تحرير مواقع للانقلابيين في البيضاء... وحصار معسكر بالجوف

TT

تحرير مواقع للانقلابيين في البيضاء... وحصار معسكر بالجوف

حررت قوات الجيش الوطني في محافظة البيضاء، وسط اليمن مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش عملياته العسكرية التي انطلقت الأحد الماضي، لتحرير ما تبقى من مديرية برط العنان بمحافظة الجوف، شمالا، وإطباق حصاره على الانقلابيين في معسكر «طيبة الاسم» الاستراتيجي، علاوة على استمرار العمليات العسكرية في محافظة صعدة، معقل الحوثيين، وجنوب وغرب تعز والساحل الغربي لليمن.
وقال قائد جبهة ناطع بالبيضاء، العميد صالح عبد ربه المنصوري قائد اللواء 173 مشاة، إن «قوات الجيش الوطني استكملت (أمس) الأربعاء، تطهير ما تبقى من جيوب الميليشيات الانقلابية في جبل الظهر الاستراتيجي، كما تمكنت من تحرير جبل القرحا وجبل الحديدة، وأصبحت القوات تسيطر ناريا على وادي فضحة أولى مناطق مديرية الملاجم».
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن العميد المنصور تأكيده «مقتل 39 انقلابيا وجرح العشرات»، وأن «هذه الانتصارات جاءت بإسناد مباشر من طيران التحالف العربي، حيث استهدفت المقاتلات ثلاثة أطقم تحمل تعزيزات للميليشيات في شعب فضة وأسفرت عن تدمير تلك الأطقم ومقتل جميع من كانوا على متنه، فيما لا تزال المعارك مستمرة حتى استكمال تحرير مديرية الملاجم ومحافظة البيضاء بالكامل من قبضة الميليشيات الانقلابية، بدعم وإسناد من التحالف العربي».
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» قال الناشط السياسي أحمد الحمزي، من أبناء المحافظة، إن «الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنوا من أسر 25 انقلابيا، إضافة إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى من بينهم مشرف ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبل الظهر، واثنان من مرافقيه، بعد معارك عنيفة تمكنت خلالها القوات من استعادة أسلحة نوعية وإعطاب آليات عسكرية».
على صعيد متصل، ولليوم الرابع على التوالي، تواصل قوات الجيش الوطني عملياتها العسكرية في مديرية برط العنان، شمال الجوف، وأعنفها في محيط معسكر طيبة الاسم الذي تقترب فيه القوات من السيطرة عليه بعد حصارها الميليشيات الانقلابية، بحسب ما أكده مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» الذي قال إن «الميليشيات الانقلابية تستميت في الثبات بمواقعها في المعسكر، كونه من أهم معسكراتهم في المحافظة، وفيه يتم تجهيز المقاتلين القادمين من صعدة والمناطق القريبة، حيث إنه يقع بين محافظتي صعدة والجوف».
وذكر أن ميليشيات الحوثي الانقلابية «تكبدت خلال الأيام الثلاثة الماضية الخسائر البشرية والمادية في معاركها مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات التحالف، إضافة إلى مشاركة الأباتشي التي استهدفت تعزيزات الانقلابيين في مواقع متفرقة».
وفي سياق متصل، أفشلت قوات الجيش الوطني، بإسناد جوي من التحالف العربي، هجوما شنته عليهم الميليشيات الانقلابية على مواقعها في عدد من المواقع بمحور البقع بمحافظة صعدة، حيث اندلعت عقب ذلك مواجهات عنيفة مع قصف متبادل، وتكثيف مدفعية الجيش من قصفها على مواقع الانقلابيين، إضافة إلى غارات التحالف العربي التي استهدفت تجمعات ومواقع عسكرية في كتاف ورازح والبقع وكبدتهم الخسائر البشرية والمادية.
وتركزت أعنف المعارك في محيط سلسلة جبال محجوبة الاستراتيجية عقب كسر قوات الجيش الوطني هجوم ميليشيات الحوثي الانقلابية التي حاولت استعادة مواقع خسرتها خلال الأيام الماضية.
وبالانتقال إلى جبهة تعز، احتدمت المعارك في جبهة مقبنة، غربا، بعد تصدي قوات الجيش الوطني لمحاولات تقدم الانقلابيين إلى عدد من مواقعها، وأبرزها في عزلة اليمن، خصوصا بعد مقتل 28 انقلابيا وإصابة 23 آخرين من ميليشيات الحوثي الانقلابية بمعارك، أول من أمس (الثلاثاء)، بمعاركهم مع الجيش الوطني.
وردا على خسائرها، كثفت ميليشيات الحوثي من قصفها على عدد من القرى المأهولة بالسكان في ذات المديرية وعدد من الأحياء السكنية في المدينة ومديرية الصلو الريفية، جنوبا، علاوة على تفجيرها منزل المواطن أحمد عبده مقبل الشرجبي في قرية دراع الغبار في الشقب بصبر الموادم، جنوب شرقي تعز. طبقا لما أكده مصدر عسكري في محور تعز لـ«الشرق الأوسط».
وفي جبهة الساحل الغربي، قال مصدر في المقاومة التهامية إن «مجموعة من كتائب الزرانيق، التابعة للجيش الوطني، هاجمت فجر أمس الأربعاء، مزرعة تابعة للميليشيات الانقلابية شرق مفرق سم بالقرب من مديرية حيس، جنوب الحديدة، كانت تتخذه الميليشيات الانقلابية موقعا استراتيجيا وموقع انطلاق لشن هجماتها على أفراد المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وتمكنت العناصر من السيطرة على الموقع وقتل اثنين من الانقلابيين وجرح ثلاثة آخرين».
وقال سكان محليون في الخوخة لـ«الشرق الأوسط»، إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية استهدفت، مساء الثلاثاء، سيارة إسعاف طبية مدنية، على طريق الخوخة - المخا، جنوب الحديدة، بعدد من القذائف أثناء قيامهم بمهامهم الإسعافية وقتلت أحد المسعفين، فيما أصيب ثلاثة من مرافقيه وصفت حالتهم بالخطيرة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».