إجازة أول جهاز بالذكاء الصناعي لتشخيص مضاعفات السكري

يرصد اعتلال الشبكية من دون الحاجة إلى وجود الطبيب المختص

جهاز «آي دي إكس»
جهاز «آي دي إكس»
TT

إجازة أول جهاز بالذكاء الصناعي لتشخيص مضاعفات السكري

جهاز «آي دي إكس»
جهاز «آي دي إكس»

أجازت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أول جهاز طبي مصمم بتقنيات الذكاء الصناعي، مخصص لتشخيص اعتلال الشبكية الناجم عن مضاعفات مرض السكري. ولا يحتاج الجهاز إلى مساعدة الأطباء المتخصصين لوضع التشخيص.
وأطلق على الجهاز رمز «آي دي إكس IDx». وهو يرصد كل مستويات الاعتلال في الشبكية الأعلى من الخفيفة، وتقوم كاميرته بالتقاط صور لشبكية العين، بينما تقوم خوارزميات، وهي برمجيات ممنهجة، برصد أي علامات على اعتلالها. ثم ترسل الصورة إلى كومبيوتر خادم سحابي ليقوم برنامج كومبيوتري بوضع النتيجة النهائية.
ويؤدي المرض إلى فقدان البصر بسبب تأثيره على الأوعية الدموية في الشبكية، ويؤثر على 30 مليونا من المصابين به في الولايات المتحدة.
وكانت الإدارة قد أجازت حديثا برنامجا بالذكاء الصناعي للكشف عن السكتة الدماغية، إلا أنها أشارت إلى أن الجهاز الطبي الجديد «آي دي إكس IDx» هو الأول من نوعه الذي تمت المصادقة على استخدامه لتقديم قرار تشخيصي بعد إجراء المسوحات المطلوبة، من دون الحاجة لوجود طبيب مختص لشرح ما تظهره الصور، أو النتائج.
وذكرت مجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن سكوت غوتليب مفوض الإدارة قال في تغريدة له على «تويتر»، إن عددا من الأجهزة العاملة بتقنيات الذكاء الصناعي ستخضع للإجازة قريبا. ومع انتشار هذا الصنف من الأجهزة التشخيصية فإن غالبية الخبراء لا يعتقدون أن تقنياتها المتطورة ستحل محل الأطباء في القريب العاجل.
- نظم ذكاء مطورة
على صعيد ثانٍ، تطور وكالة أبحاث مشروعات الدفاع المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، نظاما تفاعليا جديدا بين الإنسان والكومبيوتر، يساعد المشلولين على التعلم لتحريك الأطراف الروبوتية.
وحتى الآن تعاني الوكالة من مشكلة كبرى، فعلى خلاف العقل البشري الذي لا يتوقف عن التعلم وتجربة طرق جديدة لتنفيذ المهمات، فإن البرامج التي تفسر إشارات الدماغ وتحولها إلى أوامر لتنفذها الأطراف الروبوتية للمشلولين، لا يمكنها اللحاق بالعقل البشري.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن خبراء في الوكالة، أن نظم الذكاء الصناعي سيمكنها حل هذا الإشكال. وتتوجه الوكالة نحو ما يسمى بتقنيات «التعليم المقوى» حيث تتعلم الآلات بطريقة الخطأ والصواب لكي تحسن مستوى عمل البرامج. وكان «التعليم المقوى» قد أظهر نجاحات في قيام البرامج بممارسة الألعاب الإلكترونية، إلا أن دوره في إحداث حركات يومية، مثل القبض باليد على قدح الماء، يبدو أكثر تعقيدا. لذا تأمل الوكالة في إجراء دراسات معمقة على طريقة إنجاز العقل البشري للمهمات من دون بذل مجهود كبير، ما يمهد الطريق لصنع نظم متقدمة للذكاء الصناعي.
ومن جهة أخرى، نقلت تقارير إعلامية عن تحول شركة «سينس تايم» الصينية، إلى أكبر شركة في العالم تختص بتطوير نظم الذكاء الصناعي، بعد ازدياد الاستثمارات فيها بمبالغ وصلت إلى 600 مليون دولار، لتصبح قيمتها أكثر من 4.5 مليار دولار، وفقا لتقديرات شركة «سي بي إنسايت».
وتطور هذه الشركة العملاقة نظما وبرمجيات بالذكاء الصناعي لقوات الشرطة والأمن وشركات إنتاج الهواتف والكاميرات. وهي تقدم نظم التعرف على الوجوه إلى قوات الشرطة، التي تستخدمها سلطات مدينة غوانغجاو، وهي من كبريات المدن الصينية التي يبلغ عدد سكانها 25 مليونا. وتقارن هذه النظم بين صور الكاميرات المنصوبة في الشوارع وبين صور من قاعدة بيانات المشبوهين. وقد تعرفت على 2000 مشتبه به أدت إلى الكشف عن 100 جريمة في المدينة.
ووفقا لوكالة «بلومبيرغ» فإن الشركة تطور حاليا برنامجا باسم «فايبر Viper» سينفذ عمليات تحليل للبيانات والصور المبثوثة مباشرة من آلاف الكاميرات، بهدف تمكين قوات الأمن من رصد شتى الجرائم.


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».