انتهاء تصويت المصريين بالخارج وجمع الأصوات في القاهرة

إعلان نتائج اقتراعهم بعد الانتخابات الرئاسية داخل البلاد

سيدة مصرية تحمل طفلها الرضيع أثناء تصويتها في مقر سفارة بلادها في بروكسل أمس («الشرق الأوسط»)
سيدة مصرية تحمل طفلها الرضيع أثناء تصويتها في مقر سفارة بلادها في بروكسل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

انتهاء تصويت المصريين بالخارج وجمع الأصوات في القاهرة

سيدة مصرية تحمل طفلها الرضيع أثناء تصويتها في مقر سفارة بلادها في بروكسل أمس («الشرق الأوسط»)
سيدة مصرية تحمل طفلها الرضيع أثناء تصويتها في مقر سفارة بلادها في بروكسل أمس («الشرق الأوسط»)

اختتمت لجان «الانتخابات الرئاسية» المقامة بسفارات مصر في دول العالم، أعمالها، أمس، وذلك بعد 3 أيام من فتح باب الاقتراع في الانتخابات التي تنحصر بين الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي (صاحب النصيب الأكبر من فرص الفوز)، ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى.
وقالت «الهيئة الوطنية للانتخابات» (الجهة المشرفة على جميع الاستحقاقات الانتخابية في البلاد) إن «جميع أوراق العملية الانتخابية في الخارج سيتم إرسالها عبر الحقائب الدبلوماسية إلى الهيئة التي ستقوم بإجراء عمليات جمع الأصوات، وإضافتها إلى نتيجة تصويت المصريين في الداخل، ومن ثم إعلان النتيجة النهائية».
ومن المقرَّر أن تجري الانتخابات داخل البلاد بعد أسبوع، وتنطلق في 26 من مارس (آذار) الحالي، وتستمر على مدار 3 أيام.
وقال المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، مساء أمس، إن «الانتخابات الرئاسية في الخارج أُجرِيَت بصورة منتظمة وبشكل حضاري يليق بأهمية الحدث والاستحقاق الانتخابي»، وأضاف أن «الهيئة في اليوم الثالث والأخير من أيام الانتخابات لم تتلق أية شكاوى تتعلق بالعملية الانتخابية».
ولفت إلى أن المصريين بالدول العربية، خصوصاً دول الخليج العربي، هم الأكثر مشاركة في العملية الانتخابية حتى الآن.
ويُقدَّر تعداد المصريين في الخارج بنحو 9.5 مليون شخص، نصفهم تقريباً من المقيمين في المملكة العربية السعودية، بحسب أحدث إحصائية رسمية.
وقال إبراهيم إن المشرفين على اللجان الانتخابية في السفارات المختلفة، تولوا حصر أعداد الناخبين، وأوضح أن «الهيئة الوطنية للانتخابات ستقوم عقب انتهاء العملية الانتخابية خارج مصر، بحصر عدد وأسماء من قاموا بالإدلاء بأصواتهم، ورفع تلك الأسماء من قاعدة بيانات الناخبين (سجلات الناخبين) داخل مصر قبل بدء التصويت المقرر إجراؤه أيام 26 و27 و28 من مارس الحالي، وذلك حرصاً على عدم تكرار التصويت وسلامة العملية الانتخابية ونزاهتها».
وتُقدَّر أعداد من يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية داخل مصر بـ60 مليون شخص. وسيتمكن الفائز بتلك الانتخابات من قيادة البلاد لأربع سنوات مقبلة، ولن يكون للسيسي (حال فوزه المرجح بقوة) الحق في الترشح لدورة رئاسية أخرى بعدها، بحسب ما ينص عليه الدستور القائم.
وفي ثالث أيام التصويت، تكررت مشاهد وجود الناخبين المصريين من فئات عمرية مختلفة أمام مقار السفارات المختلفة.
وفي السياق ذاته، قال سفير مصر في بروكسل خالد البقلي، لـ«الشرق الأوسط» عقب إغلاق مراكز التصويت إنه «لن يتم الإعلان عن النتائج من خلال السفارة، ولكن سيتم تسليمها للجنة الوطنية للانتخابات».
وأشاد للسفير المصري بالإقبال الذي وصفه بـ«المتميز» من جانب المصريين من أعمار مختلفة من كبار السن والشباب والسيدات.
ورصدت «الشرق الأوسط»، أمس، حضور عائلات مصرية إلى مقر التصويت في السفارة المصرية ببروكسل جاءوا من بلجيكا ولوكسمبورغ، رغم برودة الطقس وسقوط الثلوج، وأصرت سيدة تدعى سوزان أن تدلي بصوتها وبرفقتها طفلها الرضيع بعد أن أدلى الأب رضا عادل بصوته.
وحرصت السيدة على أن تعطي ابنها بطاقة التصويت لوضعها في الصندوق ليكون أصغر ناخب يضع بطاقة التصويت في الصندوق الانتخابي، وقالت عقب التصويت: «لم نهتم بالبرد القاتل وجئنا لنعبر عن اختياراتنا، المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأننا نراه الأصلح في هذا الوقت، وأنسب شخص يمكن أن يقود مصر في المرحلة الحالية»، بحسب قولها.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية في مصر، إن مقر السفارة المصرية في الكويت شهد توافد آلاف الناخبين في النصف الثاني من اليوم الثالث والأخير للانتخابات الرئاسية، وأكدت أن الناخبين اصطفوا في طوابير طويلة امتدت من داخل الخيمة الملاصقة لمقر السفارة، حتى الشارع الرئيسي في الخارج، وأن الناخبين احتشدوا داخل الخيمة على وقع الأغاني والأناشيد الوطنية، فيما قام عدد منهم بتنظيم مسيرات.



دون ذكر أميركا... مصر قلقة من «التطورات الأخيرة» في إيران

لقاء بين وزير الخارجية المصري ونظيره الإيراني في إسطنبول السبت (الخارجية المصرية)
لقاء بين وزير الخارجية المصري ونظيره الإيراني في إسطنبول السبت (الخارجية المصرية)
TT

دون ذكر أميركا... مصر قلقة من «التطورات الأخيرة» في إيران

لقاء بين وزير الخارجية المصري ونظيره الإيراني في إسطنبول السبت (الخارجية المصرية)
لقاء بين وزير الخارجية المصري ونظيره الإيراني في إسطنبول السبت (الخارجية المصرية)

عبّرت مصر عن «قلقها البالغ» إزاء «التطورات الأخيرة» في إيران، ورغم إدانتها لما وصفته بـ«التصعيد المتسارع»، وتحذيرها من «عواقب خطيرة» على الأمن في المنطقة والعالم، عقب ضربات أميركية، الأحد، على منشآت نووية إيرانية، فإنه كان لافتاً أن القاهرة لم تذكر الولايات المتحدة بالاسم.

وقال مصدر دبلوماسي مصري لـ«الشرق الأوسط» إنه «ليس بالضرورة ولا مطلوب تعريف ما هو معروف، فالبيان عبّر عن إدانة التصعيد، بعد القصف الأميركي، ومن ثم فالكل يعلم أن مصر تقصد ما قامت به واشنطن، وليس غيرها».

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً، الأحد، قالت فيه إن مصر تعرب عن «قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في إيران، وتدين التصعيد المتسارع الذي ينذر بعواقب خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي».

وحسب البيان، حذّرت مصر من «مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر»، مشددة على أن «الحلول السياسية والمفاوضات الدبلوماسية، وليس الحلّ العسكري، هي السبيل الوحيد نحو الخروج من الأزمة».

جاء ذلك بعدما نفّذت الولايات المتحدة، فجر الأحد، ضربة عسكرية خاطفة وناجحة بحسب الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد منشآت نووية ومواقع استراتيجية داخل إيران، في واحدة من أخطر مراحل التصعيد بين واشنطن وطهران منذ سنوات، بحسب المراقبين.

العلاقة بين القاهرة وواشنطن شهدت توتراً بسبب الخلاف بشأن حرب غزة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

ويرى الخبير المصري بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو الشوبكي، أن «مصر لها علاقة تحالف استراتيجي قوية مع الولايات المتحدة، ومن الأساس حصلت توترات في تلك العلاقة خلال الفترة الماضية تتعلق بتباين موقفي البلدين بشأن الوضع في غزة ومسألة تهجير الفلسطينيين، ومن ثم مصر لم ترغب في إشارة بشكل واضح للولايات المتحدة، رغم أن الأخيرة هي من قامت بالضربة على إيران، ما استدعى إصدار ذلك البيان».

وأضاف الشوبكي لـ«الشرق الأوسط»؛ مع ذلك فـ«الإشارة العامة والتعبير عن القلق البالغ من مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر يظلان توجهات عامة لمصر، فهي عبّرت عن قلقها من الضربة، لكن لم تذكر الولايات المتحدة بالاسم حتى لا تحدث مواجهة مفتوحة ومزيد من التوتر في العلاقات مع البلدين».

وكانت الرئاسة المصرية أصدرت بياناً، مساء السبت، أعلنت فيه عن اتصال السيسي بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وكان لافتاً في البيان أن السيسي أكّد رفض مصر للتصعيد الإسرائيلي ضد إيران، على عكس البيان الذي صدر عقب الضربة الأميركية، ولم يذكر الولايات المتحدة.

وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، كثّفت مصر من اتصالاتها الدبلوماسية لاحتواء الأزمة. وأعلنت الرئاسة المصرية، في بيان، الأحد، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أجرى اتصالاً هاتفياً بالسلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عُمان، أكّد خلاله أهمية العمل على وقف التصعيد الجاري بين إسرائيل وإيران، محذراً من التبعات الجسيمة لتوسع دائرة الصراع في المنطقة، ومؤكداً ضرورة العودة لمائدة التفاوض حقناً للدماء.

وأشاد السيسي بالدور الذي تقوم به سلطنة عُمان للوساطة بين إيران والولايات المتحدة، مؤكداً ضرورة استعادة مسار المفاوضات وتعزيزه لتجنيب المنطقة ويلات الحرب، ومن جانبه ثمّن سلطان عُمان الجهود المصرية لوقف العنف بالمنطقة، مؤكداً حرص بلاده على العمل المشترك في هذا الإطار، وفق البيان المصري.

كما أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالين هاتفيين، مع الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، وعبد اللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية البحرين، للتشاور والتنسيق بشأن التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.

ووفق بيان للخارجية المصرية، الأحد، جرى التأكيد على أهمية وقف التصعيد العسكري، ووقف إطلاق النار، وتغليب الحلول السياسية والدبلوماسية كسبيل وحيد للخروج من الأزمة الراهنة والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وضرورة العمل على تجنب انزلاق المنطقة إلى مزيد من الفوضى والتوتر، كما تم التأكيد على ضرورة احترام سيادة الدول ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

ويقول عضو الحزب الجمهوري الأميركي، توم حرب، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرئيس المصري حريص على علاقته بالرئيس الأميركي ترمب». وأوضح أنه «في وجهة نظر واشنطن أن البيان المصري كان الأولى به أنه يوجه الإدانة لإيران، لأنها هي التي تهدد وهدّدت الأمن في المنطقة لعقود، ومصر نفسها تضررت من جماعة الحوثي في اليمن المدعومة من إيران، التي تستهدف السفن في البحر الأحمر، ما أدّى إلى تضرر كبير لقناة السويس».

من جانبه، يرى الخبير في الشؤون الأميركية والدولية المقيم في نيويورك، محمد السطوحي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «البيان المصري واضح أنه يعبّر بدبلوماسية عن انزعاج ورفض للخطوة الأميركية، لكن الارتباط بأميركا ارتباط زمني فقط، لأنه جاء بعد الهجمات الأميركية مباشرة، بينما جاء تعبير (الإدانة) للتصعيد ومخاطره، دون إشارة واضحة للطرف المسؤول عن هذا التصعيد».

وأضاف: «في مثل هذه المواقف تحاول فيها البيانات الرسمية السير على خط رفيع، يؤكد على الموقف المبدئي دون استخدام لغة تستفز الطرف الأقوى في المعادلة، وبما يهدد المصالح المشتركة. وقد لاحظت أن المواقف السلبية من إيران انعكست في كثير من بيانات الدول التي اكتفت بالقلق والدعوة إلى وقف التصعيد، دون أي تضامن مع طهران، مع تفادى إثارة الغضب الأميركي الإسرائيلي».

عاجل الجبهة الداخلية الإسرائيلية: رصد إطلاق صواريخ من إيران