهدف إلى التوسع في الإقراض لمشاريع التراث العمراني، خاصة في القرى التراثية، موضحا أن التمويل أساس انطلاق المشاريع، لافتا إلى أن العام القادم سيكون عام السياحة الوطنية.
وعن إطلاق الشرطة السياحية، قال الأمير سلطان بن سلمان «نحن ننظر لمواضيع الأمن السياحي باهتمام، والقضية ليست في المسمى، ونعمل مع وزارة الداخلية على ذلك، وفي الوقت الراهن ندرب أفرادا في كلية الملك فهد الأمنية، ولا بد أن ندرك أن منسوبي الأمن هم مواطنون يتعاملون بأسلوب راق، وقد أنجز في هذه المهمة نحو 50 في المائة»، مشيرا إلى أن هناك توسعا في مجال استكشاف الآثار وتوسعا في الحركة السياحية داخل البلاد، ونحن نتباحث في هذا السياق مع وزير الداخلية للمرحلة القادمة وما تحتاج إليه هذه المرحلة.
وعلى هامش ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث المنعقد في المدينة المنورة، وقّع الأمير سلطان بن سلمان، والدكتور عدنان المزروع، مدير جامعة طيبة، مذكرة تعاون حول تنمية الموارد البشرية السياحية والآثار والمتاحف والتراث، إضافة إلى تطوير المواقع السياحية والاستثمار فيها.
وناقش اليوم الأول للملتقى العمراني الثالث، أهمية القيمة الثقافية والجمالية للتراث العمراني في المملكة وفي المدينة المنورة، ودور التراث العمراني في بناء الهوية الوطنية، إضافة إلى دور الجهات الحكومية والخاصة في تدريب المختصين والمجتمع المحلي في إعادة تأهيل وترميم المباني التراثية، مع تقييم الوضع الراهن للتعليم الجامعي في مجال التراث العمراني.
وقال الأمير سلطان «إننا نعتز كثيرا بالتراث الوطني، وبشكل خاص التراث الإسلامي، وأعلنت الهيئة العامة للسياحة والآثار ضمن منظومة من القرارات التي صدرت من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، عن برامج تنفيذية لهذه القرارات، من ضمنها: حصر جميع المواقع الأثرية والتراثية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ورفعت كل تلك المواقع التي رصدت إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، الذي هو أحرص الناس على المحافظة عليها».
وزاد أن أول اجتماع عقد للعناية بمواقع التاريخ الإسلامي حدث في مكة المكرمة، وسيعرض هذا البرنامج وملامحه وأبعاده المختلفة في ملتقى التراث العمراني الثالث، مؤكدا أن الهيئة جادة في تنفيذ هذا البرنامج للعناية بالمواقع الإسلامية والتاريخية، إذ تقرر بالتعاون مع هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة، تطوير مواقع ذات أولوية، مثل «جبل الثور، جبل النور، جبل أحد، وجبل بدر»، وإضافة مراكز للتوعية في تلك المواقع، ومراكز أخرى للزوار، ومتاحف تفاعلية تعرض قصة التاريخ الإسلامي بالشكل الصحيح المتوافقة مع الحقائق.
وأشار إلى أن الملتقى العمراني الثالث سيشهد الإعلان عن برنامج للهيئة مع جامعة أم القرى، والجامعة الإسلامية، لتدريب الأشخاص الذين سيعملون في هذه المراكز والمتاحف التفاعلية، لافتا إلى أن ميزانيتها تسير في المسار الصحيح، وقريبا ستكون هناك التصاميم ويبدأ التنفيذ.
وعن جائزة التراث العمراني، قال الأمير سلطان بن سلمان «إن الجائزة بدأت قبل تأسيس الهيئة العامة للسياحة والآثار من قبل مؤسسة التراث الخيرية»، مشيرا إلى أن الهيئة العامة للسياحة تحركت مع الجائزة والتوسع فيها، وكذلك التعليم، فلا بد أن نسجل كل التقدير للتعليم العالي والجامعات في دعم الجائزة التي تهدف إلى تحقيق تطلعات وطنية لإعادة التراث العمراني الوطني إلى قلوب المواطنين، خاصة طلاب كليات العمارة، وطلاب وطالبات كليات التصميم الداخلي.
وأضاف: «نرى اليوم مشاريع الطلاب وهي تعود إلى مكانها الصحيح، لأنها تعكس تراثنا الوطني، ونحن ننظر لهذا التراث على أنه مكون أساسي من مكونات الشخصية الوطنية، ومن مكونات المستقبل لمدننا، وعرفنا أنه لا يمكن أن نتحرك نحو المستقبل إلا أن يكون تراثنا حاضرا».
وشهد اليوم الأول من ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث، تكريم الفائزين بجائزة الأمير سلطان بن سلمان في دول مجلس التعاون الخليجي للدورة الخامسة للسنة الأولى، في فرع مشروع الحفاظ على التراث العمراني، وفرع التراث العمراني مناصفة، وفرع بحوث التراث العمراني.



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)