هولندا تهزم تشيلي وتتصدر المجموعة الثانية بالعلامة الكاملة

إسبانيا تسدل الستار على حقبة ذهبية بفوز معنوي على أستراليا وتودع المونديال

ليروي فير مهاجم هولندا يسدد برأسه في شباك تشيلي محرزا أول أهداف بلاده (رويترز)  -  ديفيد فيا نجم إسبانيا يحتفل بهدفه الرائع في ختام مسيرته الدولية (إ.ب.أ)
ليروي فير مهاجم هولندا يسدد برأسه في شباك تشيلي محرزا أول أهداف بلاده (رويترز) - ديفيد فيا نجم إسبانيا يحتفل بهدفه الرائع في ختام مسيرته الدولية (إ.ب.أ)
TT

هولندا تهزم تشيلي وتتصدر المجموعة الثانية بالعلامة الكاملة

ليروي فير مهاجم هولندا يسدد برأسه في شباك تشيلي محرزا أول أهداف بلاده (رويترز)  -  ديفيد فيا نجم إسبانيا يحتفل بهدفه الرائع في ختام مسيرته الدولية (إ.ب.أ)
ليروي فير مهاجم هولندا يسدد برأسه في شباك تشيلي محرزا أول أهداف بلاده (رويترز) - ديفيد فيا نجم إسبانيا يحتفل بهدفه الرائع في ختام مسيرته الدولية (إ.ب.أ)

واصلت الطاحونة الهولندية دورانها وحقق أصحاب الزي البرتقالي انتصارهم الثالث على التوالي بالفوز على منتخب تشيلي 2 / صفر أمس في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول لبطولة كأس العالم بالبرازيل، التي شهدت أيضا انتصارا هامشيا للمنتخب الإسباني حامل اللقب على نظيره الأسترالي 3 - صفر.
ورغم غياب المهاجم الخطير روبن فان بيرسي عن صفوف المنتخب الهولندي في مباراة أمس، حقق الفريق انتصاره الثالث على التوالي ليصبح أول فريق يحقق تسع نقاط كاملة في هذا المونديال ويؤكد تفوقه على منافسه التشيلي الذي تجمده رصيد عند ست نقاط في المركز الثاني، علما بأن المنتخبين كانا ضامنين لتأهلهما إلى الدور الثاني. وقد يواجه المنتخب التشيلي اختبارا في غاية الصعوبة بالدور الثاني إذا تصدر المنتخب البرازيلي المجموعة الأولى.
ووجه المنتخب الهولندي إنذارا شديد اللهجة إلى باقي المنافسين وأكد أنه مرشح بقوة للمنافسة على اللقب على عكس الكثير من التكهنات التي سبقت البطولة. وهي المرة الثانية على التوالي التي تحسم فيها هولندا الدور الأول في المونديال بثلاثة انتصارات متتالية، وهو الفوز الأول لهولندا على منتخب أميركي جنوبي في أميركا اللاتينية.
وغاب لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي ارتورو فيدال عن تشكيلة تشيلي بسبب الإصابة التي تعرض لها في المباراة التي فاز بها منتخب بلاده على إسبانيا حاملة اللقب 2 - صفر، ولعب شارل ارانغويز مكانه.
وبغياب فان بيرسي خاضت هولندا أول مباراة لها من دون لاعب يحمل اسم فان منذ عام 1996 وتحديدا بعد 221 مباراة.
وخاض لاعب وسط هولندا ويسلي شنايدر المباراة الـ14 في العرس العالمي فعادل الرقم القياسي في عدد المباريات في المونديال في صفوف المنتخب البرتقالي بعد رود كرول وجوني ريب وفيم يانسن.
وكانت الأفضلية في الشوط الأول لتشيلي التي كانت تبحث عن الفوز لصدارة المجموعة، وحاولت مرارا عبر شانسيز تهديدا مرمى ياسبر سيليسن، بينما اكتفت هولندا بالدفاع مع الاعتماد على الهجمات المرتدة حصلت على إثرها على فرصتين خطيرتين عبر السريع روبن دون هز الشباك.
ولم تتغير الحال في الشوط الثاني إلى أن خطفت هولندا هدفي الفوز عبر البديل فير إثر رأسية رائعة من ركلة ركنية أسكنها الزاوية اليسرى للحارس برافو في الدقيقة الـ77، وهو الهدف الدولي الأول لفير في سبع مباريات حتى الآن وسجله بعد 90 ثانية من نزوله أرضية الملعب، وهو أسرع هدف يسجله لاعب احتياطي في المونديال الحالي.
وأضاف البديل الآخر ديباي ممفيس الهدف الثاني من متابعته لتمريرة عرضية لروبن بعد مجهود فردي للأخير من الجهة اليسرى في الدقيقة الأخيرة. وبات ديباي أول لاعب يسجل في أول مباراتين له في كأس العالم لهولندا بعدما هز الشباك عندما سجل هدف الفوز في مرمى أستراليا 3 - 2 في الجولة الثانية.
وفي المباراة الثانية أسدل المنتخب الإسباني الستار على حقبة ذهبية من تاريخه فرض فيها نفسه الرقم الصعب في عالم الكرة المستديرة، بفوز «هامشي» على نظيره الأسترالي 3 - صفر على ملعب «ارينا دا بايكسادا» في كوريتيبا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية.
ودخل المنتخب الإسباني إلى هذه المباراة وهو فاقد الأمل بالتأهل إلى الدور الثاني ومحاولة الاحتفاظ باللقب الذي توج به للمرة الأولى قبل أربعة أعوام، وذلك بعد أن أذل في مباراتيه الأوليين أمام هولندا وصيفته (1 - 5) وتشيلي (صفر - 2) اللتين حجزتا بطاقتي هذه المجموعة إلى الدور الثاني.
وكانت المباراة أمام أستراليا التي ودعت أيضا العرس الكروي العالمي من الدور الأول بخسارتها مباراتيها الأوليين أمام تشيلي (1 - 3) وهولندا (2 - 3)، بمثابة نهاية حقبة تاريخية ذهبية للإسبان سيطروا فيها على المسرحين القاري والعالمي بإحرازهم ألقاب كأس أوروبا 2008 و2012 ومونديال 2010.
ويتوقع أن تلي المباراة سلسلة من الاعتزالات الدولية، خصوصا للاعبي وسط ريال مدريد تشابي ألونسو (32 عاما)، وتشافي هرنانديز (34 عاما) وديفيد فيا (32 عاما) الذي ودع المنتخب بهدف عزز من خلال رقمه القياسي (59 هدفا في 89 مباراة) أمام راؤول غونزاليس (44 في 102) وفرناندو توريس (38 في 111) الذي كان صاحب الهدف الثاني في مباراة أمس، قبل أن يضيف البديل خوان ماتا الثالث.
وعمد المدرب فيسنتي دل بوسكي الذي منحه الاتحاد الإسباني الثقة حتى انتهاء عقده، إلى خوض اللقاء بتشكيلة معدلة كثيرا بقي منها أربعة لاعبين من الذين خاضوا لقاء تشيلي وهم سيرخيو راموس وجوردي البا وتشابي الونسو واندريس انييستا الذي احتفل بمباراته المائة بقميص إسبانيا، وأصبح تاسع لاعب في تاريخ منتخب بلاده، يبلغ هذا الحاجز بعد ايكر كاسياس، تشافي، اندوني زوبيزاريتا، سيرخيو راموس، تشابي الونسو، توريس، راوول وكارليس بويول.
وقد أوكل دل بوسكي المهام الهجومية للثنائي فيا وتوريس بينما أبقى دييغو كوستا على مقاعد الاحتياط.
أما بالنسبة لأستراليا، فحرم الإيقاف تيم كيهل من توديع المنتخب، بينما جلس مارك بريتشيانو على مقاعد الاحتياط حتى الشوط الثاني، فكان أوليفر بوزانيتش وادم تاغارت التغييرين الوحيدين في التشكيلة التي خاض بها انجي بوستيكوغلو مباراة هولندا.
وجاءت بداية المباراة باهتة من قبل الفريقين اللذين عجزا عن تشكيل أي خطورة على المرميين حتى الدقيقة 36 عندما سجل فيا هدفا رائعا إثر هجمة منسقة بدأها انييستا بتمريرة بينية متقنة إلى خوانفران المتوغل في الجهة اليمنى ليعكسها الأخير إلى زميل الموسم الماضي في أتلتيكو مدريد بطل الدوري، فتابعها الأخير بشكل مميز بكعب قدمه على يمين الحارس الأسترالي.
وأصبح فيا أول لاعب يسجل في النهائيات بكعبه منذ أن حقق ذلك النمساوي بورنو بيتزي في الدور الثاني من مونديال 1982 ضد آيرلندا الشمالية (2 - 2)، كما أصبح رابع لاعب إسباني يسجل في ثلاث نسخ من كأس العالم بعد خوليو ساليناس وفرناندو هييرو وراؤول.
وجاءت بداية الشوط الثانية مماثلة لبداية الأول، إذ غابت الفرص عن المرميين ثم شهدت الدقيقة الـ56 خروج فيا الذي بدا متأثرا لأنه سيودع المنتخب الذي بدأ مشواره معه في التاسع من فبراير (شباط) 2005 ضد سان مارينو (5 - صفر) في مباراة ضمن تصفيات مونديال 2006، بخروج لم يكن في الحسبان. وأكد توريس الفوز الإسباني بهدف ثانٍ سجله في الدقيقة الـ69 من تمريرة بينية متقنة من انييستا فكسر مصيدة التسلل قبل أن يضعها بعيدا عن متناول الحارس.
ووجه خوان ماتا بديل فيا الضربة القاضية للأستراليين بإضافة الهدف الثالث في الدقيقة الـ82 إثر تمريرة مميزة من البديل الآخر سيسك فابريغاس، فسيطر على الكرة عند الجهة اليمنى قبل أن يسددها بحنكة من بين ساقي الحارس.



الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.