في أول محفل دولي لمعهد مسك للفنون، افتتح أول من أمس الأربعاء معرض الثقافة الفنية السعودية المعاصرة، في العاصمة الأميركية واشنطن، وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة لبرنامج زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأميركية.
بلغة الشعوب الموحدة، «اللون والضوء» استطاع عدد من الفنانين إيصال الثقافة السعودية للمجتمع الأميركي، ولم تمنع العاصفة الثلجية الزوار الأميركيين من الحضور إلى مركز كيندي للمعارض للاستمتاع بالفعاليات الفنية السعودية.
بأكثر من 15 عملاً فنياً، تنوعت ما بين لوزيتية، ومجسمات عصرية، إضافة إلى عرض لفن القط العسيري، رسمت «مسك للفنون» على محيا الحاضرين علامات الانبهار والدهشة، إذ وجد المجتمع الأميركي بلداً جديداً مختلفاً عما كان يعتقد، على الرغم من كل الجهود المضادة التي حاولت التأثير على حاضري الحفل.
علي العسيري البالغ من العمر 50 عاماً، يقف بزيه السعودي الثوب والشماغ، وتقف إلى جانبه زوجته فاطمة نافع بزيها التراثي، يمارسان معاً النقش العسيري على لوحة جدارية يبلغ طولها نحو خمسة أمتار، في عرض حي وواقعي لأحد أهم الفنون في منطقة عسير (جنوب السعودية) يتابعهما جمهور عريض مأخوذ بدقة تفاصيل عملية التنقيط.
يقول العسيري لـ«الشرق الأوسط» إن انجذاب الجمهور الأميركي إلى تفاصيل النقش العسيري كان أمراً لا يصدق. الانبهار كان العنوان الأبرز والوصف الدقيق لما وجده العسيري على وجوه الحاضرين أثناء متابعة لوحتهم الجدارية، إذ يشير إلى أن ما اختزنته اللوحة الفنية من رسومات وألوان متعددة انعكست إيجابياً على وجوه الزوار، واعتبره الناتج الحقيقي لما يبحث عنه كل فنان يريد لأعماله النجاح.
ويضيف: «لم أواجه في حياتي أسئلة متعددة ومتكررة عن فن القط العسيري مثل هذه المرة، الجميع يتابع، والجميع يسأل، وعلى مدار ثلاث ساعات متواصلة، لم أستطع الراحة أو التوقف عن التلوين، وهذا حقاً لا يصدق في مجتمع متلهف يريد معرفة كل شيء عن السعودية».
بدوره، أكد الدكتور أحمد ماطر، مدير معهد مسك للفنون خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط»، على أهمية المعارض الفنية والثقافية التي تصاحب زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، للتعبير عن السعودية إلى الشعب الأميركي بعيون فنية، عن طريق الضوء واللون.
وأضاف: «يسعدنا أن نحضر بعضاً من أفضل الفنون السعودية المعاصرة إلى العاصمة واشنطن خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تُظهر ثروة المواهب الفنية التي يتمتع بها أبناء المملكة العربية السعودية، وكيف يشكل الفن والتعبير الثقافي والصناعات الإبداعية جزءاً لا يتجزأ من التغيير في المملكة، مما ساعد على ضمان مجتمع نابض بالحياة، متقبل للإبداع والتطور».
وأشار ماطر إلى أن معهد مسك للفنون يعمل مع مؤسسة مسك بشكل عام على تمكين الشباب السعودي من إطلاق العنان لموهبته الفنية، إذ يتم ذلك من خلال تقديم أعمال أبناء الوطن، وبشكل حيوي من خلال تشجيع التبادل الثقافي الدولي، والتعاون الدبلوماسي في الخارج، لافتاً إلى أنه من الضروري في هذا الوقت أن يتفاعل الفنانون السعوديون مع كل الجماهير حول العالم، وهو ما يعمل عليه معهد مسك للفنون من خلال فعاليته الحالية في العاصمة واشنطن.
«مسك للفنون» ترسم باللون والضوء صورة سعودية حديثة في أميركا
معرض في واشنطن يتضمن أكثر من 15 عملاً فنياً من المملكة
«مسك للفنون» ترسم باللون والضوء صورة سعودية حديثة في أميركا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة