كشف جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي في باريس وزير الثقافة الفرنسي الأسبق، عن الاتجاه لإقامة معرض عن «مدائن صالح» الأثرية التي تقع شمال غربي السعودية، متوقعاً أن يفتتح المعرض الذي يجري العمل عليه حالياً لانطلاقته عام 2019.
وأضاف لانغ لـ«الشرق الأوسط»: «أعلق أهمية كبيرة على اللغة العربية وتدريسها، حيث نستضيف نحو ألفي طالب من جميع الأعمار في دورات برنامج (إيمَا). وهم في معظم الأحيان من الجنسية الفرنسية، وصممنا خطة كبيرة للغة العربية في هذا البرنامج، غير أننا ما زلنا نبحث عن التمويل بشأنه».
وعن إسهام المعهد في تثبيت حق فلسطين في التراث والحضارة والدين، قال رئيس معهد العالم العربي في باريس: «شخصياً أيدت دائماً حق الفلسطينيين في إقامة دولة، وليس هناك بديل عن حل الدولتين، وكرسنا مناسبات عدة لفلسطين في السنوات الأخيرة، وكان هناك حدث (فلسطين، خلق في جميع ولاياتها) عام 2009، ثم الحدث الجميل (فلسطين في إيما) عام 2016».
ويدعم المعهد بحسب لانغ، إنشاء متحف للفن الحديث والمعاصر في فلسطين، كشراكة بين الوفد الفلسطيني بـ«اليونيسكو» ومعهد العالم العربي، وسيجمع هذا المتحف أكثر من 140 مصنعاً، تأتي من تبرعات التضامن من الفنانين الأوروبيين والعرب.
وذكر لانغ أن المعهد سيحتفظ بهذه المقتنيات، في انتظار تركيبها وعرضها في فلسطين، كما افتتح المعهد في 10 مارس (آذار) الحالي معرض «متحف في فلسطين»، الذي يقام للسنة الثانية على التوالي.
ولفت إلى أن المعهد نظّم معارض كبيرة حققت نجاحاً شعبياً، ومنها «الحج»، و«ذات مرة في قطار الشرق السريع»، و«أوزوريس، كنوز مصر الغارقة»، و«كنوز الإسلام في أفريقيا» أو «مسيحيو الشرق... 2000 سنة من التاريخ».
وتطرق إلى أن المعهد يعتبر فضاء متعدد التخصصات، إذ توجد جميع أشكال التعبير الفني مثل الموسيقى والرقص والسينما والعلوم الإنسانية والاجتماعية والأدب، ويولي اهتماماً خاصاً بمناقشة الأفكار المتعلقة بتنظيم الاجتماعات والندوات.
ووفق لانغ، تم إطلاق كثير من الفعاليات الجديدة، مثل «ليلة الشعر»، و«موعد في تاريخ العالم العربي»، منوهاً بما يقدر بمليون زائر سنوياً، يسعون إلى فهم أفضل لهذا العالم.
وتطرق إلى أن المعهد يهدف إلى زيادة الوعي وتعزيز الثقافة العربية واللغة في باريس وعلى نطاق أوسع في فرنسا وبين الجمهور الأوروبي، وصمم لتعزيز الروابط والحوار بين العالم العربي وفرنسا وأوروبا، ومن خلال الدفاع عن الثقافة العربية يوماً بعد يوم، التي تعمل أيضاً على تعزيز السلام والتسامح.
وتابع لانغ: «جميع الأحداث التي ذكرتها تسهم في تحقيق هذا الهدف، والعمل الذي نقوم به الآن معترف به على نطاق واسع، ويتجلى هذا في حقيقة أن رؤساء الدول والقادة العرب، خصوصاً في الخليج، يدعمونه ويزورونه أيضاً بشكل متزايد».
وقال لانغ: «أصبحت العلاقات بين فرنسا والسعودية من جهة وبين فرنسا ودول الخليج من جهة أخرى، أقوى بكثير منذ وصولي إلى رئاسة المعهد، إذ كانت إحدى أولوياتي وعملت بجد على ذلك. وكنّا قدمنا معرضاً جميلاً جداً عن شعيرة الحج عام 2014».
وعن الدعم المالي لأعمال المعهد، أوضح لانغ أن الدول العربية كانت تدفع قيمة الاشتراك السنوي على مدى 20 عاماً للمعهد العربي، أما اليوم، فإن الحكومة الفرنسية تدفع إعانة سنوية، لتسيير أعمال المعهد، ولكن بعض الدول العربية من بينها السعودية والكويت وقطر والإمارات تبرعت في السنوات الأخيرة لتمويل تجديد المبنى (السفينة)، مشيراً إلى أن ميزانية المعهد السنوية مع ذلك مقيدة، ما يجبره على التخلي عن كثير من المشاريع، ولذلك فإن المعهد مستعد للترحيب بأي إسهام مالي عربي جديد.
6:37 دقيقة
معهد العالم العربي في باريس يعد معرضاً عن «مدائن صالح» الأثرية
https://aawsat.com/home/article/1210156/%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D9%8A%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%86-%C2%AB%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%86-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%C2%BB-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%8A%D8%A9
معهد العالم العربي في باريس يعد معرضاً عن «مدائن صالح» الأثرية
لانغ لـ«الشرق الأوسط»: نبحث عن تمويل لبرنامج «إيمَا» لتعليم العربية
- الرياض: فتح الرحمن يوسف
- الرياض: فتح الرحمن يوسف
معهد العالم العربي في باريس يعد معرضاً عن «مدائن صالح» الأثرية
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة