الرياض تحتضن مؤتمراً دولياً يناقش أحدث أبحاث الإعاقة وطرق التأهيل

متحدثون من 18 دولة يقدمون 123 ورقة عمل و44 بحثاً علمياً

جانب من المشاركين في المؤتمر الصحافي للمؤتمر الدولي الخامس للإعاقة بالرياض
جانب من المشاركين في المؤتمر الصحافي للمؤتمر الدولي الخامس للإعاقة بالرياض
TT

الرياض تحتضن مؤتمراً دولياً يناقش أحدث أبحاث الإعاقة وطرق التأهيل

جانب من المشاركين في المؤتمر الصحافي للمؤتمر الدولي الخامس للإعاقة بالرياض
جانب من المشاركين في المؤتمر الصحافي للمؤتمر الدولي الخامس للإعاقة بالرياض

تحتضن الرياض المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل مطلع أبريل (نيسان) المقبل، الذي يتضمن عرضاً لـ123 ورقة عمل، و44 بحثاً علمياً بمشاركة 54 متحدثاً من 18 دولة، وذلك بالتزامن مع المعرض السعودي الدولي لمستلزمات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة (ضياء)، ومهرجان الأسر المنتجة لذوي الاحتياجات الخاصة (منتجة 2)، بإشراف جمعية الأطفال المعوقين.
وقال الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، الرئيس والمشرف العام على المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل، في بيان جرى توزيعه، إنّ «رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للمؤتمر، بمثابة إعلان أنّ قضية الإعاقة والمعوقين تمثل عنصراً رئيساً في اهتمام الحكومة ضمن خطة وأهداف التنمية المستدامة 2030»، وأضاف أنّ الموافقة على تنظيم هيئة رعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، جاءت متسقة مع التوصية الـ13 من توصيات المؤتمر الدولي الرابع التي تضمنت استحداث هيئة وطنية عامة مستقلة تعنى برسم السياسة العامة في مجال الإعاقة، وتعمل على متابعة البرامج والخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في القطاعات الحكومية والأهلية والخيرية.
ولفت الأمير سلطان بن سلمان، خلال المؤتمر الصحافي لترتيبات عقد المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل في الرياض أمس، إلى أنّ موافقة مجلس الوزراء على تنظيم هيئة رعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يأتي تماشياً مع الأهداف الاستراتيجية لرؤية السعودية 2030 والمبادرات التنفيذية لبرنامج التحول الوطني 2020، ويعد خطوة مهمة في مسيرة حياة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، موضحاً أنّ برنامج الكشف المبكر للأطفال حديثي الولادة حول أمراض التمثيل الغذائي، بالتعاون مع وزارة الصحة ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والجهات ذات الصلة، يسهم في اكتشاف أكثر من 20 مرضاً من أمراض التمثيل الغذائي وأمراض الغدد الصماء التي تمثل في معظمها أمراض وراثية تسبب إعاقات، لافتاً إلى أنّ البرنامج يطبق حالياً في أكثر من 150 مستشفى، ودُشّن برعاية خادم الحرمين الشريفين.
إلى ذلك، ذكر الدكتور عبد الرحمن السويلم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، أنّ قضية الإعاقة تتطلب تعاون الأطراف كافة لمواجهتها بمنهجية علمية، وبخطط هادفة للحد من تفاقمها. وتابع: «ما يقدمه مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة باعتباره أول مركز يعنى بالبحث العلمي في مجال الإعاقة على مستوى المنطقة، يلبّي الحاجة الملحة لمواجهة التزايد لحالات الإعاقة بمختلف أنواعها، وما يتبعها من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية».
من جهته، قال الدكتور سلطان السديري عضو مجلس أمناء المركز مستشار رئيس مجلس الأمناء، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر مؤسس على تطلعات وآمال ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتبنى المبادرات التي تفرز مخرجات تجد طريقها للتنفيذ. وتابع: «يناقش المؤتمر عدداً من مخرجات البحوث التي تمس حياة المعاقين، وتؤثر بشكل مباشر على تحسين قدراتهم في الاندماج ليكونوا فعّالين في مجتمعاتهم، إضافة إلى مناقشة برنامج الوصول الشامل وحقوق المعاق وبرامج صعوبات التعلم والدمج في المدارس، وهذه من أهم الأمور التي يتطلع لها مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة في استراتيجيته المقبلة».
وأشار السديري إلى أنّ المؤتمر يشهد فعاليات لمساندة الجمعيات الخيرية، وتمكينها من الاستدامة وتنمية الموارد، ويستقطب لذلك خبراء من الولايات المتحدة الأميركية، لعرض برامج طبقت في أميركا لتمكين الجمعيات من الاستدامة.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».