موسكو تدعم «النمر» لاقتحام الغوطة

TT

موسكو تدعم «النمر» لاقتحام الغوطة

كشفت رسالة وصلت إلى القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا، أن الجانب الروسي هو صاحب القرار في الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية، وأنه دعم تكليف العميد سهيل الحسن الملقب بـ«النمر» لاقتحام غوطة دمشق بدلاً من العقيد غياث دلا الملقب بـ«أسد داريا» لمساهمته في اقتحام ضاحية دمشق وتدميرها أو «أسد الغوطة».
وأفادت رسالة نشرت على حسابي القاعدة في «فايسبوك» و«تيلغرام» عن احتجاج أحد «عناصر (قوات الغيث) التي يقودها العقيد غياث دلا، وكانت تقود العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية قبل وصول (قوات النمر) بقيادة العميد سهيل الحسن الذي يحظى برضا روسي كبير».
وقال في رسالته: «إن هناك ضباطاً بكفاءة العميل سهيل الحسن أو أكثر منه، لكن للأسف أنتم استبعدتم حملتنا (قوات الغيث)، وأوقفتم الهجوم عندما كان المسلحون على شفا السقوط». وطالب كاتب الرسالة الجانب الروسي بـ«منح العقيد غياث دلا نصف ما أعطي للعميد سهيل» لتحقيق نتائج. وقال الناطق باسم قناة حميميم ألكسندر إيفانوف: «تم إعطاء فرصة كافية للقوات البرية المذكورة في الرسالة لإنهاء وجود المتطرفين، وتم استبعادها بعد انتهاء الفترة المحددة لذلك».
وكان إيفانوف أثنى على «تعيين سهيل الحسن كقائد للعملية العسكرية في الغوطة. إذ إن تعيين الضابط السوري سهيل الحسن كقائد لعملية القضاء على تنظيم جبهة النصرة الإرهابية في الغوطة الشرقية أمر لا بد منه، نظراً لما يتمتع به من قدرات ومهارات في قيادة المعارك يفتقر لها الكثيرون».
والعقيد غياث دلا الملقب بـ«أسد الغوطة» هو قائد «قوات الغيث» التابعة للفرقة الرابعة، وقاد عمليات داريا عام 2016، وتم استبعاده من قيادة عملية الغوطة بعد معارك شرسة بداية العام الحالي في حرستا وجوبر تعرضت خلالها قواته للمحاصرة في إدارة المركبات.
وكان «النمر» الضابط السوري الوحيد في الاجتماع الذي ضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد في قاعدة حميميم العسكرية نهاية عام 2017، ونوه بوتين بأداء «النمر».
وظهرت فيديوهات في الأيام الأخيرة تشير إلى وصول «النمر» وقواته من إدلب. وقالت القناة المركزية لقاعدة حميميم إن «الجانب الروسي منح سلاحاً جديداً لـ(قوات النمر) باعتبارها (قوات النخبة)، مثل: دبابات T90 روسية الصنع، ومدفع هاون عيار 240 ميليمتر، وراجمة (بي إم 30 سميرتش) ويمكنها إطلاق 12 صاروخاً في 28 ثانية». وسمحت له باستخدامها في الحملة على الغوطة الشرقية.
وأكدت القناة، الجمعة، وصول طائرات من طراز «سو - 57»، وطائرات من طراز «سو - 35» ومن طراز «سو - 25» وطائرة الإنذار المبكر من طراز «1A - 50U» إلى مطار حميميم العسكري لتجربتها في سوريا.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.