بيل كوسبي... نهاية حزينة لـ«الأميركي الحنون»

حكم بإدانة الممثل قد يدخله السجن عشر سنوات

بيل كوسبي يخرج من المحكمة بعد إدانته أول من أمس (أ.ف.ب)
بيل كوسبي يخرج من المحكمة بعد إدانته أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

بيل كوسبي... نهاية حزينة لـ«الأميركي الحنون»

بيل كوسبي يخرج من المحكمة بعد إدانته أول من أمس (أ.ف.ب)
بيل كوسبي يخرج من المحكمة بعد إدانته أول من أمس (أ.ف.ب)

نهاية حزينة لنجم أضحك الملايين وكان قريبا من العائلات إلى درجة أطلق عليه لقب «الأميركي الحنون» و«الأب الأميركي»، فقد أعلنت محكمة في مدينة نوريستاون بولاية بنسلفانيا أول من أمس حكما بإدانة الممثل الكوميدي بيل كوسبي بالاعتداء جنسيا على امرأة عام 2004 بعد تخديرها.
وبعد محاكمة استمرت ثلاثة أسابيع قد يواجه كوسبي (80 عاما) حكما بالسجن لما يصل إلى عشر سنوات لكل تهمة من بين ثلاثة اتهامات بالاعتداء العنيف غير اللائق على امرأة تدعى أندريا كونستاند (45 عاما)، وذلك حسب ما ذكرت «رويترز» أمس.
وظل كوسبي هادئا طوال المحاكمة لكنه انفجر بعد النطق بالحكم عندما طلب ممثلو الادعاء من القاضي احتجازه قائلين، إن هناك مخاوف من هروب كوسبي لأنه يملك طائرة.
ورد كوسبي بصوت مرتفع قائلا إنه لا يملك طائرة.
ومع قراءة نص القرار أطرق كوسبي واكتسى وجهه بالحزن، فيما بكت ليلي برنارد وهي امرأة أخرى تتهمه بالاعتداء عليها. وخلا وجه كونستاند من أي تعبير. وخارج قاعة المحكمة لوح كوسبي للجمع المنتظر ثم ركب سيارته تاركا لمحاميه التعليق على الحكم.
وأمس وبعد يوم من إعلان قرار المحكمة علقت كونستاند بالقول: «الحقيقة تسود»، وأشادت ثلاثة نساء أخريات اتهمن كوسبي بالقرار غير أن المتحدث باسم كوسبي قال لمحطة «إيه بي سي» إن الممثل في أحسن حال ويقضي بعض الوقت مع زوجته كاميل، وأنه ما زال يصر على براءته من التهم الموجهة له.
وقال القاضي ستيفن أونيل، إنه يمكن لكوسبي أن يظل طليقا بكفالة مليون دولار انتظارا لإصدار الحكم فيما بعد إذا سلم السلطات جواز سفره ولم يخرج من منزله.
وقال محامي الدفاع توماس ميسيرو للصحافيين «ستستمر المعركة»، مؤكدا أنه سيطعن ضد القرار.
ومن المتوقع صدور الحكم خلال ما يتراوح بين 60 إلى 90 يوما.
وعلى الرغم من احتمال صدور حكم بسجنه لما يصل إلى عشر سنوات لكل تهمة، فإن إرشادات الأحكام في الولاية تشير إلى السجن أقل من عشر سنوات.
وبإدانة كوسبي، تتهاوى صورة رجل أطلقت عليه يوما ما ألقاب مثل «الأميركي الحنون» لكن سمعته انهارت بعدما اتهمته نحو 50 امرأة باعتداءات مشابهة قبل عقود.
وكان كوسبي قد خضع للمحاكمة بالفعل في يونيو (حزيران) الماضي، لكن القاضي ستيفن أونيل أبطل القضية بعد أن تعذر على هيئة محلفين التوصل إلى قرار بالإجماع.
واستعان كوسبي بمحامين جدد لإعادة المحاكمة، من بينهم ميسريو، الذي اشتهر بدوره في تبرئة مايكل جاكسون من تهمة التحرش بالأطفال عام 2005، وكان من المقرر أصلا إعادة المحاكمة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولكن الفريق القانوني الجديد لكوسبي، طلب التأجيل لمنحهم الوقت لدراسة القضية.
وتقدمت أكثر من 50 امرأة أخرى باتهامات علنية لكوسبي بتخديرهن واغتصابهن، لكن المحاكمة ركزت فقط على اتهامات كونستاند، وهي موظفة سابقة في جامعة تيمبل في فيلادلفيا.
وشارك كوسبي في عدد من المسلسلات التلفزيونية الشهيرة في وقت خلت فيه شاشة التلفزيون من أي وجوه لممثلين أميركيين من أصل أفريقي. وقدم مسلسل (ذا كوسبي شو) الناجح بين عامي 1984 و1992.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».