ذكرى خيخون وآمال العرب سلاح «محاربي الصحراء» أمام بلجيكا اليوم في المونديال

روسيا بقيادة كابيللو تعود للمونديال بعد غياب 12 سنة وتواجه كوريا الجنوبية ضمن المجموعة الثامنة

لاعبو الجزائر خلال التدريب الأخير قبل مواجهة بلجيكا في افتتاح المجموعة الثامنة اليوم (أ.ف.ب)
لاعبو الجزائر خلال التدريب الأخير قبل مواجهة بلجيكا في افتتاح المجموعة الثامنة اليوم (أ.ف.ب)
TT

ذكرى خيخون وآمال العرب سلاح «محاربي الصحراء» أمام بلجيكا اليوم في المونديال

لاعبو الجزائر خلال التدريب الأخير قبل مواجهة بلجيكا في افتتاح المجموعة الثامنة اليوم (أ.ف.ب)
لاعبو الجزائر خلال التدريب الأخير قبل مواجهة بلجيكا في افتتاح المجموعة الثامنة اليوم (أ.ف.ب)

يبدأ المنتخب الجزائري رحلة دخول التاريخ من بوابة بلجيكا عندما يلتقيان اليوم في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثامنة بنهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل، التي ستشهد لقاء آخر يجمع بين منتخبي روسيا وكوريا الجنوبية.
على ملعب «غوفرنادور ماغالاييس» في بيلو هوريزونتي, ويحمل «محاربو الصحراء» آمال العرب في مونديال السامبا للمرة الثانية على التوالي من أصل أربع مشاركات في كأس العالم، بعد دورات 1982 و1986 و2010. وتأتي مواجهة بلجيكا بعد 24 ساعة فقط من التاريخ الرمزي لما يسمى بملحمة خيخون في إسبانيا يوم 16 يونيو (حزيران) 1982، عندما سجلت الجزائر آنذاك فوزا تاريخيا على ألمانيا الغربية بهدفين لواحد في كأس العالم.
ويخوض المنتخب الجزائري النسخة العشرين من كأس العالم بهدف طرد سوء الطالع الذي لازمه في مشاركاته السابقة، وفشلت ثلاثة أجيال مختلفة من اللاعبين بتجاوز عقبة الدور الأول في المونديال، بالإضافة إلى إحداث القطيعة مع الصيام التهديفي في دورات كأس العالم، والذي أصاب لاعبي المنتخب الجزائري في خمس مباريات كاملة، ويعود آخر هدف سجله «محاربو الصحراء» في كأس العالم إلى المباراة الأولى في مونديال المكسيك 1986 عندما اكتفوا بالتعادل أمام منتخب آيرلندا الشمالية بهدف جمال زيدان، قبل أن يمس القحط التهديفي ممثل العرب الوحيد في كأس العالم خلال خمس مباريات مونديالية متتالية.
ويسيطر هاجس الأخطاء الدفاعية على تفكير وسائل الإعلام الجزائرية قبل مواجهة بلجيكا، رغم تقليل اللاعبين والطاقم الفني من شأنها والتأكيد على معالجتها تفاديا لسطوة الهجوم الناري لـ«الشياطين الحمر» بقيادة إدين هازارد نجم تشيلسي الإنجليزي، واستبسل اللاعبون في الرد على شكوك الإعلاميين بخصوص المشاكل الدفاعية، وقال كارل مجاني مدافع موناكو الفرنسي بمركز تحضيرات المنتخب الجزائري بسوروكابا: «بالنسبة لي لا يوجد هاجس اسمه الدفاع، لقد ارتكبنا بعض الأخطاء خلال ودية رومانيا لكن ذلك يحدث حتى مع المنتخبات الكبيرة»، مضيفا: «لقد عملنا كثيرا من أجل تصحيح كل أخطائنا.. ، بينما أكد مدافع نادي مايوركا الإسباني كادامورو على جاهزية الدفاع بالقول: «الجميع ركز على الأخطاء المرتكبة خلال الشوط الأول من لقاء رومانيا، لكنكم لم تذكروا ما حدث في الشوط الثاني، الدفاع كان متماسكا وهذه هي الصورة التي ستتكرر في لقاء بلجيكا»، في حين رفض المدرب وحيد خاليلوزيتش الرد على تصريحات اللاعبين البلجيكيين المرتبطة بإجماعهم على ضعف دفاع منتخب «محاربي الصحراء»، وقال: «لا تهمني تصريحاتهم، أدرك جيدا ما ينقص فريقي..»، مضيفا: «أفضل أن يكون الرد على أرضية الميدان..»
ويسود معسكر المنتخب الجزائري تفاؤل منقطع النظير بقدرة ممثل العرب على التأهل إلى الدور الثاني في مجموعة ثامنة وصفت بـ«المتوازنة»، وهو التأهل الذي يعد هدفا للاتحاد الجزائري لكرة القدم وحلما شعبيا طال انتظاره، وكان سفيان فيغولي صرح قبل لقاء بلجيكا، بأن الجزائر قادرة على تسجيل إنجاز غير مسبوق: «لم يسبق لنا مواجهة منتخب من عيار بلجيكا منذ مدة طويلة، لكن ذلك لا يخيفنا وسنعمل على تسجيل نتائج جيدة في هذا المونديال لدخول التاريخ من بابه الواسع»، في حين قال ياسين براهيمي: «نشعر بقدرتنا على تحقيق إنجاز خلال كأس العالم.. كل الظروف مواتية لتحقيق ذلك ولا يجب علينا تفويت الفرصة»، بالمقابل قال مدرب الجزائر: «قادرون على تحقيق إنجاز كبير، لكن الإنجازات لا تأتي إلا بأداء مباريات استثنائية وهذا ما يدركه اللاعبون جيدا». ولم تخل تحضيرات المنتخب الجزائري لمواجهة بلجيكا من الصدامات والإثارة، أبرزها التصريحات المثيرة للجدل للمدرب وحيد خاليلوزيتش، والتي انتقد فيها علنا الأداء التحكيمي خلال المواجهة الافتتاحية بين منتخبي البرازيل وكرواتيا يوم 12 يونيو على ملعب كورينتيانش بساوبالو، رغم أن اللقاء لم يكن يعني مدرب منتخب الجزائر لا من بعيد أو قريب، ما أثار استياء رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة، وأكدت مصادر من داخل معسكر المنتخب الجزائري في مدينة سوروكابا، أن روراوة غضب لتحول اهتمام مدربه من تحضير لاعبيه إلى انتقاد التحكيم والخوض في مسائل افتراضية أكثر منها قاعدة ثابتة قبل المواجهة الأولى للمنتخب الجزائري في افتتاح مباريات المجموعة الثامنة أمام المنتخب البلجيكي.
لا تختلف رغبة البلجيكيين عن ممثلي القارة السمراء في تحقيق الفوز في المباراة الأولى، فهم في وضع جيد للغاية للذهاب إلى أبعد دور ممكن بالنظر إلى عروضهم الرائعة في التصفيات، التي خولتهم للعودة إلى العرس العالمي من الباب الواسع، وبعد غياب دام 12 عاما، وتحديدا منذ مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا.
حتى إن وسائل الإعلام البلجيكية بدأت تتساءل عما إذا كان الجيل الحالي، الذي يشرف عليه مارك فيلموتس، أفضل أو مشابها، على أقل تقدير للجيل الذهبي الذي ضم لاعبين من طراز إيريك غيريتس، والحارس الأسطوري جان - ماري بفاف، ويان كولمانس، إنزو شيفو.
وتعود بلجيكا إلى البطولات الكبرى للمرة الأولى منذ مونديال 2002؛ إذ غابت بعدها عن نهائيات 2006 و2010، وعن كأس أوروبا 2004 و2008 و2012، وهي تعول في البرازيل على جيل ذهبي شاب باستطاعته الذهاب بعيدا على غرار ما حققته في نسخة 1986 في المكسيك حين حلت رابعة، أو نهائيات كأس أوروبا 1980 حين وصلت إلى النهائي.
ويملك المدرب مارك فيلموتس أكثر من ورقة رابحة وفي جميع الخطوط في مقدمتها حارس المرمى الشاب تيبو كورتوا (أتلتيكو مدريد الإسباني)، والقائد فانسان كومباني (مانشستر سيتي الإنجليزي)، ودانيال فان بوتين (بايرن ميونيخ الألماني)، وتوماس فيرمايلن (آرسنال الإنجليزي)، ويان فيرتونغن وموسى دمبيلي وناصر الشادلي (توتنهام الإنجليزي)، وإدين هازارد (تشيلسي الإنجليزي)، وأكسيل ويتسل (زينيت سان بطرسبورغ الروسي)، ومروان فلايني وعدنان يانوزاي (مانشستر يونايتد الإنجليزي)، وكيفن دي بروين (فولفسبورغ الألماني)، وروميلو لوكاكو وكيفين ميرالاس (إيفرتون)، ودريس مارتنز (نابولي الإيطالي). وأجرى المنتخب البلجيكي تدريبات بدنية في الآونة الأخيرة حتى إن لاعبيه دي بروين وأوريجي اضطرا إلى عدم إكمالها السبت بسبب الإصابة في الكاحل بعد اصطدام مع مارتنز ودمبيلي.

* روسيا وكوريا الجنوبية
وعلى ملعب «أرينا بانتانال» في كويابا، تعول روسيا على خبرة مدربها الإيطالي العنيد فابيو كابيللو للتأهل لأول مرة في عهدها الحديث إلى الدور الثاني عندما تلتقي كوريا الجنوبية صاحبة أفضل إنجاز آسيوي في نهائيات كأس العالم. وتخوض روسيا مونديال البرازيل 2014 باحثة عن وضع أسس صحيحة قبل استضافتها لنهائيات نسخة 2018، ومعولة على الواقعية الإيطالية المتجسدة في كابيللو. وقد حدد كابيللو، منذ ضمان تأهل منتخبه إلى نهائيات البرازيل، لنفسه هدف قيادة الروس إلى تحقيق أفضل نتيجة لهم في كأس العالم منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي، وذلك من أجل تحضيرهم بأفضل طريقة لاستضافة نسخة 2018 على أرضهم.
ويعلم كابيللو جيدا معنى الفشل في نهائيات كأس العالم بعد تذوقه مرارة الخروج من الدور الثاني لمونديال جنوب أفريقيا 2010 مع المنتخب الإنجليزي حين تلقى الأخير هزيمة مذلة أمام غريمه الألماني (4 - 2)، مما جعل المدرب الإيطالي محط انتقادات لاذعة في وسائل الإعلام البريطانية. ويبدو أن كابيللو، الذي يطلق عليه «دون فابيو» في روسيا، تعلم الدرس في جنوب أفريقيا 2010، ولم يبالغ في تطلعاته وتوقعاته لمونديال البرازيل، واضعا الدور ربع النهائي هدفا لمنتخبه، لكن هذا الهدف أيضا ليس سهل المنال لفريق لم يشارك في النهائيات منذ 12 عاما، وتعود أفضل نتيجة له في العرس الكروي العالمي إلى عام 1966 في إنجلترا حين حل رابعا أيام الاتحاد السوفياتي. وقال كابيللو الذي مدد ارتباطه بالمنتخب الروسي حتى نهاية مونديال 2018: «أعتقد أن مستوانا في البرازيل سيكون بين أفضل ثمانية منتخبات، أريد لفريقي التأهل إلى الدور ربع النهائي».
وأقر المدافع فاسيلي بيريزوتسكي (31 عاما و78 مباراة دولية): «لدينا الكثير لنثبته في هذا المونديال، لم تشارك روسيا في كأس العالم منذ 12 عاما؛ لذا نهدف إلى خوض أكثر من ثلاث مباريات».
وأضاف لاعب سسكا موسكو: «أعتقد أن بلجيكا مرشحة لصدارة المجموعة لأنها تملك تشكيلة شابة وكثيرا من النجوم اللامعين في فرق كبيرة». ورأى بيريزوتسكي أن نجم المنتخب ليس إلا المدرب كابيللو بسبب سجل إنجازاته العريض. كما رأى زميله الشاب في خط الهجوم مكسيم كانونيكوف أن الأسلوب الصارم الذي لم يعط فائدته مع الإنجليز، محبب من قبل اللاعبين الروس، وقال: «كابيللو يطلب الانضباط، وهذا أمر جيد، لأن الكل يعمل بجهد في كل حصة تمرينية».
ورأى اللاعب (البالغ 22 عاما) أن احتراف التشكيلة كاملة في روسيا يعزز من تماسكها، «ولا يعرفنا أحد في الخارج».
وقال كابيللو مدرب ميلان وروما ويوفنتوس السابق: «باستطاعتنا تحقيق أهدافنا في كأس العالم، لكن لكي نتمكن من ذلك علينا أن نلعب بأفضل مستوياتنا في كل مباراة نخوضها، ومن المهم جدا أن يعزز اللاعبون ثقتهم بأنفسهم».

* فغولي ورقة الجزائر الرابحة لتحقيق حلم المرور للدور الثاني
احتاج الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى الاعتماد على ثلاثة من أبرز شخصياته الكروية لإقناع سفيان فغولي بالدفاع عن ألوان منتخب ذئاب الصحراء بدلا من منتخب فرنسا.
وكان فغولي ابن الـ24 والمولود في فرنسا من أبوين جزائريين ويلعب في الجهة اليمنى من خط الوسط، دافع عن ألوان الدولة التي ولد فيها تحت 18 عاما وتحت 21 عاما، ثم استدعاه مدرب المنتخب الفرنسي ريمون دومينيك عام 2008 ضمن لائحة أولية للمباراة الودية ضد الأوروغواي لكنه استبعده عن التشكيلة النهائية.
وكان اللاعب الذي بدأ مسيرته في صفوف نادي غرونوبل وهو في 17 من عمره تحت مجهر الاتحاد الجزائري الذي كان يبحث عن لاعبين جزائريين ولدوا في فرنسا لكي يضمهم إلى صفوف المنتخب الوطني.
واتصل قائد الفريق الجزائري يزيد منصوري ومدربه رابح سعدان بفغولي هاتفيا، ولحسن حظ الجزائريين، فإن محاولة إقناع فغولي ترافقت مع النهضة التي كانت تعيشها الكرة الجزائرية بعد عقود غطت فيها في سبات عميق. وكان المنتخب الجزائري بلغ نهائيات جنوب أفريقيا 2010 بعد غياب 24 عاما عن النهائيات ونجح في انتزاع التعادل السلبي من إنجلترا وخسر بصعوبة أمام سلوفينيا والولايات المتحدة.
وفشل المنتخب بالتالي في تخطي دور المجموعات حتى أنه لم يسجل أي هدف في ثلاث مباريات خاضها في العرس الكروي، ومن هنا بدأ البحث الجدي عن لاعبين يملكون حاسة التهديف. ثم دخل على الخط رئيس الاتحاد الجزائري محمد راوراوة عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي وقد التقى بفيغولي واتفقا على أن يلعب للمنتخب الأول بدلا من المنافسة على فرض نفسه في صفوف المنتخب الفرنسي. ويقول فغولي: «حلمي الدائم أن ألعب للمنتخب الجزائري، فهذه الدولة أعدها بمثابة بيتي لأن عائلتي تتحدر من هناك.. أنا فخور للدفاع عن ألوان المنتخب الجزائري وجميع اللاعبين المتوجهين إلى البرازيل ينتابهم الشعور ذاته، فنحن نتطلع إلى التحديات التي ستواجهنا».
ولا تعد الجزائر مرشحة لتخطي دور المجموعات حيث أوقعتها القرعة إلى جانب منتخبات روسيا وبلجيكا وكوريا الجنوبية، لكن فغولي لا يتفق مع هذا الرأي ويقول في هذا الصدد «لن نلعب وسط الضغوطات كما هي الحال بالنسبة إلى منافسينا في المجموعة، بالطبع لن تكون مهمتنا سهلة لكننا نثق بقدرتنا على بلوغ الأدوار الإقصائية التي تعد طموحا مشروعا ومنطقيا بالنسبة إلينا».
وخاض فغولي حتى الآن 17 مباراة دولية مع منتخب الجزائر وسجل خمسة أهداف ويعده النقاد أحد أبرز نجوم المنتخب الجزائري المتوجه لخوض غمار نهائيات كأس العالم في البرازيل إن لم يكن النجم الأبرز.



تركيا: «طاولة الستة» تؤكد أن الدستور يمنع إردوغان من خوض الانتخابات

قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)
قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)
TT

تركيا: «طاولة الستة» تؤكد أن الدستور يمنع إردوغان من خوض الانتخابات

قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)
قادة أحزاب «طاولة الستة» للمعارضة التركية أثناء اجتماعهم في أنقرة (موقع «خبر 7»)

بينما لم تعلن «طاولة الستة» للمعارضة التركية مرشحاً لانتخابات الرئاسة بعد، أكد قادة الأحزاب الستة المنضوية تحتها أن الرئيس رجب طيب إردوغان لا يحق له دستورياً خوض الانتخابات التي من المنتظر إجراؤها في يوم واحد مع الانتخابات البرلمانية في 14 مايو (أيار) المقبل قبل موعدها الأصلي في 18 يونيو (حزيران).
وقال قادة الأحزاب الستة، في بيان صدر عن اجتماعهم الـ11 الذي عُقد بمقر حزب «الجيد» في أنقرة واستمر 9 ساعات ليل الخميس - الجمعة، إن تركيا تدار حالياً من قبل حكومة تتصرف من دون أي اعتبار للدستور والقوانين التي لا تدع مجالاً للشك أو التأويل بشأن عدم إمكانية ترشح إردوغان للرئاسة للمرة الثالثة، ما لم يتم الإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة.
وأكد البيان أنه لا يمكن أن يكون إردوغان مرشحاً للرئاسة في انتخابات 14 مايو المقبل، وسيكون ترشحه للمرة الثالثة مخالفاً للدستور و«صفحة سوداء جديدة» في تاريخ البلاد الديمقراطي، مضيفاً أن «المعارضة تعلن للرأي العام عدم قبولها أي أمر يتجاوز الدستور والقانون».
وينص الدستور التركي على أنه لا يمكن الترشح لأكثر من فترتين رئاسيتين، مدة كل منهما 5 سنوات، ويحق الترشح للمرة الثالثة فقط في حال قرر البرلمان التوجه إلى الانتخابات المبكرة. ومن أجل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة يتعين أن يصدر البرلمان قراراً بأغلبية 360 نائباً من أصل 600، وهو ما لا يملكه الحزب الحاكم ولا المعارضة، في حين يحق لرئيس الجمهورية أيضاً أن يتخذ قراراً بتقديم أو تأخير موعد الانتخابات، لكن قراره تقديم موعدها لا يعد انتخابات مبكرة.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة تقرر تقديم موعدها من 16 يونيو إلى 14 مايو لاعتبارات تتعلق بامتحانات الجامعات والعطلات، لكن هذا لا يعني أنها «انتخابات مبكرة».
وذكرت المعارضة أن الانتخابات بذلك ستجرى وفق قرار رئاسي، بما يعني أنها ليست انتخابات مبكرة قرر البرلمان إجراءها، وبالتالي فإن ترشح إردوغان هذه المرة سيكون هو الثالث، وهو أمر غير ممكن بموجب الدستور، لكن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وحليفه في «تحالف الشعب»، حزب «الحركة القومية»، يتمسكان بأن الدستور جرى تعديله لإقرار النظام الرئاسي بديلاً للنظام البرلماني في 2017، وأجريت انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في يونيو 2018. وبما أن التعديلات لا تطبق بأثر رجعي، فلا يمكن اعتبار أن إردوغان يترشح للمرة الثالثة؛ إذ يعد ترشحه للرئاسة في 2018، هو الأول وفق التعديلات الدستورية الجديدة.
وذكر البيان أن قادة «طاولة الستة» تشاوروا، خلال الاجتماع، حول مسألة المرشح المشترك للرئاسة بناء على مبدأ التوافق ومطالب الشعب، مؤكدين أن المرشح الذي سيختارونه سيكون هو الرئيس الثالث عشر لتركيا بعد إردوغان، وسيكون رئيساً مؤمناً بالنظام البرلماني المعزز والحقوق والحريات والديمقراطية، وستكتمل في عهده خريطة طريق المرحلة الانتقالية للتحول من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني المعزز.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع المقبل سيُعقد بمقر حزب «السعادة»، في 13 فبراير (شباط) المقبل.
و«طاولة الستة» هي تحالف مبادئ، وليست تحالفاً انتخابياً، وتضم 6 أحزاب معارضة هي: «الشعب الجمهوري» برئاسة كمال كليتشدار أوغلو، و«الجيد» برئاسة ميرال أكشينار، و«الديمقراطية والتقدم» برئاسة علي باباجان، و«السعادة» برئاسة تمل كارامولا أوغلو، و«المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو، و«الديمقراطي» برئاسة جولتكين أويصال، وتسعى إلى إعادة النظام البرلماني المعزز، الذي انتهت من إعداد صيغته، بدلاً من النظام الرئاسي الحالي الذي تقول إنه كرس لنظام حكم الفرد، عبر إقصاء إردوغان وحزبه في الانتخابات المقبلة.
ويثير عدم تحديد الطاولة مرشحها للانتخابات الرئاسية حتى الآن جدلاً واسعاً، في ظل ما يتردد بين الحين والآخر عن خلافات على اسم المرشح، في حين قالت مصادر من حزب «المستقبل»، إن اسم المرشح الرئاسي سيعلن في 13 فبراير.
وطالب الزعيم الكردي الرئيس المشارك السابق لـ«حزب الشعوب الديمقراطية» التركي المعارض السجين، صلاح الدين دميرطاش، حزبه بدعم مرشح تلتف حوله جميع أحزاب المعارضة، وعدم تسمية مرشح منفصل لمواجهة إردوغان، مؤكداً أنه مع الدفع بمرشح مشترك.