فاس أكبر منطقة حضرية خالية من السيارات في العالم

أفضل المدن المغربية المشمولة بالحماية وساحات الأفنية المضاءة بالشموع

سور المدينة القديمة في فاس
سور المدينة القديمة في فاس
TT

فاس أكبر منطقة حضرية خالية من السيارات في العالم

سور المدينة القديمة في فاس
سور المدينة القديمة في فاس

من السهل أن تعرف لماذا تعتبر مدينة فاس المسورة (أقدم مدن أفريقيا) من مواقع التراث على قائمة اليونيسكو العالمية. إنها تقع عند سفوح جبال الأطلس الوسطى الشهيرة، وهي تحتل المرتبة الأولى بين أفضل المدن المغربية المشمولة بالحماية، عبر شوارعها الترابية الكاملة، والقصور القديمة ذات الجدران الباهتة، وساحات الأفنية المضاءة بالشموع.
يعيش ويعمل أكثر من ربع مليون شخص في هذا الجزء من المدينة، الذي تم بناؤه قبل نحو اثني عشر قرنا من الزمان. وليست هناك فنادق فخمة أو منتجعات كبيرة، وهي تعد أكبر منطقة حضرية خالية من السيارات في العالم، حسب تقرير لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
ويمكن لمدينة مراكش أن تحتل عددا أكبر من صفحات المجلات العالمية المخصصة للموضة والأزياء، ولكن فاس، وهي ثاني أكبر مدينة في المغرب، تعتبر من الناحية التاريخية مركز التعلم في العالم العربي قاطبة، كما أنها تحتضن أقدم جامعات العالم.
كما أنها تحظى بطابعها العصري كذلك، مع مزيد من المتاجر، والحانات، والمقاهي، والأسواق الحديثة التي باتت في انتشار متزايد في شارع التلة الكبيرة الذي بات يضاهي شارع الشانزليزيه الفرنسي الشهير. وهنا، يمتزج عشاق الموسيقات المغربية التقليدية مع أصحاب الحرف التقليدية في مزيج بارع.
ومع القليل من المعرفة المحلية، يمكنك أن تقابل العديد من المقاهي والحانات المحلية التي تتناثر عبر الأزقة التي لا أسماء لها، إلى جانب المطاعم المبتكرة التي تمزج ما بين القديم والحديث في براعة وأناقة جذابة. تمكنت صحافية الديكورات البريطانية تارا ستيفنز (التي تملك منزلا خاصا في المدينة) من تأسيس شركة «أناجام هوم» للأدوات والإكسسوارات المنزلية، للمساعدة في ازدهار الحرف المهنية المغربية من خلال دعم المهارات التقليدية في الأسواق الحديثة.
وتشتمل مجموعة المعروضات على بطانيات الصوف، والأغطية المصنوعة من القطن والكتان، والزجاج المصنع يدويا، والأعمال الفخارية الحديثة من فاس، والأعمال الخشبية اليدوية، والسجاد ذي التصاميم المعاصرة. ويمكن زيارة استوديو أناجام بميعاد مسبق فقط، وذلك للتأكد من الاتصال مسبقا قبل الزيارة.
يقع «كافيه كلوك»، الذي أسسه الشيف مايك ريتشاردسون، أحد خريجي كلية إيفي الأميركية المرموقة، في الجادة السابعة من درب المغانة، وهو يعتبر من مراكز الفنون متعددة للثقافات. ويضم هذا المنزل ذو الفناء الكبير، الذي يرجع تاريخ بنائه إلى 250 عاما ماضية، مقهى، ومكتبة، وحانة، ودارا للعرض السينمائي. ويعرض الموظفون هناك مختلف الحفلات والعروض الموسيقية للمساعدة في الحفاظ على التقاليد المغربية القديمة أو «الحكايات».
تعتبر سوق الزفاف في المدينة هي المكان الذي يمكنك فيه اختيار النعال، والمطرزات، وأغطية الرأس، والحجاب، والأثواب، وأثاث الزفاف المزخرف. إنها تعتبر من أسواق أزياء الزفاف الرائدة من دون منازع في المغرب. وتجد هناك «قصر أماني» الذي تجده عبر جولاتك في شوارع المدينة ويوفر لك حفلة الحناء الرائعة.
وهناك بالقرب من حي لا أشابين يوجد بازار باسم «معرض علي للفنون». وهو أشبه ما يكون بآلة الزمن من حيث الأبعاد، وبمجرد عبورك الأبواب يمكنك الانتقال من طابق إلى آخر، ومن غرفة إلى أخرى، وكل منها مفعم بالكثير من الأعمال المبهرة من الفنون، والأثاث، والمجوهرات، والمرايا.
يأخذ المصور المغربي الشاب عمر شينافي السائحين في جولة جميلة عبر المدينة، من أجل التعرف على ثقافة الشارع المغربي والاستمتاع بجماليات أغلب الأجزاء القديمة من المدينة. ولقد ظهرت صور عمر شينافي على صفحات مجلة التايمز الأميركية، ولقد تم اختياره المصور الرئيسي في مهرجان الموسيقات المقدسة العالمية المرموق، الذي يعقد في 22 - 30 يونيو (حزيران) من كل عام.
وجرى تزيين مقهى الكربوش في جادة التلة الكبيرة برسوم جدارية جميلة وجريئة. وإلى جانب التبولة، والطاجن، والفطيرة المغربية التقليدية، والبسطيلة. يبيع المقهى أيضا الأقراط المصنوعة من إطارات السيارات المعاد تدويرها. وبعد وجبة الغذاء، يمكنك المكوث في الجوار لتناول القهوة في مقهى برشلونة القريب. كما يوجد على مسافة بضعة أبواب قليلة المطعم المكسيكي «ناشو ماما»، وهو أول مطعم مكسيكي في المدينة، وقد افتتحه الشيف السابق نجات كاناشي.
ويقع فندق «قصر أماني»، وهو عبارة عن قصر مرمم على الطراز القديم، بجوار إحدى البوابات الرئيسية في مدينة فاس، وهو يوفر تجربة للتسوق تستمر قرابة ثلاث ساعات، بالإضافة إلى دورة في فنون الطهي. ويبدأ الصباح بجولة في سوق الطعام، وجمع مكونات الأكلات مع رئيس الطهاة. ثم العودة إلى الفندق لطهي الوجبة المغربية التقليدية المكونة من ثلاثة أطباق رئيسية.
وتعتبر مدينة فاس المغربية من المدن التي تستحوذ بحق على الحواس، ولكن إن رغبت في مزيد من الاسترخاء، عليك التوجه فورا إلى «حدائق جنان سبيل»، التي أنشئت في القرن الثامن عشر الميلادي بأمر من السلطان مولاي عبد الله. وهذه الحدائق، التي تسمى «واحة المدينة»، توفر الراحة النفسية والسلام الذاتي والمساحات الخضراء الخلابة عبر التصميمات الرائعة التي تم تجديدها مؤخرا.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».