مقتل أميركي وبريطاني من التحالف بـ «تفجير عبوة» قرب منبج

TT

مقتل أميركي وبريطاني من التحالف بـ «تفجير عبوة» قرب منبج

قتل جنديان، أميركي وبريطاني، من التحالف الدولي لمكافحة «داعش» في سوريا في هجوم بعبوة ناسفة، بحسب ما أفاد الجيش الأميركي والمرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة.
ووقع الهجوم في مدينة منبج التي تتمركز فيها قوات أميركية في وقت متأخر الخميس تزامنا مع تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه سيسحب القوات الأميركية من سوريا «قريبا جدا».
وقال بيان للقيادة المركزية: «قتل اثنان من أفراد قوات التحالف وجرح خمسة آخرون في انفجار عبوة ناسفة في سوريا» منتصف ليل الخميس الجمعة (21:00 ت غ)، مضيفا أن «الأفراد المصابين تلقوا الرعاية الفورية وتم إجلاؤهم لتلقي مزيد من العلاج الطبي».
وأفاد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة بأن أحد عنصري التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في سوريا اللذين قتلا الخميس في انفجار عبوة ناسفة في منبج شمال البلاد كان أميركيا.
وأوضح المسؤول طالبا عدم كشف هويته أن جنسية القتيل الثاني في هذا الهجوم الذي أوقع خمسة جرحى لم تعلن بعد، مشيرا إلى أنه ليس فرنسيا لكن افيد لاحقا انه بريطاني. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يعتمد على شبكة من المصادر الميدانية، أن الهجوم وقع في مدينة منبج. وقال المرصد إن «الهجوم نجم عن انفجار استهدف جنوداً من قوات التحالف الدولي في مدينة منبج التي تسيطر عليها قوات مجلس منبج العسكري والقوات الأميركية».
وذكر أن الهجوم تسبب في «مقتل عنصرين اثنين من قوات التحالف وإصابة ما لا يقل عن 9 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم 4 عناصر من قوات مجلس منبج العسكري».
وأضاف أن عدد القتلى مرشح للارتفاع «لوجود جرحى إصاباتهم بليغة». وتقع منبج بين مدينة حلب شمالا والضفة الغربية لنهر الفرات على بعد أقل من 30 كلم جنوب الحدود مع تركيا. ومنبج هي ملتقى العديد من مناطق النفوذ الدولية، وقد تصبح منطقة مشتعلة في مرحلة ما بعد تنظيم داعش. وصرح ترمب أمام عدد من عمال القطاع الصناعي في أوهايو الخميس: «سنخرج من سوريا قريبا جدا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.