شيراز: اعتدت تحدي نفسي والنجاح في خطواتي الفنية

تطل للمرة الأولى كممثلة في مسلسل {موت أميرة}

شيراز تدخل حمى مسلسلات رمضان من خلال «موت أميرة» لكاتبه طوني شمعون
شيراز تدخل حمى مسلسلات رمضان من خلال «موت أميرة» لكاتبه طوني شمعون
TT

شيراز: اعتدت تحدي نفسي والنجاح في خطواتي الفنية

شيراز تدخل حمى مسلسلات رمضان من خلال «موت أميرة» لكاتبه طوني شمعون
شيراز تدخل حمى مسلسلات رمضان من خلال «موت أميرة» لكاتبه طوني شمعون

قالت الفنانة شيراز بأن نصّ «مسلسل «موت أميرة» أقنعها إلى حد لم تستطع رفض لعب دور البطولة فيه». وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سبق وعرض علي أكثر من دور سينمائي وتلفزيوني ولكني كنت أرفضها بسبب عدم قناعتي بها. اليوم تبلورت الصورة أمامي بعيد قراءتي النص الرائع للكاتب طوني شمعون، وستكون شخصية فتاة تدعى «أميرة» أول دور ألعبه على صعيد الدراما اللبنانية». وعما إذا هي خائفة من هذه الخطوة لا سيما أنها معروفة كمغنية على الساحة اللبنانية تجيب: «لا شك أن شعورا بالخوف يتملكني خصوصا أن الفرصة لم تتح لي للتزود بدراسة كاملة في التمثيل. ولكني عادة ما أتحدى نفسي وأنجح في عمل أقوم به وهو ما أتمنى أن يحدث مع مسلسل موت أميرة».
ويحكي المسلسل الذي يخرجه السوري عاطف سويد ويعود إنتاجه إلى شركة «مروى غروب» قصة اجتماعية رومانسية تجري أحداثها في عام 1960 مما تطلب تغيير كامل في الشكل الخارجي للفنانة اللبنانية ليتناسب مع مجريات القصة. «إن الشخصية التي ألعبها بعيدة كل البعد عن شخصيتي الحقيقية، وهي تحكي عن فتاة قروية تدعى أميرة فقيرة الحال وتتعرض لمشاكل كثيرة، ويمكنني وصف الدور بالصعب نسبة إلى ممثلة مبتدئة مثلي». وهل ساعدك فريق العمل في تخطي مخاوف إطلالتك الأولى هذه؟ ترد: «كنت محظوظة بفريق عمل محترف يحيط بي، بحيث لم يتوان عن مساعدتي وتقديم النصائح لي ليكون أدائي طبيعيا وصادقا. ولعل الممثلة كارمن لبس كانت الأقرب لي في هذا السياق إذ لم توفر فرصة لتقديم النصيحة اللازمة لي، وكذلك الممثلان سعد حمدان وأنطوانيت عقيقي وبيار شمعون وغيرهم فوجدت لديهم كل المحبة والدعم». وتتذكر شيراز موقفا مضحكا حصل معها خلال التصوير وتقول: «في إحدى المرات كنت أجلس إلى جانب الممثلة كارمن لبس كعادتي منتصبة القامة رافعة رأسي، فهزتني بشكل مفاجئ طالبة مني أن أجلس بطريقة مغايرة تماما تبرز تواضع الفتاة القروية البسيطة أميرة وحالها غير الميسورة، فضحكت من قلبي وشكرتها على ملاحظتها تلك». وعما إذا وقوفها أمام الكاميرا شكل لها الشعور بالخوف تقول: «لطالما كانت علاقتي بالكاميرا بشكل عام جيدة ومتناغمة ولدي إيجابية لافتة معها أثناء وقوفي أمامها. ويعود هذا الأمر للحفلات الغنائية التي أقدمها على مسارح معروفة في لبنان والعالم العربي، والتي يجري تصوير بعضها أحيانا كثيرة مما سهل علي هذا الموضوع برمته».
ويتألف هذا المسلسل الذي يشارك في بطولته الممثل مازن معضم من جزأين (60 حلقة) وسيعرض في موسم رمضان المقبل بموازاة عدد لا يستهان به من الأعمال الدرامية التي تغزو الشاشة الصغيرة في هذا الموعد من كل عام. وتعلق شيراز: «أعرف تماما بأن هناك مسؤولية كبيرة في انتظاري كوني سأدخل منافسة حادة مع أعمال درامية أخرى، ولكني لم أعتد يوما التلفت يمينا ويسارا في خطواتي الفنية، فأنا أركز على الأعمال التي تخصني وأبذل جهدا كي أكون على المستوى المطلوب فيها، وإلا لما حصدت أغاني ملايين المشاهدين على وسائل التواصل الاجتماعي مع أن عمري الفني لا يتجاوز الثلاث سنوات». والمعروف أن الفنانة شيراز حققت من خلال أغنيتها الشهيرة «كيف بدي عنك غيب» نحو 30 مليون مشاهدة عبر مواقع إلكترونية مختلفة.
وعن الأزياء التي سترتديها في المسلسل توضح: «هي أزياء موقعة من الستيليست فيكي، وقد صممت خصيصا لتتلاءم مع الحقبة التاريخية التي تجري فيها أحداث القصة، ولكنها شبيهة إلى حد كبير بتلك التي نشاهدها اليوم في مجموعات دور عالمية كشانيل وديور، فهي مطبوعة بالخط الكلاسيكي الراقي الذي لم تبطل موضته حتى اليوم. ولعل القبعة (البرنيطة) التي كانت رائجة في تلك الفترة هي الإكسسوار الوحيد الذي لم ألجأ إلى استخدامه في المسلسل، كوني أجسد دور بنت قرية لبنانية فقيرة الحال فيما اعتمرتها غالبية الممثلات في المقابل لأنها تناسب أدوارهن».
وشيراز التي تنوي إصدار أغنية جديدة بعنوان «أجمل واحدة» من كلمات أمير طعيمة وألحان محمد يحيى وقع توزيعها الموسيقي تميم، أشارت إلى أنه ولضيق الوقت ستتفرغ لعملها الغنائي الجديد فور انتهائها من تصوير المسلسل ليكون جاهزا في عيد الفطر المقبل. وعما إذا هي تملك طاقات فنية أخرى تشعر بحاجة لإخراجها من أعماقها تقول: «طبعا لدي طاقات كثيرة وأتمنى أن أقدم استعراضا مسرحيا أغني وأمثل فيه، كما أعتبر نفسي صرت جاهزة لدخول عمل سينمائي. فأنا لا أكتفي بما أصل إليه عادة في مجال الفن بل أطمح دائما لتقديم الأفضل والأجمل».
ودور أميرة الذي تقدمه شيراز في المسلسل المذكور سيقابله من ناحية أخرى دور آخر للممثلة نادين نسيب نجيم تحمل فيه نفس الاسم (في مسلسل طريق)، إلى حد جعل النقاد يطلقون اسم «الأميرتان» على المسلسلين اللذين تطلان فيهما كبطلتيهما. «أنا وبصورة رئيسية أتسابق مع نفسي في موسم رمضان المقبل قبل أن أفكر في تحدي الآخرين، ومن هذا المنطلق لم أتأثر بهذا الموضوع وأتمنى أن أحصد إعجاب الناس. فخطوة مماثلة لا يمكنني أن أفشل فيها مقابل خطوات أخرى لمع اسمي فيها وحقق النجاح تلو الآخر. ولذلك سأحاول أن أكون على المستوى المطلوب توازيا مع هذه الخطوة الجريئة التي أقوم بها». وتؤكد شيراز بأنها صادفت عراقيل كثيرة منذ بداياتها على الساحة الفنية ولا تزال، إلا أنها يوما لم تحاول إعطاءها الاهتمام أو تقوم بالرد عليها. «إنني من النوع الذي لا يفتح مجالات للقيل والقال والثرثرات المعروفة على الساحة الفنية عادة، وبالتالي لا أفتح معارك وحروب مع أحد، فعملي هو ردي المباشر على كل من يتطفل على مسيرتي أو يحاول وضع المطبات لي خلالها».



مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.

وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

لوحات ومناظر تظهر لأول مرة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.

وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».

إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.

مناظر عن العالم الآخر في مقابر البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».

وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».

ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».

ألسنة ذهبية تم اكتشافها في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.

وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.

مناظر طقوسية في مقابر منطقة البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».

وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».

بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».