ترمب يحذّر من معارضة الملف الأميركي لاستضافة «مونديال 2026»

TT

ترمب يحذّر من معارضة الملف الأميركي لاستضافة «مونديال 2026»

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء أول من أمس، دعمه للترشيح الأميركي الشمالي (الولايات المتحدة - المكسيك - كندا) لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2026، محذراً الدول التي تدعم الملف المغربي، المنافس الوحيد، من تداعيات سياسية، حسب تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية أمس.
وقال ترمب في تغريدة: «لقد قدمت الولايات المتحدة مشروعاً قوياً مع كندا والمكسيك بخصوص كأس العالم لعام 2026. وسيكون من العار أن تقوم الدول التي نساندها في جميع الظروف بمقاطعة الملف الأميركي. فلماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول عندما لا تدعمنا؟».
يذكر أن المغرب هو البلد الوحيد المنافس للملف الثلاثي المشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وسيختار الاتحاد الدولي (فيفا) البلد المضيف في 13 من يونيو (حزيران) المقبل في موسكو، عشية انطلاق نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
وحصل المغرب على دعم العديد من الدول البارزة خلال الأسابيع الأخيرة، بينها فرنسا التي قال رئيس اتحاد اللعبة بها نويل لو غرايت مطلع أبريل (نيسان) الحالي: «لا أرى نفسي لا أؤيد بلداً قريباً منا»، مضيفاً أن أفريقيا التي استضافت كأس العالم مرة واحدة فقط سابقاً، وكانت في جنوب أفريقيا، «غالباً ما أُهملت».
ويحظى المغرب بدعم كبير من الاتحادات التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، كما أن الرئيس الأخير أحمد أحمد دعا الاثنين في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أوروبا، إلى دعم الملف المغربي بقوله «صوتوا لنا، وسنصوت لكم في المرة المقبلة».
في المقابل، أكدت الدول العشر في أميركا الجنوبية دعمها «بالإجماع» للملف الأميركي الشمالي، في بيان مشترك، خلال اجتماع للاتحاد الأميركي الجنوبي (كونميبول).
ويعول الملف الثلاثي على 23 مدينة تم اختيارها ضمن لائحة أولية (بما في ذلك 4 مدن كندية و3 مكسيكية)، على أن تتضمن اللائحة النهائية 16 بملاعب يبلغ معدل طاقتها الاستيعابية 68 ألف متفرج، «مبنية وعملية». أما المغرب فيطرح إقامة المباريات على 12 ملعباً (من أصل لائحة أولية من 14 ملعباً) في 12 مدينة، منها خمسة ملاعب جاهزة سيتم تجديدها، وبناء ثلاثة أخرى حديثة.
وإثر صدور تصريحات ترمب، قال «الفيفا» في بيان إلى وكالة «رويترز»: «كقاعدة عامة لا يمكننا التعليق على تصريحات بعينها لها صلة بعملية الترشح لاستضافة البطولة. ويمكننا فقط الرجوع إلى قواعد الفيفا لاختيار البلد المضيف لنهائيات 2026، لا سيما مدونة القواعد الأخلاقية المدرجة فيها».
وتتضمن قواعد الترشح لاستضافة كأس العالم تحذيراً صريحاً ضد أي أنشطة تقوم بها حكومات دول ترغب في تنظيم البطولة «ربما تؤثر سلباً على نزاهة عملية تقديم ملفات الترشيح، وتحاول التأثير على عملية الاختيار».
ورفض مسؤولو ملف المغرب التعليق على تغريدة ترمب. لكن من المتوقع أن يحصل العرض المغربي على دعم قوي من دول أفريقيا والشرق الأوسط.
وأفاد عضو لجنة الترشيح المغربية لاستضافة مونديال 2026 فوزي لقجع أمس، بأن جولة خبراء من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في المغرب هذا الأسبوع «كانت ناجحة».
وأوضح لقجع، الذي يتولى أيضاً رئاسة الاتحاد المحلي لكرة القدم، أن الوفد ضم أربعة خبراء تقنيين «يمكن أن تستعين بهم» لجنة التقييم التابعة للاتحاد الدولي. وأجرت هذه الأخيرة مهمة تفتيش في المغرب الأسبوع الماضي بعد زيارة مماثلة قامت بها للولايات المتحدة وكندا والمكسيك، الدول الثلاث المنافسة للمغرب بملف ترشيح مشترك.
وأضاف لقجع أن زيارة وفد الخبراء، التي دامت يومين ونصف اليوم، واختتمت الخميس، «اطلعت على معطيات تقنية تخص الملاعب وخدمات الإيواء بتنسيق مع خبراء مغاربة»، دون أن يعطي تفاصيل عن المواقع التي زاروها.
وكان رئيس لجنة الترشيح المغربية مولاي حفيظ العلمي أوضح في تصريح صحافي، الأسبوع الماضي، أن لجنة التقييم سجلت ملاحظات حول عدم ملاءمة الملاعب التي تتضمن حلبات لألعاب القوى، للمعايير المعتمدة، وطرحت أسئلة حول خدمات الإيواء، وحول نموذج «الملاعب القابلة للتفكيك» التي يقترحها الملف المغربي والمشاريع المبرمجة في إطاره، مشيراً إلى أنها تلقت إجابات شفوية ومكتوبة عن هذه الملاحظات، وعبرت عن استعدادها لتزويد الجانب المغربي بتوضيحات ومعلومات مفيدة للملفين المتنافسين.
وكان المغرب الذي يتقدم للمرة الخامسة بترشيحه لاستضافة المونديال، قد وجه انتقادات إلى نظام التنقيط الذي سيعتمده «الفيفا» لتقييم ملفات الترشيح.


مقالات ذات صلة

«فيفا» يتبنى «إطاراً مؤقتاً» بشأن الانتقالات

رياضة عالمية جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» (أ.ب)

«فيفا» يتبنى «إطاراً مؤقتاً» بشأن الانتقالات

تبنى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الاثنين اعتماد «إطار مؤقت» بشأن قواعده المتعلقة بانتقالات اللاعبين.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.