مسؤولة أميركية: باقون في أفغانستان لمنع تنامي قدرات الإرهابيين

السفيرة أليس ويلز قالت لـ«الشرق الأوسط» إن واشنطن لن تأخذ دور حكومة كابل في المفاوضات مع «طالبان»

السفيرة أليس ويلز (الخارجية الأميركية)
السفيرة أليس ويلز (الخارجية الأميركية)
TT

مسؤولة أميركية: باقون في أفغانستان لمنع تنامي قدرات الإرهابيين

السفيرة أليس ويلز (الخارجية الأميركية)
السفيرة أليس ويلز (الخارجية الأميركية)

أكدت السفيرة أليس ويلز، كبيرة المستشارين مسؤولة مكتب شؤون جنوب ووسط آسيا في وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة لن تحل مكان الحكومة الأفغانية في المفاوضات بين الأطراف الأفغانية المختلفة، مشيرة إلى أن المناقشات يجب أن تحصل بين حكومة كابل وحركة طالبان (التي ترفض ذلك). لكن السفيرة شددت، في المقابل، على أن القوات الأميركية باقية في أفغانستان لحماية عملية السلام، وضمان عدم تنامي قدرة الجماعات الإرهابية.
وقالت ويلز، في كلمة لها في ندوة بمركز السلام التابع للخارجية الأميركية، إن من المفترض أن يكون وجود «طالبان» في قطر منخرطاً في عملية السلام الأفغانية، في إشارة إلى مكتب الحركة المتمردة في الدوحة. لكنها أضافت: «بما أنهم لا يفعلون ذلك، فيجب أن نسأل ما هو غرضهم الآن؟ السؤال المطروح الآن على (طالبان) أيضاً هو ما نوع أفغانستان التي يريدون رؤيتها؟ هل يريدون أفغانستان التي تعيش 17 سنة من الحرب؟ أم أنهم يريدون شيئاً أفضل للشعب الأفغاني؟».
وأوضحت السفيرة ويلز، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش الندوة، أن الرئيس أشرف غني وحكومة الوحدة الوطنية الأفغانية يبذلون جهداً ملموساً لمعالجة مخاوف الشعب الأفغاني، من خلال زيادة الإصلاح، وتحفيز النمو الاقتصادي، والحكم الرشيد، مشيرة إلى أن هناك، في الوقت نفسه، ضغوطاً عسكرية أكبر على «طالبان» مع الحفاظ على باب السلام مفتوحاً أمامها. وأضافت: «هناك طريقة الآن لإنهاء هذه الحرب (من خلال المفاوضات)، والأمر متروك لـ(طالبان) الآن... ويجب أن نعطي الرئيس غني وأعضاء حكومته تقديراً كبيراً لأنهم شجعان وقد طرحوا رؤية للسلام بعد أسبوعين فقط من هجوم وحشي ضد المدنيين في قلب العاصمة كابل. إن قدرة الحكومة الأفغانية على تصور السلام حتى عندما تكون في خضم حرب وحشية للغاية، أمر يستحق الثناء».
واعتبرت السفيرة الأميركية أن الدور الباكستاني في أفغانستان مهم، إذ لدى إسلام آباد معرفة كبيرة بحركة طالبان. وشرحت أن سعي باكستان إلى دعم أفغانستان لتكون جارة مستقرة وسلمية، يمكن أن يحصل من خلال إقناع «طالبان» بأن مصالحها ستؤخذ في الاعتبار، وعلى أفضل وجه على طاولة المفاوضات وعبر عملية مصالحة أفغانية - أفغانية.
وأكدت أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم الحكومة الأفغانية في عملية السلام والإصلاح، «إذ إن واشنطن تؤمن بالحاجة إلى إجراء حوار بين الأفغان أنفسهم». لكنها أوضحت أن لا يمكن للولايات المتحدة أن تحل محل الحكومة الأفغانية أو الشعب الأفغاني «الذي يرغب بقوة في السلام ولكن ليس على حساب كرامته». وأضافت: «إن استراتيجية جنوب آسيا قائمة على شروط تضمن عدم تمكن (طالبان) من الفوز في ساحة المعركة، وضمان أن يتم حل النزاع من خلال تسوية سياسية، كما لا يمكننا أن نكون (محل) الشعب الأفغاني. يجب أن تكون هذه (التسوية) من خلال نقاش يشمل (طالبان) وحكومة وشعب أفغانستان، ولكن يمكننا بالتأكيد دعم عملية تبدأ بين الأفغان، وفي الوقت الذي ترفض (طالبان) التعامل مع الحكومة، ستستمر أفغانستان في كونها مغرية للجماعات الإرهابية. الطريقة الوحيدة لهزيمة (داعش - ولاية خراسان) كلياً هي هزيمة (طالبان) ودفعها للسلام».
وأشارت السفيرة أليس ويلز إلى أن المجتمع الدولي بحاجة إلى وجود حكومة أفغانية قوية وموحدة وشاملة للنهوض ببرنامج السلام، مؤكدة أن القوات الأميركية ستبقى في أفغانستان لأسباب تتعلق بضرورة منعها من أن تصبح «ملاذاً آمناً للإرهابيين».
إلى ذلك، أفادت وكالة «رويترز» في تقرير من كابل، أمس، بأن حركة طالبان دعت علماء دين إلى عدم المشاركة في مؤتمر من المقرر عقده في إندونيسيا بهدف التوصل لاتفاق ودعم محادثات سلام محتملة مستقبلاً في أفغانستان. وأوضحت الوكالة أن هذه الدعوة تأتي بعد عرض قدمه الرئيس أشرف الغني الشهر الماضي لإجراء محادثات سلام مع «طالبان». وإلى الآن لم تستجب هذه الحركة المتمردة للعرض. وقالت «طالبان»، أمس السبت، إن المؤتمر المزمع أن يضم علماء دين من أفغانستان وباكستان وإندونيسيا لا يهدف سوى «لتقنين وجود الغزاة الكفرة في أفغانستان الإسلامية»، بحسب ما جاء في بيانها.


مقالات ذات صلة

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال خطاب جرى بثه على الهواء مباشرة اليوم الاثنين إنه يعتزم الاستقالة من رئاسة الحزب الليبرالي الحاكم، لكنه أوضح أنه سيبقى في منصبه حتى يختار الحزب بديلاً له.

وقال ترودو أمام في أوتاوا «أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل».

وأتت الخطوة بعدما واجه ترودو في الأسابيع الأخيرة ضغوطا كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع حزبه إلى أدنى مستوياته في استطلاعات الرأي.

وكانت صحيفة «غلوب آند ميل» أفادت الأحد، أنه من المرجح أن يعلن ترودو استقالته هذا الأسبوع، في ظل معارضة متزايدة له داخل حزبه الليبرالي.

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر لم تسمها لكنها وصفتها بأنها مطلعة على شؤون الحزب الداخلية، أن إعلان ترودو قد يأتي في وقت مبكر الاثنين. كما رجحت الصحيفة وفقا لمصادرها أن يكون الإعلان أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني الأربعاء. وذكرت الصحيفة أنه في حال حدثت الاستقالة، لم يتضح ما إذا كان ترودو سيستمر في منصبه بشكل مؤقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.

ووصل ترودو إلى السلطة عام 2015 قبل ان يقود الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

لكنه الآن يتخلف عن منافسه الرئيسي، المحافظ بيار بواليافر، بفارق 20 نقطة في استطلاعات الرأي.