فيلم وثائقي احتفالاً بدحر الإرهاب عن مدينة بن قردان التونسية

ملصق فيلم بنقردان
ملصق فيلم بنقردان
TT

فيلم وثائقي احتفالاً بدحر الإرهاب عن مدينة بن قردان التونسية

ملصق فيلم بنقردان
ملصق فيلم بنقردان

نجح الفيلم الوثائقي «بنقردان حارس الحصن» الذي أعده المخرج التونسي فتحي الناصري، بما مرره من مشاهد واقعية حصرية على مدى 58 دقيقة، في استعادة اللحظة التاريخية بدايةً من يوم 2 مارس (آذار) 2016، تاريخ تحصّن مجموعة إرهابية بمنزل في منطقة العامرية القريبة من مدينة بن قردان التي لا تبعد كثيراً عن الحدود التونسية الليبية، حتى يوم 7 مارس من نفس السنة، تاريخ الهجوم الإرهابي على المدينة، وصولاً إلى يوم 20 مارس، تاريخ نهاية ملاحقة العناصر الإرهابية في المنطقة ومطاردتهم في فلول الصحراء الشاسعة.
الفيلم عُرض مساء أول من أمس (الجمعة)، بدار الثقافة في بن قردان في إطار احتفالات الجهة بطرد عناصر إرهابية حاولت إقامة إمارة داعشية في المدينة. وحمل الفيلم مشاهد مؤثرة من خلال نقل المواجهات المباشرة والحية بين القوات الأمنية والعسكرية من جهة والإرهابيين من جهة ثانية، إضافة إلى صور جنازات 12 مدنياً سقطوا في مسرح المواجهات.
عرض الفيلم شهادات صادقة ستحفظها الذاكرة، من بينها شهادة والد الطفلة التونسية سارة التي سقطت في المواجهات المسلحة، إذ يقول العم مبروك -كما ورد في الفيلم: «بلادي قبل أولادي ووطني قبل بطني» على حد تعبيره. وقدم كذلك اعترافاً بالجميل لأهالي المنطقة الذي قدموا الدعم والأمل للمؤسستين الأمنية والعسكرية لدحر عناصر «داعش» التي خطّطت للاستيلاء على المدينة والانطلاق منها لنشر أفكارها الإرهابية.
ويشير الفيلم بطريقة غير مباشرة إلى أنّ تنظيم داعش الإرهابي استطاع السيطرة على مدن عربية مثل الرقة والموصل في العراق، وفي عدد من المدن الليبية التي لا تفصلها عن مدينة بن قردان التونسية إلا مسافات قليلة، ولكنّها تماسكت ودافعت عن مصيرها ونجحت في دفاعها المستميت.
وانتهى العمل الوثائقي المهم الذي اعتمد على الصورة الجيدة والنص المناسب، بصورة الطفلة التونسية رنيم حيث عبّر الشاعر مبروك السياري عن المشهد بكلمات شاعرية بقوله إنّ «الحياة أشبه بسباق التناوب في الأولمبياد، أجيال الخير تتناقل وتتوارث مشعل الحياة، وزهرات وأزهار هم تيجان على جبين تونس في حاضرها وغدها».
وإثر عرض الفيلم الوثائقي، قال المخرج فتحي الناصري معلقاً على ما قدمه من شهادات تاريخية: «هي جزء بسيط من كم هائل من الحقائق والصور الحية التي يحتفظ بها لتكون منطلقاً لأعمال أخرى في إحياء ملحمة بن قردان خلال السنوات المقبلة»، على حد قوله.


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».