أفغانستان ترسل تعزيزات إلى غرب البلاد بعد تصعيد هجمات المتمردين

جنرال أميركي: الفترة الحالية هي الأمثل لـ«طالبان» للدخول في مفاوضات سلام

رجال أمن أفغان يتفقدون موقع انفجار سيارة مفخخة قادها انتحاري ما أدى إلى مقتل 6 عسكريين في هلمند أمس (إ.ب.أ)
رجال أمن أفغان يتفقدون موقع انفجار سيارة مفخخة قادها انتحاري ما أدى إلى مقتل 6 عسكريين في هلمند أمس (إ.ب.أ)
TT

أفغانستان ترسل تعزيزات إلى غرب البلاد بعد تصعيد هجمات المتمردين

رجال أمن أفغان يتفقدون موقع انفجار سيارة مفخخة قادها انتحاري ما أدى إلى مقتل 6 عسكريين في هلمند أمس (إ.ب.أ)
رجال أمن أفغان يتفقدون موقع انفجار سيارة مفخخة قادها انتحاري ما أدى إلى مقتل 6 عسكريين في هلمند أمس (إ.ب.أ)

أرسلت السلطات الأفغانية تعزيزات عسكرية إضافية إلى ولاية فرح في غرب البلاد، حيث سيتم بناء أنبوب نفطي بكلفة تبلغ مليارات الدولارات، بعدما شنت حركة «طالبان» المتمردة هجمات عدة ضد قوات الأمن في هذه المنطقة أوقعت خسائر بشرية فادحة، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) عن مسؤولين أفغان أمس الأربعاء.
وأوضحت الوكالة أن «طالبان» هاجمت في اعتدائها الأخير الذي وقع فجر الأربعاء في ولاية فرح، المحاذية لإيران، حاجزاً أمنياً للشرطة وأجهزة الاستخبارات عند أطراف عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه، ما أدى إلى مقتل سبعة عناصر. ويأتي الاعتداء في وقت تتعرض الحركة لضغوط متزايدة من أجل القبول بعرض السلام الذي طرحه الرئيس الأفغاني أشرف غني لإنهاء تمرد مستمر منذ 16 عاماً، إلا أن الحركة لم تعط ردها على الاقتراح.
وقالت جميلة أميني، وهي عضو في مجلس ولاية فرح: «عندما انتشرت قوات الوحدات الخاصة انسحب المتمردون». وأضافت أميني، بحسب ما أوردت الوكالة الفرنسية، أن الهجوم أدى إلى مقتل أربعة عناصر من إدارة الأمن الوطني (وكالة الاستخبارات الأفغانية) وثلاثة شرطيين. وأكد زميلها في المجلس غول أحمد فقيري وقوع الحادثة وحصيلة القتلى. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع دولت وزيري لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد أرسلنا مزيداً من القوات والوحدات الخاصة إلى فرح لاحتواء الأوضاع»، مضيفاً أن رئيس أركان الجيش زار الولاية. وأضاف المتحدث أن «الأوضاع ستعود قريبا إلى طبيعتها».
وذكرت الوكالة الفرنسية أن مقاتلي «طالبان» سيطروا لوقت قصير الاثنين على مقر إدارة إقليم انار داره في ولاية فرح. وجاء ذلك في أعقاب اعتداء على جنود في قاعدة بالا بولوك في الولاية نفسها نهاية الأسبوع أسفر عن سقوط العديد من القتلى. وفي 24 فبراير (شباط)، أدت غارة على قاعدة للجيش إلى مقتل 18 جندياً، بحسب ما قال مسؤولون، في إحدى أكثر الهجمات دموية التي استهدفت قوات الأمن في الأشهر الأخيرة.
وتزدهر في ولاية فرح زراعة الحشيشة في مناطق نائية من المقرر أن يعبر فيها قسم من الأنبوب النفطي. ويحمل الأنبوب الأحرف الأولى من أسماء الدول المشاركة في بنائه وهي تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند. وعلى الرغم من الهواجس الأمنية تعهدت «طالبان» بأنها ستتعاون مع هذا المشروع.
على صعيد آخر، أكد قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون، أمس، أن الفترة الحالية هي الأمثل لـ«طالبان» للدخول في مفاوضات سلام، محذرا من أن تشديد الحملة العسكرية الجوية والبرية ضد متمردي الحركة سيزيد أوضاعهم سوءا. وعرض الرئيس غني الشهر الماضي خطة لبدء محادثات مع «طالبان» التي لم ترد في شكل رسمي. ويقول محللون إن غياب الرد يعكس جدلاً في صفوف قادة الحركة حول جدوى الدخول في مفاوضات مع حكومة تعتبرها «طالبان» غير شرعية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أعلن هذا الأسبوع أن بعض أطراف «طالبان» منفتحون على إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية. وأعلنت «طالبان» في بيان أمس أنها قصفت قاعدة باغرام خلال وجود طائرة الوزير ماتيس فيها. لكن لم يصدر تأكيد مستقل لمثل هذا الزعم.
من جهته قال قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال نيكولسون إن «طالبان» تكبدت خسائر بشرية كبيرة منذ تشديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب حملة الغارات الجوية العام الماضي، مشيراً إلى ازدياد فاعلية الوحدات الخاصة الأفغانية والجيش النظامي الأفغاني.
وقال الجنرال نيكولسون لصحافيين رافقوا ماتيس في زيارته قاعدة باغرام في شمال كابل أكبر قاعدة جوية أميركية في أفغانستان: «تدرك طالبان ما هو الآتي وأن هذه القدرات ستزداد». وأضاف: «لذا، الآن هو على الأرجح التوقيت الأمثل لهم لمحاولة التفاوض، لأن الأمور ستزداد سوءاً بالنسبة إليهم»، وسط استعداد الطرفين لمعارك الربيع التي يتوقع أن تكون طاحنة.
وتنص خطة غني للسلام على اعتراف «طالبان» بالحكومة وبالدستور، وهو ما شكل نقطة خلافية في المحاولات السابقة لإجراء محادثات، مقابل اعتراف كابل بالحركة كحزب سياسي.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه على رغم تحذيرات نيكولسون الشديدة اللهجة، تشير البيانات الأميركية إلى أن «طالبان» بعيدة كل البعد عن الخروج من ساحات المعارك. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي كان مقاتلو «طالبان» يسيطرون أو يمارسون نفوذاً في نصف المناطق الأفغانية أي بزيادة تفوق ضعفي مساحة مناطق نفوذهم في 2015، بحسب تقرير نشره مكتب المحقق العام لإعادة إعمار أفغانستان (سيغار) في يناير (كانون الثاني). وأفاد التقرير بأنه وفي تلك الفترة تراجعت مساحة المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الحكومة الأفغانية إلى أدنى نسبة لها منذ ديسمبر (كانون الأول) 2015.
وقال الجنرال نيكولسون: «تقديري لما يجري داخل حركة طالبان هو أنهم بدورهم أنهكوا جراء هذه الحرب، ويريدون العودة إلى بيوتهم، يريدون العودة للمجتمع، وتماماً مثل أبناء هذا البلد، يريدون لهذه الحرب أن تنتهي على غرارنا جميعا». وتابع أن هناك «الكثير من مقاتلي طالبان يمكنهم أن يجدوا طريقة للعمل في هذا الإطار»، محذّراً في المقابل من أنه سيكون هناك دائماً من يرفضون المصالحة.
وقال الجنرال الأميركي بحسب تقرير الوكالة الفرنسية: «وضع هذه الطروحات على الطاولة أمر مشجع، ويبدو أننا في مرحلة تمكنهم من إجراء حوار حول هذا الأمر». وأضاف نيكولسون أنه وبالإضافة إلى الضغط العسكري من المهم زيادة الضغوط الدبلوماسية «على الأطراف الخارجية التي تدعم التمرد»، منوها بالضغوط الدينية التي تمارسها دول إسلامية أخرى.
وأكد الجنرال نيكولسون الحاجة إلى تعزيز الأمن في كابل، قائلاً إن «جهودنا الأساسية تنصب حاليا على كابل، وتحصينها وحماية أبنائها والمجتمع الدولي الموجود هنا».


مقالات ذات صلة

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال خطاب جرى بثه على الهواء مباشرة اليوم الاثنين إنه يعتزم الاستقالة من رئاسة الحزب الليبرالي الحاكم، لكنه أوضح أنه سيبقى في منصبه حتى يختار الحزب بديلاً له.

وقال ترودو أمام في أوتاوا «أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل».

وأتت الخطوة بعدما واجه ترودو في الأسابيع الأخيرة ضغوطا كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع حزبه إلى أدنى مستوياته في استطلاعات الرأي.

وكانت صحيفة «غلوب آند ميل» أفادت الأحد، أنه من المرجح أن يعلن ترودو استقالته هذا الأسبوع، في ظل معارضة متزايدة له داخل حزبه الليبرالي.

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر لم تسمها لكنها وصفتها بأنها مطلعة على شؤون الحزب الداخلية، أن إعلان ترودو قد يأتي في وقت مبكر الاثنين. كما رجحت الصحيفة وفقا لمصادرها أن يكون الإعلان أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني الأربعاء. وذكرت الصحيفة أنه في حال حدثت الاستقالة، لم يتضح ما إذا كان ترودو سيستمر في منصبه بشكل مؤقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.

ووصل ترودو إلى السلطة عام 2015 قبل ان يقود الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

لكنه الآن يتخلف عن منافسه الرئيسي، المحافظ بيار بواليافر، بفارق 20 نقطة في استطلاعات الرأي.