«تحوّلات المنطقة العربية» محور مؤتمر «فكر 16»

شعار مؤتمر «فكر 16»
شعار مؤتمر «فكر 16»
TT

«تحوّلات المنطقة العربية» محور مؤتمر «فكر 16»

شعار مؤتمر «فكر 16»
شعار مؤتمر «فكر 16»

تحت رعـاية الشيخ محمد بن راشـد آل مكتـوم، نائب رئيـس دولـة الإمارات العـربية المتّحـدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، تعقد مؤسّسة الفكر العربي مؤتمرها السنوي السادس عشر «فكر»، تحت عنوان «تداعيات الفوضى وتحدّيات صناعة الاستقرار»، وذلك في الفترة بين 10 و12 أبريل (نيسان) 2018 فـي دبي، فندق غراند حياة.
تهدف المؤسّسة من خلال مؤتمرها إلى توفير فرصة استراتيجيّة أمام المشاركين، من أجل التحاور والتبادل الرصين والعميق للأفكار والخبرات، في محاولة للتصدّي للتحدّيات الراهنة التي تواجه الوطن العربي، وكذلك لبحث السياسات البنّاءة اللازمة لإيجاد الحلول ورسم خطّة عمل مستقبليّة، تُسهم في بناء الاستقرار في دُوله ومجتمعاته.
يشكّل المؤتمر منصّة تجمع مسؤولين رفيعي المستوى، وقادة فاعلين من القطاعين العام والخاص، ومفكّرين، وصنّاع قرار، واستراتيجيين، وممثّلين عن المجتمع المدني. وتنعقدُ خلال المؤتمر جلسات عامّة وجلسات متخصّصة متزامنة. وسيتمّ تكريم الفائزين بـ«جائزة الإبداع العربيّ» و«جائزة مسيرة عطاء» خلال حفل عشاء خاصّ في اليوم الثاني من أعمال المؤتمر.
ومن المقرّر أن تُعقد أربع جلسات عامّة حول «دور القوى الدوليّة»، و«دور المنظّمات الإقليمية والدولية»، و«سُبُل صناعة الاستقرار»، و«أنشطة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار في الدول العربيّة، وإسهامها في التنمية الشاملة والمستدامة وصناعة الاستقرار». كما ستُعقد سبع جلسات متخصّصة متزامنة تتعلّق بـ«الفقر والتفاوت والبطالة»، و«اختلال آليّات العمل السياسيّ»، و«التدخّلات الخارجيّة»، و«التطرّف والإرهاب»، و«الإعلام»، و«الميديا الجديدة ووسائل التواصل الاجتماعيّ»، و«التربية والتعليم والثقافة». ويُختتم المؤتمر بجلسة حول «الإنسان العربي الجديد شرطٌ وضمانة للاستقرار المُستدام».
وتُطلق مؤسّسة الفكر العربي عشيّة انعقاد مؤتمر «فكر16» التقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية الذي يصدر هذه السنة تحت عنوان «البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار في الدول العربيّة، وإسهامها في التنمية الشاملة والمستدامة»، وذلك في حفل خاص يُقام يوم الاثنين عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.
نبذة عن مؤتمر «فكر16»
تتداخل الأزمات والأحداث المفاجئة وغير المتوقّعة، وتطرح تأثيراتها على مناطق العالم المختلفة. يحدث هذا التغيّر تحت وطأة التقدّم المتسارع في الإنجازات العلميّة والتكنولوجيّة، وتبلور اقتصاد المعرفة ومجتمعها، وما يسمّى بـ«الثورة الصناعيّة الرابعة» التي تغيّر من نوعيّة الحياة على نحو جذري. وفي أتون هذا التحوّل الكبير، يشهد العالم أنماطاً متداخلة من التعاون والصراع والمنافسة بين الدول، والتقلّبات في المواقف والسياسات، والتحالفات المرنة والمتغيّرة، والتدافع بين القوى التي تسعى للمحافظة على الوضع العالمي القائم والقوى العاملة على تغييره. وتناولت الأدبيّات العلميّة هذه الحالة بمصطلحات مثل «الفوضى» و«الاضطراب» و«اللّانظام».
لقد ترتّبت عن هذه الحالة تغيّرات مهمّة في مصادر القوّة وأشكالها، والتباين في الهيكل العالمي لتوزيع القوّة، بين القوّة العسكريّة والقوّة الاقتصاديّة والتكنولوجيّة، وشيوع حالة من السيولة وازدياد مساحة عدم اليقين.
في هذا الإطار، يهدف مؤتمر «فكر16» إلى فحص عناصر هذه الحالة وتحليلها على المستوى الكونيّ، وبحث تأثيراتها وتداعياتها على الدول العربية، واقتراح سبل التعامل معها وصناعة الاستقرار. مع التأكيد على أنّ تعبير الاستقرار في هذا الشأن، لا يعني الجمود أو الحفاظ على الأوضاع القائمة، وإنّما اتّباع السياسات وبناء المؤسّسات التي تحقّق التطوّر المنظّم، وتستجيب للمطالب بما يضمن تحقّق السلم المجتمعيّ.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».