شم النسيم كان رمزاً للبعث والحياة في مصر الفرعونية

الإغريق نقلوا فكرة بيضة الفصح من الفراعنة إلى أوروبا

الاحتفال بشم النسيم من الموروثات الفرعونية
الاحتفال بشم النسيم من الموروثات الفرعونية
TT

شم النسيم كان رمزاً للبعث والحياة في مصر الفرعونية

الاحتفال بشم النسيم من الموروثات الفرعونية
الاحتفال بشم النسيم من الموروثات الفرعونية

عيد الربيع وشم النسيم في مصر، ارتبط بالكثير من الأساطير الفرعونية، واكتسب الكثير من العادات والطقوس المصرية القديمة تعود لعصور الفراعنة.
ونقل المصريون والعالم الكثير من طقوس ذلك اليوم، وما تركه الفراعنة من نقوش ورسوم على مقابر ومعابد الأقصر والجيزة وأسوان وقنا وسوهاج. وربما نقل الإغريق فكرة بيضة الفصح، من الفراعنة إلى بلدان أوروبا، حيث اعتبر الفراعنة قبيل آلاف السنين، أن البيضة هي رمز للبعث والحياة، وبحسب معتقدات قدماء المصريين، فإن الإله خرج من بيضة مقدسة. وقال عالم المصريات فرنسيس أمين لوكالة الأنباء الألمانية، أمس الأحد إن كثيرا من عادات قدماء المصريين، في الاحتفال بشم النسيم باقية إلى اليوم، مثل تناول السمك المملح والفسيخ والبصل والبيض، وبعضها بدأ في الاندثار مثل تناول الملانة، أي الحمص الأخضر.
وأشار إلى أن قدماء المصريين، اعتبروا فصل الربيع الذي يعرف لديهم باسم «شمو» هو أهم تلك الفصول التي كانوا ينتظرون قدومها بسعادة وفرح، وكانت بدايته عيدا، وأقاموا بهذه المناسبة احتفالات دينية وشعبية، وكان «شمو» هو الفصل الذي تزهر فيه النباتات، لطقسه الربيعي المعتدل، واعتبر قدماء المصريين بداية هذا الفصل من العام، بأنه رمز للبعث والحياة.
ولأن استنشاق نسيم أول أيام فصل الربيع «شمو» كان بمثابة بعث لحياة جديدة لدى قدماء المصريين، فقد كانوا يخرجون في ذلك اليوم، منذ ساعات الصباح الباكر ليستنشقوا النسيم، وينطلقون وسط النيل على متن القوارب، لتنسم هواء الربيع بين مياه النهر المقدس.
وكان شم النسيم عيدا دينيا أيضا، ومناسبة للتقرب للآلهة بتقديم القرابين التي كانت تتكون من سمك مملح وفسيخ وخس وبصل وملانة، وهي الأطعمة التي ارتبطت بذلك اليوم في الماضي والحاضر.ارتبطت بعض تلك الأطعمة مثل الخس والبصل، بالإله «مين» وهو إله التناسل بحسب اعتقاد قدماء المصريين، أي استمرار الحياة على الأرض، حيث ارتبط شم النسيم، وأطعمته بيوم خلق العالم، وازدهار الحياة، كما عُرف البصل كطارد للأرواح الشريرة، وكان يوضع في يوم شم النسيم على أبواب المنازل لمنع الأرواح الشريرة من الدخول للمنزل.
وبحسب فرنسيس أمين، فإن المصري القديم، اعتقد أن الله خلق العالم في ذلك اليوم، يوم شم النسيم، وبداية فصل الربيع (شمو)، وأنه اليوم الذي يتساوى فيه الليل بالنهار من حيث عدد الساعات.
وأوضح أمين أن المصريين عبر العصور، بما فيها العصور الإسلامية، كانوا يخرجون إلى النيل والحدائق للتنزه في ذلك اليوم، وأن مدينة الفيوم كانت مزارا مهما في يوم شم النسيم لكل المصريين، بكل طوائفهم، عبر العصور، وذلك لارتباطها بالماء وأساطير بدء الخلق. وحول علاقة يوم شم النسيم وعيد الربيع، بالسمك المملح والفسيخ قال أمين إن المصريين القدماء هم أول شعب يعرف صناعة تجفيف الأطعمة، مثل الأسماك والخضراوات والفاكهة أيضا.
وأشار إلى أن السمك كانت له مكانة كبيرة في مصر القديمة، وأن هناك مدنا مصرية عبدت الأسماك، مثل مدينتي إسنا في جنوب الأقصر، والبهنسا في المنيا.
ولفت إلى أن المدينتين اشتهرتا أيضا بصناعة السمك المجفف (الفسيخ)، وأن جبانة من السمك المحنط وجدت وسط الرمال في مدينة إسنا. وأشار إلى أن مقابر الفراعنة ومعابدهم تمتلئ بمناظر تجفيف وتحنيط الأسماك، وأن هناك مشاهد تصور المتوفى (صاحب المقبرة) في صورة سمكة.
وقال عالم المصريات فرنسيس أمين إن نقوش معابد دير المدينة في غرب مدينة الأقصر، تروي كيف أن السمك المملح، كان وجبة شعبية منتشرة في أوساط العمال وعامة الشعب، نظراً لأنها كانت وجبة رخيصة الثمن.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

يوميات الشرق مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.