«موينا»... جوهرة برنار أرنو الخاصة تصل إلى «دبي مول»

مصمم الدار راميش نير: الترف يحتاج إلى سخاء... واحترام التراث لا يعني عدم ضخه بالحداثة

المصمم راميش نير أمام مجموعة من صناديق السفر القديمة
المصمم راميش نير أمام مجموعة من صناديق السفر القديمة
TT

«موينا»... جوهرة برنار أرنو الخاصة تصل إلى «دبي مول»

المصمم راميش نير أمام مجموعة من صناديق السفر القديمة
المصمم راميش نير أمام مجموعة من صناديق السفر القديمة

الحكمة في الحياة هي ألا تحاول فتح باب أوصد في وجهك، فمن الأفضل البحث عن باب جديد قد يفتح أمامك آفاقا أبعد. رجل الأعمال برنار أرنو يتمتع بهذه الحكمة ويعرف جيدا أن الفرص لا تتوقف عند نقطة معينة وإلا ما أصبح أغنى رجل في فرنسا يتربع على إمبراطورية طويلة وعريضة.
عندما باءت محاولاته الاستحواذ على نسبة من أسهم دار «هيرميس» بالفشل منذ سنوات لم يُكابر أو يدخل في حرب هو في غنى عنها. في المقابل وجه أنظاره نحو «موينا» Moynat. دار فرنسية أخرى لا تقل عراقة ولا حرفية أو جمالا عن «هرميس». كانت تحتاج فقط إلى قبلة تُفيقها من سبات دام نحو الـ34 عاما وعملية تنفض عنها غبار الزمن لتُعيد إليها مجدها القديم. وبالفعل جند لها فريقا تنصب مهمته على تلميع صورتها والتحليق بها إلى العالمية. على رأس هذه الفريق وقع اختياره على المصمم الهندي الأصل راميش نير. وكان رهانه في محله، إذ لم تمر سوى فترة قصيرة حتى أصبح اسمها يتردد على الألسنة كمرادف للتميز والجودة العالية. ورغم أن اسم راميش نير غير معروف في أوساط الموضة، فإن خبرته تعود إلى طفولته في الهند حيث كان يقف مشدوها وهو يراقب الحرفيين في الأسواق الشعبية وكيف يقومون بأعمالهم بصبر ومثابرة. بعد درس التصميم في باريس وعمل مع مصممين عالميين من أمثال كريستيان لاكروا وجون بول غوتييه ومارتن مارجيلا. مع هذا الأخير عمل مساعداً له في دار «هيرميس». عندما اقترح عليه برنار أرنو أن يتولى مهمة إنعاش «موينا» في عام 2010، لم يتردد واعتبر الأمر «تحديا مثيرا» حسب قوله. فالكثير من الشركات وبيوت الأزياء اختفت في القرن الماضي، و«موينا» واحدة منها، مع فرق كبير أن هذه الأخيرة تتمتع بمخزون فني كبير لم يتم استهلاكه بعد، وبالتالي يمكن الغرف منه دون قيود. قوة راميش بالنسبة للدار تكمن في أنه يحب البحث في الأسواق القديمة والنبش في كتب التاريخ. في الفترة التي قضاها في دار «هيرميس» تعلم أهمية أن يحترم المصمم أرشيف الدار وإرثها. تعلم أيضا من مصممها حينذاك مارتن مارجيلا كيف يتعامل مع الماضي باحترام لا يمنع من ضخه بالحداثة ما دامت النتيجة ستكون راقية.
انتبه راميش أن التاريخ جزء لا يتجزأ من مهمته في «موينا» لهذا بدأ يسافر بحثا عن هذا الماضي من خلال قطع قد تآكلت بفعل الزمن والإهمال، لينسج منه قصصا تلهب الخيال وتثير الانتباه إليها من جديد. فبولين موينا، صاحبة الدار كانت رائدة، لأنها دخلت مجالا كان يقتصر على الرجال في بداية القرن التاسع عشر. فقد دخلت في منافسة مع كل من لويس فويتون وهيرميس والسيد غويار. وهذا بحد ذاته يُشكل قصة تستحق أن يحكيها للأجيال في وقت لا تزال فيه المرأة تحارب من أجل الحصول على حقوقها الشرعية ضمن الحملات التي شنتها الموضة هذا الموسم ونجمات هوليوود مؤخرا ولا تزال مستمرة.
يقول راميش إنه عندما قرأ عن بولين موينا، زاد إعجابه وتقديره للدار، لأنها كانت مُبدعة فعلا، فضلا أنه عندما تلقى العرض قيل له إنه لم يكن مُطالبا بإنتاج تصاميم كثيرة. كان الأهم بالنسبة للسيد برنار أرنو هو الكيف والجودة. فـ«الترف لا يجب أن يُقدر بثمن كذلك الجمال..إنهما حالة نفسية تتحكم فيها العاطفة» حسب قول المصمم راميش متابعا: «تعلمت أن الكرم مرادفا للترف... أي أن تكون كريما في كل شيء، بدءا من التصميم إلى الخامات».
ويشير إلى أن ما يزعجه أحيانا هو السرعة التي يتم التعامل بها مع الموضة، وهو ما يضع المصمم في مأزق لكن أيضا لا يعطيه الفرصة للاختبار والابتكار.
وللأسف يلعب المستهلك دورا في هذا حين لا يرى من الموضة سوى المنتج في صورته النهائية، ويجهل أن وراءه جنودا يعملون في الخفاء ربما قضوا أشهرا لتنفيذه بالصورة التي تُرضيه. راميش يؤكد بأنه يريد أن يحتفل بهؤلاء بتسليط الضوء على حرفيتهم وتفانينهم وفخرهم بما يقومون به من أعمال: «لا تتصورين كم الحب والفخر الذي يصُبهما الحرفي على كل قطعة. فمنهم تعلمت الصبر، كما أن أجمل القصص التي سمعتها كانت منهم». ويتابع: «إنهم يُشعرونني في كل مرة أراقبهم فيها وهم منكبون على العمل بالامتنان، ويُعلموني معنى التواضع. أحيانا أطلب منهم إنجاز قطعة في وقت محدد فينظرون إلي باستغراب ولسان حالهم يقول «لم العجلة؟ إن الجمال يحتاج إلى وقت ولا يمكن استعجاله».
عندما أقاطعه لأشير إلى أن الفكرة التي كونها معظم متابعي الموضة عن السيد برنار أرنو أنه بارد الأعصاب يهتم بالأرقام والأرباح فقط وهو ما يتعارض مع ما كان يقوله عن فلسفة «موينا»، يرد بسرعة أنها فكرة مغلوطة تماما. «صحيح أنه رجل أعمال من الطراز الأول وتهمه الأرباح في آخر العام، إلا أن هناك جوانب أخرى من شخصيته لا يعرفها سوى المقربون منه. فهو إنسان رائع، يقدر الفن والجمال ويعزف على البيانو بمهارة فائقة. (موينا) بالنسبة له بمثابة جوهرة أو تحفة فنية يريد أن يحافظ على تميزها. فعندما نستعرض أمامه قطعة جديدة تعجبه، فإنه يقف أماما لعدة ثوانٍ، وربما دقائق، من دون أن يتكلم لكننا نستشف من ملامح وجهه ما يجول بداخله من سعادة، إذ ترتسم على محياه ابتسامة خفيفة وتبرق عيونه... عندما تكون القطعة فريدة وبتقنيات عالية مثل حقيبة «نور» فإنه يقف أمامها وكأنه يقف أما لوحة فنية عليه أن يستمتع بها من دون كلام».
لكن هذا لا يعني أنه يريد أن تبقى الدار نخبوية. فواحدة من استراتيجيات الدار أن تتوسع في عواصم مهمة. ولأن الزبون العربي مهم وأكد أنه يقدر الترف ويعشق كل ما هو فريد، كان لا بد من التوجه إليه في عقر داره بافتتاح محلات فيها. مؤخرا افتتحت محلا رئيسيا في «دبي مول» بدبي يعكس كل ما هو باريسي وفريد. لكن يبقى مقرها الرئيسي في مبنى مكون من ثلاثة طوابق في شارع «سانت هونوريه» بباريس. أول ما يواجهك عندما تدخله مجموعة كبيرة من الحقائب الجلدية متراصة فوق بعضها.
أغلبها على شكل صندوق ضخم يحكي ألف قصة عن ماضي الدار العريق عندما كان السفر ترفا ويحتاج أن يعكس الوجاهة. وهذا ما كانت تأخذه الدار بعين الاعتبار بصنعها من جلد التماسيح، الذي يُعتبر من أغلى أنواع الجلود وأكثرها تعقيدا من حيث التعامل معه.
يشرح راميش أن عددا قليلا من الحرفيين يتمتعون بمهارة التعامل معه بشكل صحيح. كما أنه يستغرق وقتا أطول مما تستغرقه صناعة نفس الحقيبة من الجلد العادي بثلاث مرات. لكن كل الجهد يهون عندما تكون القطعة مميزة وفريدة من نوعها.

محطات تاريخية
تأسست في عام 1849 قبل «لويس فويتون» و«غويار». اللافت فيها أن وراءها امرأة اسمها بولين موينا، اقتحمت عالما رجاليا محضا. حتى تتميز عن غيرها، جعلت الزوايا المنحنية ماركتها المسجلة لتسهيل حملها ووضعها أعلى السيارة.
وسرعان ما أصبحت «موينا» ماركة يُقبل عليها نجوم الكوميديا الفرنسية مثل غابرييل ريجان، التي ربطتها علاقة صداقة مع بولين، أدت إلى إطلاق اسم «ريجان» على حقيبة أيقونية لا تزال الدار تعود إليها في كل موسم. لكن في عام 1976 تضعضعت أحوالها وتم إغلاقها، إذ لم يكن لبولين مونيا أي أولاد يرثونها ويحملون المشعل عنها.
كان من الممكن أن يواريها الغبار إلى الأبد لكن بعد أكثر من ثلاثة عقود، قرر رجل الأعمال برنار أرنو أن يعيد إليها بريق أيام زمان وينافس بها أرقى وأفخم بيوت الإكسسوارات. ولأنه رجل لا يدخل أي رهان غير مضمون فإن النتائج ظهرت سريعا من خلال افتتاحه محلات في كثير من أنحاء العالم كان آخرها في «دبي مول».


مقالات ذات صلة

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)

الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
TT

الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)

بعد عام تقريباً من التحضيرات، حلت ليلة 13 نوفمبر (تشرين الثاني). ليلة وعد إيلي صعب أن تكون استثنائية ووفى بالوعد. كانت ليلة التقى فيها الإبداع بكل وفنونه، وتنافس فيها بريق النجوم من أمثال مونيكا بيلوتشي، وسيلين ديون، وجينفر لوبيز، وهالي بيري ويسرا، وغيرهن مع لمعان الترتر والخرز واللؤلؤ. 300 قطعة مطرزة أو مرصعة بالأحجار، يبدو أن المصمم تعمد اختيارها ليرسل رسالة إلى عالم الموضة أن ما بدأه منذ 45 عاماً وكان صادماً لهم، أصبح مدرسة ومنهجاً يقلدونه لينالوا رضا النساء في الشرق الأوسط.

من عرض إيلي صعب في الرياض (رويترز)

لقاء الموضة بالموسيقى

كان من المتوقع أن تكون ليلة خاصة بالموضة، فهذه أولاً وأخيراً ليلة خاصة بإيلي صعب، لكنها تعدت ذلك بكثير، أبهجت الأرواح وغذَّت الحواس وأشبعت الفضول، حيث تخللتها عروض فنية ووصلات موسيقية راقصة لسيلين ديون، وجينفر لوبيز، ونانسي عجرم، وعمرو دياب وكاميلا كابيلو. غنت لوبيز ورقصت وكأنها شابة في العشرينات، ثم نانسي عجرم وعمرو دياب، واختتمت سيلين ديون الفعالية بثلاث أغنيات من أشهر أغانيها وهي تتفاعل مع الحضور بحماس. لم تقف وعكتها الصحية التي لا تزال آثارها ظاهرة عليها مبرراً لعدم المشاركة في الاحتفال بمصمم تُكنّ له كل الحب والاحترام. فإيلي صعب صديق قبل أن يكون مصمم أزياء تتعامل معه، كما قالت. يؤكد إيلي الأمر في لقاء جانبي، قائلاً: «إنها علاقة عمرها 25 عاماً».

وهذا ما جعل الحفل أشبه بأغنية حب.

هالي بيري وهي تلبس فستان الأوسكار الأيقوني نفسه الذي ارتدته عام 2002 (خاص)

هالي بيري التي ظهرت في أول العرض بالفستان الأيقوني الذي ظهرت به في عام 2002 وهي تتسلم جائزة الأوسكار بوصفها أول ممثلة سمراء، دمعت عيناها قبل العرض، وهي تعترف بأن هذه أول مرة لها في الرياض وأول مرة تقابل فيها المصمم، رغم أنها تتعامل معه منذ عقود. وأضافت أنه لم يكن من الممكن ألا تحضر المناسبة؛ نظراً للعلاقة التي تربطهما ببعض ولو عن بُعد.

يؤكد إيلي عمق هذه العلاقة الإنسانية قائلاً: «علاقتي بهالي بيري لم تبدأ في عام 2002، بل في عام 1994، حين كانت ممثلة صاعدة لا يعرفها المصممون». وأضاف ضاحكاً: «لا أنكر أن ظهورها بذلك الفستان شكَّل نقلة مهمة في مسيرتي. ويمكنني القول إنه كان فستاناً جلب الحظ لنا نحن الاثنين. فيما يخصني، فإن ظهورها به وسَّع قاعدة جمهوري لتشمل الإنسان العادي؛ إذ إنها أدخلتني ثقافة الشارع بعد أن كنت معروفاً بين النخبة أكثر». غني عن القول أن كل النجمات المشاركات من سيلين وجينفر لوبيز إلى نانسي عجرم من زبوناته المخلصات. 80 في المائة من الأزياء التي كانت تظهر بها سيلين ديون مثلاً في حفلات لاس فيغاس من تصميمه.

عرض مطرَّز بالحب والترتر

بدأ عرض الأزياء بدخول هالي بيري وهي تلبس فستان الأوسكار الأيقوني نفسه. لم يتغير تأثيره. لا يزال أنيقاً ومبتكراً وكأنه من الموسم الحالي. تلته مجموعة تقدر بـ300 قطعة، أكثر من 70 في المائة منها جديدة لخريف وشتاء 2025 ونسبة أخرى من الأرشيف، لكنها كلها كانت تلمع تطريزاً وترصيعاً إما بالترتر والخرز أو اللؤلؤ. فالتطريز لغة أتقنها جيداً وباعها للعالم. استهجنها المصممون في البداية، وهو ما كان يمكن أن يُحبط أي مصمم صاعد يحلم بأن يحفر لنفسه مكانة بين الكبار، إلا أنه ظل صامداً ومتحدياً. هذا التحدي كان واضحاً في اختياراته لليلته «1001 موسم من إيلي صعب» أيضاً بالنظر إلى كمية البريق فيها.

ساهمت في تنسيق العرض كارين روتفيلد، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» النسخة الفرنسية سابقاً، والمعروفة بنظرتها الفنية الجريئة. كان واضحاً أنها تُقدّر أهمية ما كان مطلوباً منها. فهذه احتفالية يجب أن تعكس نجاحات مسيرة عمرها 45 عاماً لمصمم وضع صناعة الموضة العربية على الخريطة العالمية. اختير لها عنوان «1001 موسم من إيلي صعب» لتستعرض قوة المصمم الإبداعية والسردية. قال إنه استوحى تفاصيلها من عالم ألف ليلة وليلة. لكن حرص أن تكون اندماجاً بين التراث العربي والابتكار العصري. فكل تصميم كانت له قصة أو يسجل لمرحلة كان لها أثر على مسيرته، وبالتالي فإن تقسيم العرض إلى مجموعات متنوعة لم يكن لمجرد إعطاء كل نجمة مساحة للغناء والأداء. كل واحدة منهم عبَّرت عن امرأة تصورها إيلي في مرحلة من المراحل.

جينفر لوبيز أضفت الشباب والحيوية على العرض (خاص)

جينفر لوبيز التي ظهرت بمجموعة من أزيائه وهي ترقص وتقفز وكأنها شابة في العشرينات، كانت تمثل اهتمامه بمنح المرأة حرية الحركة، بينما كانت نانسي عجرم بفستانها الكلاسيكي المرصع بالكامل، تعبّر عن جذور المصمم اللبناني وفهمه لذوق المرأة العربية ككل، ورغبتها في أزياء مبهرة.

أما المغنية كاميلا كابيلو فجسدت شابة في مقتبل العمر ونجح في استقطابها بتقديمه أزياء مطعَّمة ببعض الجرأة تعكس ذوق بنات جيلها من دون أن تخرج عن النص الذي كتبه لوالدتها. كانت سيلين ديون، مسك الختام، وجسَّدت الأيقونة التي تمثل جانبه الإبداعي وتلك الأزياء التي لا تعترف بزمان أو مكان.

حب للرياض

بعد انتهاء العرض، وركض الضيوف إلى الكواليس لتقديم التحية والتبريكات، تتوقع أن يبدو منهكاً، لكنه كان عكس ذلك تماماً. يوزع الابتسامات على الجميع، يكرر لكل من يسأله أن أكثر ما أسعده، إلى جانب ما شعر به من حب الحضور والنجوم له، أنه أثبت للعالم «أن المنطقة العربية قادرة على التميز والإبداع، وأن ما تم تقديمه كان في المستوى الذي نحلم به جميعاً ونستحقه».

وأضاف: «أنا ممتن لهذه الفرصة التي أتاحت لي أن أبرهن للعالم أن منطقتنا خصبة ومعطاءة، وفي الوقت ذاته أن أعبّر عن حبي للرياض. فأنا لم أنس أبداً فضل زبونات السعودية عليّ عندما كنت مصمماً مبتدئاً لا يعرفني أحد. كان إمكانهن التعامل مع أي مصمم عالمي، لكن ثقتهن في كانت دافعاً قوياً لاستمراري».

سيلين ديون أداء مبهر وأناقة متألقة (خاص)

أسأله إن كان يخطر بباله وهو في البدايات، في عام 1982، أن يصبح هو نفسه أيقونة وقدوة، أو يحلم بأنه سيدخل كتب الموضة بوصفه أول مصمم من المنطقة يضع صناعة الموضة العربية على خريطة الموضة العالمية؟ لا يجيب بالكلام، لكن نظرة السعادة التي كانت تزغرد في عيونه كانت أبلغ من أي جواب، وعندما أقول له إنه مصمم محظوظ بالنظر إلى حب الناس له، يضحك ويقول من دون تردد نعم أشعر فعلاً أني محظوظ.