نجحت «جبهة تحرير سوريا»، التي تشكلت أخيراً باندماج «حركة أحرار الشام» و«نور الدين الزنكي» وفصائل مسلحة أخرى خلال 5 أيام، بتقليص مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام»، التي تشكل «جبهة النصرة» عمودها الفقري في ريف إدلب، في وقت تواصلت فيه المعارك العنيفة بين الطرفين في ريف حلب الغربي، حيث أفيد بتقدم محدود حققته الهيئة. وأفيد أمس باشتباكان بين الطرفين في مدينة أريحا التي سيطرت عليها «جبهة التحرير» قبل أيام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاقتتال تواصل في القطاع الغربي من ريف حلب، وفي ريف إدلب، تحت اسم «معارك حرب الإلغاء» التي تشنها الجبهة الجديدة بوجه «هيئة تحرير الشام»، لافتاً إلى «تمكن الفريق المهاجم من السيطرة على مجموعة كبيرة من القرى والبلدات في ريف إدلب، بعد إجبار عناصر الهيئة على الانسحاب من مناطق كثيرة دون قتال، نتيجة قلة عناصرها، أو انكفائها المتتالي إلى مناطق تكون فيها قوتها العسكرية ذات ثقل أكبر».
وأشار المرصد إلى أنه بالمقابل «رجحت الكفة في ريف حلب الغربي لـ(هيئة تحرير الشام) التي تمكنت من السيطرة على بسرطون وعويجل وتقاد، وسط تقدم لها في منطقة كفرناها».
ورد مصدر في الجيش الحر في إدلب: «صمود الهيئة، وصدها هجمات الجبهة الجديدة، لقتال الحزب التركستاني إلى جانبها»، متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» عن «نوع من التضعضع في صفوفها بعد انشقاق القسم الأكبر من العناصر المؤيدين لخط (القاعدة) عن الهيئة التي باتت تضم إلى حد كبير حصراً عناصر مؤيدين للجولاني».
من جهتها، نقلت شبكة «شام» عن مصادر ميدانية أن «هيئة تحرير الشام تعمل على تعزيز مواقعها في منطقة كفرلوسيين وعقربات، على الحدود السورية التركية، تحسباً لأي تقدم لعناصر (جبهة تحرير سوريا) باتجاه المنطقة، أو أي دعم عسكري قد تتلقاه من جانب فصائل (درع الفرات)»، مشيرة إلى أن «عناصر الهيئة طلبوا من المدنيين المقيمين في منطقة جبل كفرلوسين، المطل على قرية عقربات، الخروج من المنطقة وإخلائها بشكل كامل، لتعزيز مواقعهم في التل الاستراتيجي المطل على كامل المنطقة الحدودية والبلدات المجاورة، كما عززوا مواقعهم في معمل الحديد بعقربات». كما حاول عناصر الهيئة، يوم أمس، السيطرة على المواقع القريبة من قرية دير بلوط، قرب أطمة، تحسباً لأي تعزيزات عسكرية قد تساند «جبهة تحرير سوريا» في المنطقة.
ونشر موقع «روسيا اليوم» مقطع فيديو قال إنه يصوّر جزءاً من المعارك الدائرة بين «هيئة تحرير الشام» و«جبهة تحرير سوريا»، تخلله «إسقاط الأخيرة طائرة بلا طيار كانت تقصفهم». وقال الموقع إن الفيديو الذي نشرته قناة «Directorate - 4»، المختصة بمتابعة الصراعات الحربية في العالم في تطبيق «تيليغرام»، يؤكد استخدام «هيئة تحرير الشام» لطائرات من دون طيار في معاركها ضد مقاتلي «جبهة تحرير سوريا».
وفيما تحدث ناشطون عن دعم تركي مباشر تتلقاه الهيئة التي تشكلت أخيراً لمساعدتها في السيطرة على كامل الحدود السورية - التركية، استبعد الخبير في الجماعات المتطرفة عبد الرحمن الحاج هذا الموضوع، واعتبر أنه «لا مصلحة لتركيا بالتصادم مع (هيئة تحرير الشام)، وإن كان إنهاء وجودها يشكل مصلحة تركية ومصلحة لجميع الفصائل».
وقال الحاج لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك أسباباً كثيرة للتخلص من (هيئة تحرير الشام)، أهمها على الإطلاق عدم تكرار سيناريو حلب والغوطة في إدلب، باعتبار أن الجبهة تشكل ذريعة للروس للهجوم على إدلب، كما أنها تقلل من فرص دعم المعارضة».
واعتبر أن «(جبهة تحرير الشام) هي اليوم ضعيفة، ولم تعد كما كانت من قبل، فقد حصل فيها انقسامات، وكثير من قيادييها قتلوا، في حين أن فصيلاً قوياً كالزنكي، بتحالفه مع الفصائل الأخرى، يمثل قوة ضاربة، بعدما أعادت تلك الفصائل تنظيم صفوفها».
وأضاف: «كما أثبتت الأيام الأولى للهجوم على (تحرير الشام)، وانتزاع سيطرتها على مساحات واسعة، أن لدى الجبهة الجديدة قوة تهدد بالفعل الهيئة، وأن لديها فرصة قوية لتحجيمها والتخلص منها لاحقاً».
مواجهات بين «تحرير سوريا» و«تحرير الشام»
https://aawsat.com/home/article/1185956/%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%C2%AB%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7%C2%BB-%D9%88%C2%AB%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85%C2%BB
مواجهات بين «تحرير سوريا» و«تحرير الشام»
- بيروت: بولا أسطيح
- بيروت: بولا أسطيح
مواجهات بين «تحرير سوريا» و«تحرير الشام»
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة