«الوفد» الليبرالي يسعى لتصدر المشهد الحزبي بـ«تجديد دماء» قيادته

تقديرات أولية تشير إلى انحسار المنافسة بين أبو شقة والخولي

TT

«الوفد» الليبرالي يسعى لتصدر المشهد الحزبي بـ«تجديد دماء» قيادته

في مسعى من أكبر الأحزاب الليبرالية في مصر لتصدر المشهد الحزبي في البلاد، يأمل حزب «الوفد» في تجديد دماء قيادته عبر الإعلان عن رئيس جديد له في الانتخابات التي جرت أمس.
وتأتى الانتخابات بعد نهاية ولاية رئيس الحزب الدكتور السيد البدوي، الذي قضى دورتين منذ عام 2010، كل دورة أربع سنوات... وبالتالي لا يحق له الترشح مرة ثالثة؛ وفقاً للائحة الحزب الجديدة.
وتنافس على منصب رئيس الحزب 5 مرشحين هم، المستشار بهاء الدين أبو شقة، سكرتير عام حزب الوفد، رئيس اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب (البرلمان)، وحسام الخولي، نائب رئيس «الوفد»، وياسر حسان، مساعد رئيس الوفد، وحمدي شوالي، عضو الحزب، وأحمد طه.
وتشير مؤشرات النتيجة النهائية التي من المقرر أن يتم الإعلان عنها عشية ليلة أمس، إلى وجود منافسة شرسة بين أبو شقة والخولي، وسط تقديرات كبيرة بانحسار المنافسة بينهما، وأن واحداً منهما سيترأس «بيت الأمة (أي حزب الوفد)» لولاية جديدة، بعد انتهاء مدة الدكتور البدوي في مطلع يونيو (حزيران) المقبل. وقال مراقبون، إن «الوفديين يأملون في أن يلمّ الرئيس القادم الشمل وينهي الخلافات التي دبت في الحزب منذ سنوات».
ويذكر أن «الوفد» مر بالكثير من الانقسامات والأزمات منذ انتخابات نعمان جمعة، لكنه نجح في استعادة جزء من بريقه مع ثورتي 25 يناير (كانون الثاني) و30 يونيو، ووجود البدوي أحد الأعضاء المؤسسين لجبهة الإنقاذ الوطني؛ لكن خلال عامي 2017 و2018 شهد الحزب الصراعات بين الدكتور فؤاد بدراوي وهو ما سُمي بإصلاح «الوفد» وبين السيد البدوي، أعقب ذلك أزمة ترشح البدوي للانتخابات الرئاسية التي انتهت برفض هيئة الحزب العليا.
وسجل في انتخابات الجمعية العمومية للحزب، أمس، 2124 عضواً، وأعلن اللواء محمد الحسيني، مقرر اللجنة المشرفة على تنظيم انتخابات «الوفد»، باكتمال النصاب بحضور 50 في المائة + 1.
واستمر تصويت الوفديين لاختيار رئيس جديد للحزب، حتى السابعة من مساء أمس، وبدأت عملية الفرز بعدها... وكانت الساعات الأولى من انتخابات حزب «الوفد» بمقره الرئيسي بحي الدقي في الجيزة، قد شهدت حشوداً كبيرة من قِبل أعضاء الحزب بمحافظات مصر، وتجمع الكثير من الأعضاء بساحة المقر للإدلاء بأصواتهم، كما هتف الكثير من المتواجدين هتافات مؤيدة وداعمة للحزب، منها «عاش الوفد ضمير الأمة... وفديين وفديين من نحاس لسراج الدين».
وبجانب الانتخابات التي شهدها «الوفد»، يصوت أعضاء الهيئة الوفدية على مقترح تعديل اللائحة الداخلية للحزب، الذي تقدم به البدوي متضمناً تعديل 15 مادة.
ووقف مؤيدو الخولي وأبو شقة على جانبي الطريق أمام مقر الحزب لتوزيع مطبوعات دعائية للمرشحين. في حين شهد مقر الحزب تعليق لافتات كثيرة تحمل اسم أبو شقة والخولي، بينما غابت لافتات ودعاية باقي المرشحين.
من جهته، أكد البدوي، أن الجمعية العمومية لـ«الوفد» ضربت مثالاً للحضور المشرّف؛ الأمر الذي ليس بجديد على «الوفد»، الذي ظل وما زال يعلم ويضرب أروع الأمثلة لجموع الأحزاب، سواء في المشاركة السياسية في كافة الاستحقاقات الانتخابية التي تمر بها البلد، أو على مستوى الحزب وإدارة العملية الانتخابية.
بينما أكد منير فخري عبد النور، وزير السياحة السابق، سكرتير عام حزب «الوفد» الأسبق، أن هناك مهاماً واضحة تقع على عاتق الرئيس القادم لحزب «الوفد»، ومن أهمها تصحيح المسار الذي ابتعد عنه الكثير من الأعضاء. مطالباً رئيس الحزب الجديد بالإدارة الجماعية ومشاركة الجميع بها، وكذا عدم التفرقة بين عضو قديم وجديد، إضافة إلى عدم التفرقة بين الأعضاء والعضويات. لافتاً إلى أن الحزب شهد إقبالاً كبيراً من قِبل الناخبين؛ ما يدل على حرصهم الشديد لاختيار الرئيس الجديد.
وأكد سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب (البرلمان)، أن لحزب «الوفد» شعبية كبيرة في الشارع المصري، كما أن له تاريخاً كبيراً، حيث إنه شارك في جميع الثورات على مر العصور. مضيفاً أن هناك إقبالاً كبيراً على انتخابات الحزب، وهذا يدل على أهميته، مشيراً إلى أن هناك تنافسية شديدة بين المرشحين، حيث إن الحياة السياسية تحتاج إلى التنافسية الشريفة والشفافة، لكن يجب التفاف الجميع حول رئيس الحزب القادم، وعدم التفرقة بين واحد وآخر.
وقال محمود أباظة، الرئيس السابق للحزب، إن «الوفد» يحتاج هذه الفترة إلى القدرة والحكمة، مضيفاً: «تكمن القدرة في شخص يستطيع لم الشمل وإعادة الطيور المهاجرة إلى الحزب والحكمة في إدارة الحزب وإعادته إلى مكانته».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.