السلطات الإيرانية تمنع سفر أرملة ناشط كندي توفي في الحجز

خيرت عائلته بين «السكوت» أو «إخراسها»

رامين إمامي - كاووس سيد إمامي
رامين إمامي - كاووس سيد إمامي
TT

السلطات الإيرانية تمنع سفر أرملة ناشط كندي توفي في الحجز

رامين إمامي - كاووس سيد إمامي
رامين إمامي - كاووس سيد إمامي

أكد نجل ناشط بيئي كندي من أصل إيراني، توفي أثناء سجنه في طهران الشهر الماضي، أن السلطات تمنع والدته من السفر، في خطوة أثارت رد فعل غاضبا من كندا. ودعت أوتاوا السلطات الإيرانية إلى السماح للأرملة بالعودة.
وقال رامين إمامي، في رسالة للصحافيين بالبريد الإلكتروني إن قوات الأمن لم تسمح لوالدته مريم مومبيني بركوب طائرة متوجهة إلى فانكوفر برفقته هو وشقيقه مهران الليلة الماضية. ومومبيني هي أرملة كاووس سيد إمامي الناشط البيئي وأستاذ علم الاجتماع، (كندي من أصل إيراني) الذي اعتقل يوم 24 يناير (كانون الثاني) وتوفي أثناء احتجازه في فبراير (شباط) الماضي. وقالت السلطة القضائية في إيران إنه انتحر. وطالبت أسرة سيد إمامي، 63 عاما، بتحقيق مستقل في وفاته.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند في تغريدة على «تويتر» إنها «شعرت بالغضب» عندما علمت بمنع مومبيني من مغادرة إيران. وأضافت: «نطالب بمنحها، كمواطنة كندية، حرية العودة إلى وطنها». وقال رام إمامي (حسب رويترز) إن الأسرة قررت مغادرة إيران بعد تعرضها «لمضايقات» مستمرة. وأضاف: «الحكومة داهمت منزلنا وصادرت كل ما له قيمة. لم نعد نستطيع تحمل هذه الحالة من الإرهاب المستمر». وكان قد قال في وقت سابق إن الأسرة تواجه ضغوطا من السلطات كي لا تعلن شيئا عن قضية أبيه.
وقال الابن: «أمرت السلطات محامينا بأن يبلغوا الأشقاء (بالسكوت وإلا أخرسناهم)»، مضيفا أن ضباطا أبلغوه بأنهم يراقبونه. وساءت العلاقات بين إيران وكندا عام 2003 عندما توفيت المصورة الصحافية الكندية من أصل إيراني زهرة كاظمي أثناء احتجازها بسجن إيفين في طهران. وقطعت كندا علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عام 2012.
وقد منعت مومبيني الأربعاء من مغادرة طهران على متن طائرة لشركة لوفتهانزا الألمانية متوجهة إلى كندا، عبر ألمانيا، مع ولديها رامين ومهران.
وعلى حسابه في إنستغرام، كتب رامين سيد أمامي والمعروف باسمه الفني كمغن «الملك رام» عندما نشر صورة له ولشقيقه على متن الطائرة «ما عدنا نحتمل، يكفي».
وتوفي كاووس سيد إمامي الأستاذ الجامعي والخبير البيئي في سجن إيفين بطهران في فبراير الماضي. وتقول السلطات الإيرانية إن كاووس الذي اعتقل في يناير (كانون الثاني) واتهم بالتجسس، قد انتحر في زنزانته. وشككت العائلة بهذه الرواية للأحداث، مؤكدة أن السلطات قد هددتها.
وبعد الإعلان عن وفاته، دعت الحكومة الكندية إيران إلى إعطاء إيضاحات حول ملابسات الوفاة التي اعتبرتها منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان مشبوهة.
وكانت السلطات الإيرانية تتهم الأستاذ الجامعي المعروف ومدير منظمة «صندوق تراث الحياة البرية الفارسية» كاووس سيد إمامي، بالانتماء إلى شبكة تجسس تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية والموساد الإسرائيلي. ولا تعترف إيران بمزدوجي الجنسية وتعاملهم كمواطنين إيرانيين، ما يحرمهم من أي زيارات أو مساعدات قنصلية.



إسرائيل تصنّف الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
TT

إسرائيل تصنّف الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

وسعت إسرائيل عمليتها في الضفة الغربية بعدما صنّفتها «ساحة رئيسية» في خريطة التهديدات. وبينما قتلت الغارات الإسرائيلية 3 فلسطينيين بينهم طفلان في قصف جوي، واصلت عمليتها البرية في شمال غزة وقالت إنها تقترب من «هزيمة (حماس)» هناك.

وقتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين في قصف جوي في بلدة «طمون» شمال الضفة، بينهم آدم بشارات (24 عاماً)، الذي يعتقد أنه الهدف الرئيسي، والطفلان رضا بشارات (8 سنوات) وحمزة بشارات (10 سنوات) ما يرفع عدد من قتلهم الجيش منذ بدأ عملية واسعة في شمال الضفة إلى 6 فلسطينيين، وكان ذلك بعد مقتل 3 إسرائيليين في هجوم فلسطيني قرب قلقيلية يوم الاثنين الماضي. وقتلت إسرائيل 3 فلسطينيين آخرين، يوم الثلاثاء، في طمون وقرب نابلس.

مشيعون يحملون جثمان جعفر دبابسة (40 عاماً) خلال جنازته في قرية طلوزة بالقرب من مدينة نابلس الثلاثاء (إ.ب.أ)

وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن طائرة تابعة لسلاح الجو هاجمت «خلية إرهابية» شمال الضفة، لكن بعد اكتشاف مقتل طفلين في القصف، قال الجيش إنه فتح تحقيقاً حول الأمر.

وقال الجيش في بيانه إن «الغارة جاءت بعد رصد إرهابي يقوم بزرع عبوات ناسفة في منطقة تنشط فيها قوات الأمن».

وبحسب مصادر عسكرية فإن التحقيق «يشمل إعادة النظر في تحديد أهداف الغارة، والتأكد من عدم وجود أخطاء في عملية الاستهداف».

ساحة رئيسية

التصعيد في الضفة جاء بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه صادق على زيادة العمليات الدفاعية والهجومية في الضفة الغربية، رداً على عملية قلقيلية.

وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الضفة الغربية أصبحت «ساحة رئيسية» في خريطة التهديدات الإسرائيلية.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن كاتس قوله في لقاء جمعه مع قادة ورؤساء المستوطنين ومجالسهم في الضفة، إن «يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أصبحت ساحة مركزية في خريطة التهديدات لإسرائيل ونحن نستعد للرد وفقاً لذلك».

وأضاف: «إننا نرى تهديدات متزايدة للمستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ونحن نستعد مع الجيش الإسرائيلي لتقديم الرد القوي اللازم لمنع وقوع أحداث مثل 7 أكتوبر (تشرين الأول) هنا».

قوة إسرائيلية خلال غارة على مخيم الفرا للاجئين قرب مدينة طوباس بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)

وذكر مكتب كاتس أنه أبلغ رؤساء السلطات بالخطوات الفورية التي وجه الجيش الإسرائيلي باتخاذها لتعزيز الأمن في المنطقة، بما في ذلك زيادة النشاط العسكري، وتنفيذ إجراءات مضادة واسعة النطاق في البلدات وتعزيز إنفاذ القانون على طول طرق المرور، والتزام الجهاز الأمني بتوسيع العمليات العملياتية في كل ساحة يتم فيها تنفيذ هذه العمليات.

ضغط بموازاة المفاوضات

وبينما قرر الجيش التصعيد في الضفة الغربية، وأنه حولها إلى ساحة تهديد رئيسية، واصلت القوات الإسرائيلية عمليتها البرية في قطاع غزة، في الشمال والوسط والجنوب.

وتعهد رئيس الأركان هيرتسي هاليفي بمواصلة القتال في غزة، حتى تصل حماس إلى «نقطة تفهم فيها أن عليها إعادة جميع المختطفين».

وقالت «القناة 12» الإسرائيلية إن الجيش يواصل عمليته في شمال قطاع غزة بالتوازي مع المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق، وقام بتعميق نشاطه في مناطق مختلفة في الأيام الأخيرة بينها بيت حانون، وهي المنطقة التي تدور فيها المعارك الأعنف في قطاع غزة خلال هذه الفترة.

وقالت القناة إن «القوات في المراحل النهائية لتطهير شمال قطاع غزة من الإرهابيين».

ونقلت القناة العبرية أن «الشعور السائد لدى الجنود أن (حماس) قد تنازلت عن شمال القطاع». وزعموا أن انخفاضاً كبيراً في الاحتكاك حدث في جباليا وبيت لاهيا وأن «العديد من المسلحين يفرون إلى الجنوب بأعداد غير مسبوقة».

لكن الجيش الإسرائيلي أعلن مراراً خلال حربه على غزة سيطرته على شمال القطاع، قبل أن يعود المسلحون الفلسطينيون لمفاجأته بعمليات وإطلاق صواريخ تجاه المستوطنات.

صاروخ اعترضه الدفاع الجوي الإسرائيلي يوم الأربعاء فوق بيت حانون بقطاع غزة (رويترز)

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن «المعارك مستمرة، وما يجري (من تحريك للمسلحين) هو تكتيك». وأضافت أن طبيعة المعارك تفرض «قاعدة الكر والفر» في العمل الميداني.

ويواجه الجيش الإسرائيلي معارك عنيفة في شمال غزة، إذ أعلن، الثلاثاء، عن مقتل المزيد من جنوده في المعارك الدائرة هناك. وإلى جانب المعركة في الشمال، واصلت إسرائيل قصف مناطق في القطاع في مدينة غزة، وخان يونس، وقتلت 15 فلسطينياً على الأقل، الأربعاء.

وقالت وزارة الصحة، إن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ارتفع إلى 45.936 و 109.274 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023.