«ثمانية»... منصة إلكترونية تواكب التحولات المجتمعية في السعودية

مشروع يعتمد «الصحافة الاستقصائية» حظي بـ5 ملايين مشاهدة

عبد الرحمن أبو مالح مؤسس «ثمانية» حصل مؤخراً على جائزة الإعلام الجديد في السعودية
عبد الرحمن أبو مالح مؤسس «ثمانية» حصل مؤخراً على جائزة الإعلام الجديد في السعودية
TT

«ثمانية»... منصة إلكترونية تواكب التحولات المجتمعية في السعودية

عبد الرحمن أبو مالح مؤسس «ثمانية» حصل مؤخراً على جائزة الإعلام الجديد في السعودية
عبد الرحمن أبو مالح مؤسس «ثمانية» حصل مؤخراً على جائزة الإعلام الجديد في السعودية

شجعت التحولات التي تشهدها السعودية حماسة شبان سعوديين لصناعة محتوى رقمي بفكر متجدد، ومن ذلك منصة «ثمانية» الإلكترونية التي فازت بإحدى جوائز الإعلام الجديد التي قدمتها وزارة الثقافة والإعلام السعودية للمبدعين في إنتاج المحتوى الرقمي قبل أشهر.
قصة «ثمانية» بدأت عندما استقطب عبد الرحمن أبو مالح رئيس تحرير منصة «ثمانية» 8 من الكتاب والمخرجين ومعدي البرامج مدفوعاً بشغفه لتطوير المحتوى العربي، فالشاب الذي درس هندسة البرمجيات كان مهتماً بالإعلام والصحافة وصناعة المحتوى وأساليب التأثير، واتجه إلى مجال صعب ودقيق ممثلاً بالصحافة الاستقصائية، التي تمثل الخط المستمر لحلقات «ثمانية» المعروضة على قناة «يوتيوب» التي حظيت بأكثر من 5 ملايين مشاهدة. ووصف أبو مالح الصحافة الاستقصائية بأنها «متعبة، ومرهقة ومكلفة ماديا ولذلك لم تنتشر كثيراً في العالم، وفي النطاق العربي تحديداً»، مؤكداً كثرة التحديات التي يحاولون تخطيها بالإيمان بمعرفة وإمكانات فريق «ثمانية».
وعن اهتمام هذا المشروع بمواكبة التحولات المجتمعية، ذكر أبو مالح أنهم يهتمون بالبحث عن التفاصيل الصغيرة المهمة من كل شيء. وتابع: «نعتقد كذلك أننا قادرون على عرض محتوى ثقافي راق، وربما البعض يظن الثقافة تتعلق بالكتب والقراءة، لكننا نرى الثقافة في كيفية التعامل مع الناس، كيف نقرأ، كيف نرى الآخر، كيف نعيش، وما هي تساؤلاتنا... نحن نحاول إعادة تعريف الثقافة».
وأشار إلى أن «ثمانية» تضم حالياً 21 موظفاً بين عاملين بدوام كامل ودوام جزئي، ولكل منتج إعلامي فريق مختص، وتقدم منتج الإذاعة والمنتج المرئي والفعاليات والمنتج المرتبط بأشكال مختلفة، مشدداً على أن المحتوى هو الأساس مع اختلاف الوسائط.
وتتجه «ثمانية» لترجمة منتجات مرئية وعرضها في «يوتيوب»، لتوصيل الصورة الحقيقية للسعوديين إلى العالم وفقاً لأبو مالح الذي أكد ترجمة بعض المقاطع باللغة الإنجليزية بما يناسب سياق فهم الغرب والشرق.
وتطرق إلى قصة إطلاق بودكاست «فنجان» الذي يمثل جزءاً من منتجات «ثمانية»، وهو برنامج صوتي أسبوعي يُحاوَر فيه عدد من الشخصيات المثيرة للجدل في السعودية. وقال: «أطلقنا البودكاست في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016، وكان حينها لا يوجد إلا اثنان أو ثلاثة من برامج البودكاست العربي، وبلغ عدد مستمعي بودكاست فنجان خلال الـ12 شهر الماضية أكثر من 3 ملايين مستمع، وأنتجنا 79 حلقة تُنشر أسبوعياً كل يوم أحد».
وتصف منصة «ثمانية» نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها «ثامن مقاطعة من سبع مقاطعات غير موجودة، ثامن يوم من الأسبوع غير الموجود. هنا في مقاطعة ثمانية، ننقلك من العالم الافتراضي إلى المستقبل تماما، لأننا في مقاطعة ثمانية سنعيد تعريف المحتوى من جديد، للعيش في المستقبل».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».