تفاعل قضية حرمان مسلمة من الجنسية الفرنسية

تفاعل قضية حرمان مسلمة من الجنسية الفرنسية
TT

تفاعل قضية حرمان مسلمة من الجنسية الفرنسية

تفاعل قضية حرمان مسلمة من الجنسية الفرنسية

تفاعلت قضية حرمان السلطات الفرنسية جزائريةً مسلمةً من الحصول على جنسية البلاد، لرفضها مصافحة مسؤولين خلال مراسم حصولها على الجنسية. وانقسمت الآراء بين مؤيدين ومندّدين للقرار، خصوصاً فيما تشهده فرنسا خلال الفترة الأخيرة من تشدد السلطات في إجراءات منح الجنسية، أو الإقامة، لمهاجرين مسلمين تحديداً، ومع تصاعد حدّة الجدل بشأن «الإسلام»، وتعارضه مع الحياة المهنية، وعدم قدرة كثير من المسلمين على التأقلم والاندماج في المجتمع الفرنسي، حسبما يرى مطلعون. هذا بالإضافة إلى التصريحات الأخيرة للرئيس إيمانويل ماكرون، خلال مقابلة تلفزيونية حين قال بأنّ «الحجاب يتعارض مع الحياة المدنية في فرنسا». وفي قوله هذا تأكيد على فصل المسلمين عن المجتمع الفرنسي. في المقابل يرى آخرون أنّ حرمان المرأة من حقّها القانوني بالجنسية، هو تعدٍّ على حرية المعتقد والدين، خصوصاً في بلد مثل فرنسا يؤيّد حرّية المعتقد وممارسة جميع الشعائر الدّينية إن كانت لا تمسّ بالأمن العام، معتبرين أنّ السّيدة لم تتلفظ بأي كلمة تسيء لنظام الدّولة، وبالتالي لم تُهن أياً من المسؤولين في رفضها مصافحة أحد منهم، كما ذهبوا إلى أهمية مشاركة مسؤولين من النساء لتجنّب حوادث لا تعتبر معادية للمجتمع الأوروبي، بل ترتبط بأنماط حياة وتقاليد اجتماعية عاشوا عليها، ولا تضرّ بالتالي أي مجتمع آخر.
وعلى الرّغم من الطّعن الذي تقدمت به الجزائرية المتزوجة من فرنسي، فإنّ المحكمة الإدارية أيّدت حكم رفض منحها جواز السفر الفرنسي، وفق نص الحكم الذي اطّلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية، أول من أمس.
وجاء قرار الحرمان من الجنسية لهذه المرأة الجزائرية التي تزوجت فرنسياً في الجزائر عام 2010، بقرار من رئيس الحكومة في شهر أبريل (نيسان) الحالي، استناداً إلى المادة 21 الفقرة 4 من قانون الأحوال الشخصية، التي تنص على أنّ للحكومة الحق في رفض إعطاء الجنسية لأجنبي يمكنه القانون الفرنسي من الحصول عليها بسبب زواجه من فرنسي أو فرنسية، وذلك لعدم أهليته، أو لعجزه عن الانخراط في المجتمع الفرنسي. ولا تتناول هذه الفقرة عدم تملك اللغة الفرنسية، بل أيضاً ممارسات تتعارض مع القيم الخاصة بالمجتمع الفرنسي.
وعمدت المرأة الجزائرية إلى رفع القضية إلى محكمة الاستئناف، وبعدها إلى مجلس الدولة الذي يعدّ أعلى سلطة إدارية في فرنسا من باب الاحتجاج على قرار رئيس الحكومة واتهامه باستغلال استخدام السلطة. إلا أن المحكمة المذكورة انعقدت بغرفتيها الثانية والسابعة للنظر في الدعوى. وكان قرارها أنّها ردت طلب المرأة المدعية، وبالتالي حُرمت من الجنسية الفرنسية، ومما جاء في حيثياته التبريرية أنّ تصرف المرأة المعنية «في مكان له رمزيته الخاصة» ينمّ عن «افتقار للاندماج» في المجتمع الفرنسي.
وتنص المادة 24 ــ الفقرة الرابعة على أنّ الحكومة لها الصلاحية في معارضة منح الجنسية بمرسوم لمواطن أجنبي سعى للحصول عليها بفضل الزواج من فرنسي أو فرنسية، لعدم الأهلية أو لغياب الاندماج. وجاء في الحكم أنّ قرار رئيس الحكومة لا ينزع عن المرأة حريتها الدينية، وأنّه يتلاءم مع المعاهدة الأوروبية للمحافظة على حقوق الإنسان وعلى الحريات الأساسية.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.