مهاجمة «يوتيوب» تثير الجدل بين الإيرانيين

ناشطة في مجال الغذاء النباتي اتهمت الشركة بالتمييز ضدها

الإيرانية الأصل نسيم أقدم خلال دفاعها عن الحيوانات في أحد التسجيلات المنشورة عبر حسابها في شبكة «تلغرام»
الإيرانية الأصل نسيم أقدم خلال دفاعها عن الحيوانات في أحد التسجيلات المنشورة عبر حسابها في شبكة «تلغرام»
TT

مهاجمة «يوتيوب» تثير الجدل بين الإيرانيين

الإيرانية الأصل نسيم أقدم خلال دفاعها عن الحيوانات في أحد التسجيلات المنشورة عبر حسابها في شبكة «تلغرام»
الإيرانية الأصل نسيم أقدم خلال دفاعها عن الحيوانات في أحد التسجيلات المنشورة عبر حسابها في شبكة «تلغرام»

لم تمضِ ساعات على إعلان هوية مهاجمة مقر شركة «يوتيوب» بولاية كاليفورنيا، نسيم نجفي أقدم، الإيرانية الأصل، حتى أثير جدل بين الإيرانيين في شبكات التواصل الاجتماعي.
وانقسم الإيرانيون حول دوافع المهاجمة، وشهد موقع «تويتر» نقاشاً ساخناً بين الإيرانيين حول محتوى المقاطع نشرتها المهاجمة عبر موقعها الإلكتروني.
وانتحرت المهاجمة بعدما أصابت أول من أمس ثلاثة أشخاص في مقر «يوتيوب». وقالت الشرطة، إن نجفي أقدم (39 عاماً) من سان دييجو تقف وراء إطلاق النار أمس (الثلاثاء) (أول من أمس) على مكاتب «يوتيوب» في وادي السيليكون، جنوب سان فرانسيسكو، حيث توظف الشركة المملوكة لـ«غوغل» التابعة لـ«ألفابت» نحو ألفي شخص.
وأظهر الموقع الإلكتروني للمهاجمة «النسيم الأخضر» بالفارسية، أنها تنشط في مجال الغذاء النباتي وحماية الحيوانات وكمال الأجسام والرقص عبر إنتاج مقاطع شخصية، ويتابع حسابها في «يوتيوب» أكثر من خمسة آلاف مشترك.
وتقول في أحد المقاطع، إنها ولدت بمدينة أرومية في شمال غربي إيران.
واتهمت المهاجمة شركة «يوتيوب» والمشرفين على المحتوى الإيراني في خدمة مشاركة مقاطع الفيديو بممارسة التمييز ضدها بعدما حذف مقاطعها. وأظهرت لقطات فيديو منشورة على قناة أقدم على «يوتيوب» قبل مقتلها الثلاثاء، الناشطة وهي تشكو من أن «(يوتيوب) فرضت قيوداً على قنواتي كي تمنعها من الحصول على مشاهدات!».
وقالت «يوتيوب» في بيان «إدارة شرطة سان برونو تحقق في الدافع وراء إطلاق الرصاص. في الوقت الحالي لا يوجد دليل على أن المهاجمة تعرف ضحايا حادث إطلاق النار أو الأشخاص الذين جرى استهدافهم» وفق ما نقلت «رويترز».
ويرقد رجل في حالة حرجة وأصيبت سيدتان بجروح خطيرة في الهجوم، الذي انتهى بعد أن قتلت أقدم نفسها بالرصاص.
وبعد إعلان هوية المهاجمة، أثار الهجوم ردود أفعال واسعة بين الإيرانيين في شبكات التواصل الاجتماعي. قبل ذلك، كانت بعض مقاطع نشرتها المهاجمة حول اندماج النساء الإيرانيات بالمجتمع الأميركي، أثارت الجدل والسخرية بين الإيرانيين.
وعبر الإيرانيون في أكثر من 183 ألف تغريدة حتى الساعة الخامسة أمس عن آرائهم بشأن الحادث في شبكة «تويتر».
وقال أغلب المغردون أمس أنها تعاني من مشكلات عقلية بناء على ما نشرته من مقاطع. ولكنها قبل ذلك قالت: إنها لا تعاني من مشكلات نفسية لكنها تعيش في كوكب مليء بالأمراض والخلافات والظلم.
ورأى فريق من المغردين، أنها «نموذج لنهاية من يبحثون عن الشهرة في مواقع التواصل الاجتماعي» في حين أجمع فريق آخر من المغردين على أن «إنذار حول من يشتهرون في شبكات التواصل الاجتماعي».
وقالت مغردة تدعى كريمي، إن المهاجمة «لم تكن أدواتها صحيحة. كلما شاهدت فيديوهات لم أجد أي خطأ فيما تقوله»، وعلى نقيض ذلك، كتب مغرد يدعى ممد: إن «حادث إطلاق النار يثبت أن مجانين الإنترنت يشكلون خطراً واقعياً يجب أن نخشاهم».
وكتب مغرد يدعى دون كيشوت «لم أعرف نسيم أقدم. معرفة البشر ليست مهمة سهلة. ربما كانت مهرجة في (إنستغرام). ربما كانت تعتقد أن ما تقوله ينال إعجاب الآخرين، وممكن أن يغير العالم. لكني أشعر بأن الإنترنت كانت جزءاً من حياتها، وأنها كانت تعاني من الوحدة، ويبدو أنها كانت تشعر بالحياة فقط في مقاطع الفيديو».
أما وسائل الإعلام الإيرانية المقربة من «الحرس الثوري» فركزت على نشر مقطع تنتقد فيها المهاجمة ما تعتبره أكاذيب حول وجود حرية التعبير والتمييز وغلاء الأسعار، وبخاصة أجرة المنازل في الولايات المتحدة، كما تداولت تلك المواقع صوراً تظهر انتماء منفذة الهجوم إلى العقيدة «البهائية» المحظورة في إيران.
أما وسائل الإعلام المقربة من الإصلاحيين وفريق من الصحافيين الإيرانيين في الخارج، فإنهم حرصوا على نشر مقطع تظهر فيه المهاجمة مرتدية قناعاً، وحاولت تغريدات عبر ذلك تداول فرضية إعجابها بـ«داعش».
وقالت المغردة أروس، إن «هؤلاء نموذج من يتابعهم الشعب، يقولون إنه أبله ومجنون ومضحك، ويتابعونه، والضحك يرفع عدد المتابعين وفي الأخير تؤدي إلى كارثة. هذه المرأة الإيرانية كانت تحظى بشعبية بين الإيرانيين».
وكتب محرر قناة «بي بي سي» الفارسية، حسين باستاني، إن «نسيم أقدم التقطت مئات الصور المضحكة. من بينها تقدم نفسها على أنها قائد القوات الكوماندوز في زمن الحرب، وفي أخرى على حد تعبيرها تقول إنها ترتدي حجاباً عربياً. الصورة الأولى اعتبرها مفسر سياسي وثيقة من أعضاء الجيش الإيراني، والصورة الثانية اعتبرها صحافي استقصائي وثيقة تثبت انتمائها إلى (داعش)».


مقالات ذات صلة

كيف تعمل «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» على إدارة التهديدات الانتخابية؟

الولايات المتحدة​ تحظر «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» المنشورات التي تسعى إلى ترهيب الناخبين (رويترز)

كيف تعمل «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» على إدارة التهديدات الانتخابية؟

أكثر شبكات التواصل الاجتماعي نفوذاً -بما في ذلك «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس»- لديها سياسات وخطط جاهزة لإدارة التهديدات الانتخابية والمعلومات المضللة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)

«ليس سهلاً نطقه»... روسيا تغرّم «غوغل» رقماً أكبر من إجمالي الناتج المحلي العالمي

فرضت محكمة روسية غرامة قدرها 2 سيزليون روبل على شركة «غوغل»، بسبب رفضها دفع غرامات سابقة لحجبها قنوات الإعلام الحكومية الروسية على موقع «يوتيوب».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تكنولوجيا تعكس هذه التحسينات التزام «يوتيوب» بالتطور مع مستخدميه وتقديم أدوات تلهم عملياتهم الإبداعية (أدوبي)

فيديوهات «شورتس» من «يوتيوب» ستصل إلى 3 دقائق في 15 أكتوبر

«يوتيوب» يوسّع نطاق «شورتس» بميزات جديدة مثيرة للمبدعين والمشاهدين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا رفعت «يوتيوب» أسعار «بريميوم» في أكثر من 15 دولة بما في ذلك السعودية (د.ب.أ)

معضلة «يوتيوب» تواجه المستخدمين... ارتفاع الأسعار أم الإعلانات غير اللائقة

وصل سعر الاشتراك الفردي إلى 26.99 ريال سعودي شهرياً، بينما ارتفع الاشتراك العائلي إلى 49.99 ريال.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا شعار موقع «يوتيوب» (رويترز)

«يوتيوب» يقيد عرض مقاطع الفيديو الخاصة بالوزن واللياقة البدنية للمراهقين

سيتوقف موقع «يوتيوب» عن ترشيح وعرض مقاطع الفيديو للمراهقين تمجد مستويات لياقة بدنية معينة أو تتعلق بأوزان الجسم أو السمات الجسدية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.