السيسي: مصر استعادت هيبتها وحققنا نتائج جيدة في مواجهتنا مع «أهل الشر»

توقيف المتهم الرئيسي في تهريب شحنة أسلحة لسيناء

جانب من زيارة الرئيس السيسي لكلية الشرطة أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من زيارة الرئيس السيسي لكلية الشرطة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

السيسي: مصر استعادت هيبتها وحققنا نتائج جيدة في مواجهتنا مع «أهل الشر»

جانب من زيارة الرئيس السيسي لكلية الشرطة أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من زيارة الرئيس السيسي لكلية الشرطة أمس («الشرق الأوسط»)

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسالة طمأنة للشعب المصري، قائلاً: «الشعب المصري عليه أن يطمئن في ضوء ما يتمتع به رجال الشرطة من قدرات وإمكانات، تمكنهم من الاضطلاع بمهمة حماية الوطن بكفاءة... وحققنا نتائج جيدة في مواجهتنا مع (أهل الشر)».
وأكد السيسي أن «الدولة استعادت هيبتها، ورجال الشرطة هم العين الساهرة على أمن وسلامة الوطن»، مشيداً بما يقدمونه من تضحيات وبطولات في سبيل الحفاظ على استقرار مصر وشعبها والتصدي لأي محاولات للمساس بها.
زار السيسي فجر أمس، كلية الشرطة (شرق القاهرة)، حيث تفقد الطابور العسكري الصباحي للطلبة، وتابع تدريبات الإعداد البدني ومهارات الفنون القتالية، واطمأن على عملية إعدادهم والكفاءة التي يتمتعون بها، وشهد قيام عدد من الطلبة بقفزة الثقة في حمام السباحة، مشيدا بمستوى التدريب الذي وصلوا إليه.
وألقى السيسي كلمة إلى الطلاب، وبعدها تناول وجبة الإفطار مع الطلبة بحضور اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية.
وقال السيسي لطلبة كلية الشرطة: عليكم التحلي بالأخلاق والقيم العسكرية النبيلة، مؤكداً أن رجال الجيش والشرطة يقفون على خط المواجهة نيابة عن المصريين، مشيراً إلى أن مواجهة قوى الشر لا تقتصر على سيناء، وإنما تمتد إلى أنحاء الوطن. مضيفاً: «لقد حققنا نتائج جيدة في مواجهتنا مع أهل الشر، ومستمرون في تحقيق النصر».
ووجه الرئيس السيسي كلمة إلى أهالي الطلبة قائلاً: «أتقدم لكم بكل الشكر والتقدير لتقديمكم أبناءكم درعا للحفاظ على الوطن». مطالباً طلبة كلية الشرطة بالتحلي بالأخلاق والقيم العسكرية النبيلة.
وبينما تواصل القوات المسلحة المصرية عمليتها العسكرية الشاملة «سيناء 2018»، التي تستهدف بؤراً وأوكاراً لإرهابيين بمناطق شمال سيناء، تنفيذاً لوعد السيسي بفرض الأمن والاستقرار في شبه جزيرة سيناء شمال شرقي البلاد، شهدت البلاد أمس حالة من الاستنفار الأمني على مستوى المحافظات، تزامناً مع حرب الدولة على الإرهاب في سيناء ومناطق أخرى.
وشددت وزارة الداخلية من الإجراءات الأمنية ورفعت حالة الاستنفار الأمني بمحيط المنشآت المهمة والحيوية، وكثفت الخدمات الأمنية ونشر الأكمنة والارتكازات الأمنية في جميع الميادين والمحاور بداخل المحافظات والطرق الحدودية الواصلة بين المحافظات. كما واصلت الداخلية الحملات الأمنية التي تستهدف البؤر الإرهابية والإجرامية، ونشرت خبراء المفرقعات ورجال الحماية المدنية لتمشيط جميع المناطق الحيوية، ومراقبة الحالة الأمنية من خلال كاميرات المراقبة التابعة للإدارة العامة للمرور، إضافة إلى تكثيف ونشر وحدات التدخل السريع المزودة بأحدث التقنيات الفنية لضمان التدخل الفوري في حالة ملاحظة أي أمر قد يهدد حياة المواطنين.
وتمكن ضباط البحث الجنائي بمديرية أمن الشرقية (بدلتا مصر) أمس، بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، من ضبط المتهم الرئيسي في واقعة محاولة تهريب كمية كبيرة من الأسلحة النارية والذخائر للبر الشرقي لقناة السويس. وتم ضبط المتهم وعثر معه على سيارة، تحتوي على مخزنين سريين أسفلها بداخلهما 111 قطعة سلاح ناري و256 خزينة لأسلحة نارية.
وكانت الداخلية قد أعلنت في وقت سابق، ضبط أحد الأشخاص بأحد المزارع بناحية حوش عيسى بمحافظة البحيرة بدلتا مصر، واعترف أنه ضمن تشكيل عصابي خطط لتهريب الأسلحة إلى الإرهابيين في شمال سيناء.
وتحولت محافظة شمال سيناء الحدودية إلى بؤرة إرهابية مشتعلة منذ سنوات وتنتشر فيها جماعات متشددة من أبرزها تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع «داعش» الإرهابي عام 2014 وغير اسمه إلى «ولاية سيناء»... ومؤخراً شهد مركز «بئر العبد» في شمال سيناء، أسوأ هجوم إرهابي تتعرض له مصر في العصر الحديث، حين قتل مسلحون أكثر من 305 مصلين في هجوم على مسجد.
في غضون ذلك، قررت نيابة جنوب الزقازيق بالشرقية، حبس 9 عناصر من جماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً، 15 يوما على ذمة التحقيقات، لحيازتهم منشورات تحريضية تدعو للعنف. كما تستمع محكمة جنايات القاهرة، اليوم (السبت) لمرافعة دفاع 5 متهمين من «خلية الزيتون الأولى»، ويواجه المتهمون عدة تهم منها، الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوى إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.